الشباب.. والهوية العربية.. بقلم: ميساء نعامة   وجيه بارودي في جوانب من شعره وطبِّه.. بقلم: عبد الرحمن الحلبي   البدانة... ظاهرة مرضية متفاقمة..إعداد: محمد بن عبدو قهوه جي   الاستفادة من المخلفات الزراعية للحصول على منتجات صديقة للبيئة..إعداد: نبيل تللو   عالَم الخَـفَاء والتاريخ الوجودي للإنسان..إعداد: لمى قـنطار   ما أروع الحجارة حين تتكلم!..نص من دلتا النيل بثلاث لغات قديمة.. كان أصل «علم المصريات» ونص بالآرامية على حجر تيماء كشف صفحات من تاريخها القديم.. إعداد: محمد مروان مراد   البحث عن الطاقة في أعماق مادة الكون.. الدكتور محمد العصيري   هل نحن متقدمون على أسلافنا...في كل شيء؟..إعداد: المهندس ملاتيوس جبرائيل جغنون   ثقوب سوداء تنبذها المجرات .. ترجمة: محمد الدنيا   صفحات من تاريخ التصوير الفوتوغرافي.. يعمل الإنسان دوماً لتخليد حياته بشتى الوسائل وكذلك الحضارات والممالك..إعداد: عصام النوري   أبولودور الدمشقي.. أعظم معمار في التاريخ القديم..إعداد: د. علي القيّم   أدوات الحرية المالية سندات الدين (Bond Basics) الجزء الثاني .. بقلم : إيفلين المصطفى   إحياء القيمرية (عمل بحثي)..إعداد: حسان النشواتي   حقيقة اكتشاف أمريكا..إعداد: د. عمار محمد النهار   التقانة النانوية.. سباق نحو المستقبل..إعداد: وهدان وهدان   الكيتش (kitsch) (الفن الرديء) لغة جديدة بصبغة فنية..إعداد: محمد شوكت حاج قاب   الكواكبي فيلسوفاً.. بقلم: د. حسين جمعة   فقراء ولكنهم الأغنى بين الأغنياء.. بقلم: د. اسكندر لوقــا   التربية أولاً .. بقلم: د. نبيل طعمة   ساقية جارية..بقلم: د.نبيل طعمة   الأبنية الدينية في مدينة دورا أروبوس.. إعداد: وفاء الجوابرة   أطفالُنا بين عالمِ الخيالِ والواقع .. إعداد: د. زهرة عاطفة زكريا   شاعر الشام.. شفيق جبري.. بايعه الشعراء والأدباء وهو في الثلاثين من عمره.. ثار على الفساد والاضطهاد، ودعا إلى البناء والإبداع   قسنطينة.. عاصمة الثقافة العربية 2015.. مدينة الجسور المعلّقة والمساجد التاريخية والقامات الفكرية المبدعة   عودة السفينة الهوائية.. إعداد: محمد حسام الشالاتي   الملح.... SEL..الوجه الآخر.. إعداد: محمد ياسر منصور   مملكة أوغاريت بالأزرق اللازوردي..إعداد: د. علي القيّم   أدوات الحرية المالية ..سندات الدين (Bond Basics) الجزء الأول   كيف نتعلم من إبصار الخنفساء..إعداد: د.سائر بصمه جي   أسرار النوم.. أصله ومظاهره واضطراباته..إعداد: رياض مهدي   سور مدينة القدس وأبوابه.. إعداد: ياسر حامد الأحمد   المرأة الأم وجمالياتها..حيث توجد المرأة يوجد الجمال والذوق والحسّ الصادق بالحياة..المرأة صانعة الحضارة وشريكة حقيقية في المنجزات الإنسانية   تقنية جاسوسية تنتهك خصوصيتنا وتسرق بياناتنا البلوتوث Bluetooth   برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة الأهمية والمبررات   الوطن - الأرض / الأرض - الوطن.. بقلم: د. اسكندر لوقــا   معركة الهارمجدون.. بقلم: الدكتور نبيل طعمة   كنوز المخطوطات الإسلامية في مكتبة الكونغرس.. أول مصحف مترجم في العالم، وصور نادرة لبلاد الشام.. 300 ألف كتاب ومخطوط في العلوم والآداب والفنون   رأس السنة .. بقلم: الدكتور نبيل طعمة   الحقيقة المعتّم عليها بين ابن خلدون وعمالقة الغرب .. بقلم: د. عمار محمد النهار   محمد كرد علي.. رائد الإصلاح والتنوير.. بقلم: محمد مروان مراد   المتاحف.. بقلم: عدنان الأبرش   الحكمة الصينية.. ترجمة الدكتورة ماري شهرستان   تصميم المقررات التعليمية عبر الإنترنت.. بقلم: علا ديوب   ظاهرة متفاقمة في عالمنا المعاصر: التلوث الصوتي (الضوضاء).. بقلم: عصام مفلح   كيف نتلافى الغضب أمام أطفالنا.. بقلم: سبيت سليمان   الجولان بين الاحتلال ونهب الآثار.. دراسة أثرية وتاريخية.. إعداد: ياسر حامد الأحمد   فاغنر، العبقري الذي فَلْسف الموسيقى .. بقلم: د. علي القيّم   لا بعد ثالثاً في الفن الإسلامي ولا اسم للفنان المبدع .. بقلم: ممدوح قشلان   استخدام التكنولوجيا صديقة للبيئة للتحكم في انبعاث الملوثات..إعداد د. محمد سعيد الحلبي   الفرن الذي بداخلنا.. إعداد: د.سائر بصمه جي   آفاق العلم والخلايا الجذعية.. إعداد: رياض مهدي   الكيمياء الحيوية واستقلاب السكريات.. إعداد: محمد عبدو قهوه جي   مَلِكُ الثـِّقَابِ (إيفار كروغر وفضيحة القرن المالية).. ترجمة: د. خضر الأحمد   دور الجمعيات الفكرية والعلمية في الأزمات الوطنية.. بقلم: د.نبيل طعمة   التحنيط من ماضيه إلى حاضره..إعداد: نبيل تللو   جغرافية البشر ..الإنسان .. خفة لا تحتمل .. وثقل بلا حدود .بقلم: الدكتور نبيل طعمة   الغبار بين المنافع والأضرار.. إعداد: د.سائر بصمه جي   الفيتامينات عناصر غذائية أساسية متوفرة في الطبيعة   القرآن يعلمنا أدب الحوار .. إعداد: إبراهيم محمود الصغير   تينبكتو: أسطورة الصحراء تنفض غبار الماضي وتعود لتواصل عطاءها الحضاري   العفويّة الأنثى جداً؟!؟ والعفوية المتوحشة؟!؟ (2-2) .. بقلم: حسين عبد الكريم   كيف نبني طلابنا: بالمعارف أم بالكفاءات(1)؟ ترجمة الدكتورة ماري شهرستان(3)   تدهور مستوى المهنة الطبية.. د. صادق فرعون   الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح).. د. موفق دعبول   التكاثر تقسيم.. بقلم: د.نبيل طعمة   الموسيقى.. منها ما كان شافياً ومنها ما كان قاتلاً.. د. علي القيّم   خام الزيوليت.. وجوده في سورية.. إعداد: منذر ندور   الصوت وخصائصه "اختراق جدار الصوت"   دور الإرشاد في تعديل السلوك.. بقلم: سبيت سليمان   البطاطا.. هل يمكنها إنقاذ العالم من الجوع؟   العمارة العربية الإسلامية ..خصائصها وتطورها عبر العصور..إعداد: د. عبد القادر الريحاوي   لماذا بعد العام 2000؟ .. بقلم: د. اسكندر لوقـا   تغيير المستقبل.. بقلم: الدكتور نبيل طعمة   علم أسماء الأماكن وإشكالات تطبيقه في لغتنا العربية   الفستق الحلبي..التذوق الفني التراثي لسكان بلاد الشام ما يزال حياً برغم آلاف السنين   معالجة مياه الصرف الصحي والنفايات وأهميتها على منظومة الإنسان الصحية والبيئية   «غوتيه: شاعر الإنسانية المرهف».. بقلم: إبراهيم محمود الصغير   الحرية المالية وأدوات بناء الثروة ..الجزء الثاني ..بقلم :إيفلين المصطفى   العفويّة الأنثى جداً؟!؟ والعفوية المتوحشة؟!؟ (1-2).. بقلم: حسين عبد الكريم   التوحد والصحة الإنجابية..فجاجة الوالدين والأم الثلاجة سبب للإصابة بالتوحد الطفولي   التراث الثقافي اللامادي في سورية..الحرف التقليدية وطرق توثيقها   الهدايا: رسائل عشق خالدة .. مدن مترفة، ومعابد شامخة، ومجوهرات نفيسة .. كرمى لعيون المحبوبات الفاتنات   ذوبان الثلوج القطبية يهدد الكائنات الحية على كوكب الأرض   ثروة الأمم الأهم:الموهوبون – التجربة السورية.. نبيل تللو   بابل وماري وخفايا حمورابي .. بقلم: د.علي القيّم   البارود المتفجر والأسلحة النارية والمدفعية في عصر المماليك (648-923 هـ = 1250-1517م)   الجسيمات الأولية في رؤية معاصرة   بارقة أمل: فنزويلا .. بقلم: د. اسكندر لوقـا   لَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بهَا (قصةٌ ماليّةٌ حقيقيّةٌ مثيرةٌ) ..بقلم: هاري مارك بولوز   التطور القانوني لجرائم المخدرات.. الدكتور عبود علوان منصور   مسؤولية المجتمع الأهلي في الأزمات – د.نبيل طعمة   الجدران الصامتة - بقلم: الدكتور نبيل طعمة   بغداد: عاصمة الثقافة العربية عام 2013 ..دار السلام والمجد: رفَعت راية الحضارة، وأنارت الدنيا بالعلوم والآداب طوال قرون.. بقلم: محمد مروان مراد   الحجامة.. "خير ما تداويتم به" .. عصام مفلح   أصول التفاح لعلاج أمراضه.. ترجمة محمد الدنيا   التجليات الصوفية في شعر د.زكية مال الله .. إعداد: عبد اللطيف الأرناؤوط   دورا أوروبوس.. إعداد: وفاء الجوابرة   البدانة ظاهرة مرَضية متفاقمة ..لا للإفراط في تناول الطعام.. والخلود للكسل والراحة.. إعداد: محمد عبدو قهوه جي   الوسواس القهري وأنموذج الشخصية ..عبد الباقـي يوســـف   السيارات الصديقة للبيئة ودور وزارة النقل في دعم انتشارها محلياً   التعلّم الإلكتروني..علا ديوب   قرطاج ..المهندس ملاتيوس جبرائيل جغنون   طُرق ترميم ومعالجة الرُّقُم الطينية..إعداد: نانسي بدرة   تأثير الحرب على المجتمعات ..جان- فانسان اولندر   ماضي الجيولوجيا وحاضرها في سورية .. بقلم: منذر ندور   التبغ في التراث العربي.. بقلم: الدكتور محمد ياسر زكّور   أبو الطيب المتنّبي ..مسافر زاده الخيال.. بقلم: د. علي القيّم   لماذا هزيمة العُرابيين؟..بقلم د. اسكندر لوقا   أبحث عن شيء - د.نبيل طعمة   الجراحة الافتراضية.. بقلم: د.سائر بصمه جي   عالم مادي - بقلم: الدكتور نبيل طعمة   مجلة الباحثون العدد 68 شباط 2013   المحطة الأولى - لولا فسحة الأمل   غــيــوم الــســمــاء - بقلم الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة   رحلة النقود عبر التاريخ - وهدان وهدان   لماذا..الهيكل!؟ - الدكتور نبيل طعمة   الحرب حرب..بقلم د. اسكندر لوقا   سـيروس (النبي هوري):بوابة سوريـة الشمالية.. حضارتها غنية ومسرحها من أكبر مسارح الشـرق - علي القيم   العدد في الحضارات المختلفة - د. موفق دعبول   موجات غير مألوفة - المهندس فايز فوق العادة   القدس بين العهدة العمرية والصهيونية الباغية - * المحامي المستشار: أكرم القدسي   هجرة بني البشر: أسبابها وأشكالها ونتائجها - إعداد: نبيل تللو   المنحى التكاملي في تدريب المعلمين - علا ديوب   المسرح البريختي والتغريب- إبراهيم محمود الصغير   صُنع في الفضاء - د. سائر بصمه جي   حرفة المحتسب في العصر العباسي - محمد فياض الفياض   سواتل خطرة على الأرض - ترجمة محمد الدنيا   منجزات الثورة التقنية الإلكترونية المعاصرة* محمد مروان مراد   غابرييل غارسيا ماركيز من محلية كولومبيا إلى رحابة العالم- عبد الباقي يوسف   التربية والتنمية المستدامة وعلاقة ذلك بالبيئة - د. عبد الجبار الضحاك   من الشاي إلى الكيوي..من أين جاءت؟ وكيف وصلت إلى أطباقنا؟- محمد ياسر منصور   أخطر عشرة مخلوقات   هل مات الشعر؟!- د. علي القيّم   تقرأوون في العدد 67 من مجلة الباحثون العلمية الشهرية   المحطة الأولى - المكتبات الرقمية   الــزيــتــون والــزيــت بــقــلــم الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة   البحر في القرآن - إبراهيم محمود الصغير   الــشــرطــة الــفــكــريــة - د.نــبــيــل طــعــمــة   الإعلام وتأثيره في ثقافة الطفل - سبيت سليمان   البحث ما زال مستمراً عن الأصول الآرامية - د.علي القيّم   التعاطي السياسي في وطننا العربي مابين المعرفة والانفعال - د. مرسلينا شعبان حسن   الحركة التشكيلية السورية... البداية والتطور البداية والتطور - ممدوح قشلان   دراسة تحليلية وتقييمية لخام الكبريت الطبيعي المكتشف في سورية - منذر نـدور   رحلة إلى كوكب عطارد لم يحدث قبلاً أن أخذت مركبة فضائية مداراً لها حول كوكب عطارد لكن هذا الأمر لن يطول كثيراً - ترجمة: حازم محمود فرج   القدس في خريطة مادبا والوثائق التصويرية التاريخية - المهندس ملاتيوس جبرائيل جغنون   دور المنهج الخفي في مدارسنا - وسيم القصير   الجريمة - ترجمة وإعداد الدكتورة ماري شهرستان   بيمارستانات الشام أرقى وجوه الحضارة العربية الإسلامية العرب رسل الخير والمحبة، وروّاد العلم والإبداع الإنساني - زهير ناجي   أخطاء النساء في كتاب الجسد المرأة كيف تعرف عشقها؟- حسين عبد الكريم   بصمات عربية دمشقية في الأندلس - غفران الناشف   عبارتان بسيطتان تختصران أعظم منجزين علميين في تاريخ البشر - محمد مروان مراد   عندما يرتقي الإنسان في درجات الفضيلة - عبد الباقي يوسف   الصدق والصراحة في السيرة الذاتيّة - مها فائق العطار   الزلازل تصدُّع القشرة الأرضية - ترجمة محمد الدنيا   المحميات الطبيعية ودورها المهم في الحفاظ على البيئة واستدامتها – سورية نموذجاً - إعداد: نبيل تللو   الفكاهة والظرف في الشعر العربي الساخر - نجم الدين بدر   مشاهدة المواقع الإباحية عند العرب تفريغ نزوة ... أم شيء آخر؟! - د. سائر بصمه جي   ما هو الإسعاف الجوي؟ - محمد حسام شالاتي   حِكم من «المثنوي» - د.علي القيّم   جــان دارك وأســلــحــة الــدمــار الــــشــامــل بــقــلــم الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة   المؤشِّر والمعيار والمقياس والفرق بينهما - د. نـــبــيــل طــعــمــة   عــيــن واحــدة بــقــلــم الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة   الــوهــابــيــة إمبــراطــوريــة ظــلامــيــة.. تعيش في الظلام - الدكتور نبيل طعمة   السّكن والسّكينة والسّاكن - بقلم الدكتور نبيل طعمة   الدين المحمدي - د. نبيل طعمة   جماليات التراث وأثره في بناء الأمة - أ‌. د. حسين جمعة   إقرأ في العدد 58 من مجلة الباحثون العلمية الشهرية   الحبُّ في التعريف.. في التصريف.. في المآل بــقلــم الدكتور نــبــيــل طــعــمــة   الــعــالــم الــثــالــث - د. نــبــيــل طــعــمــة   إقرأ في العدد 57 من مجلة الباحثون العلمية الشهرية   الأســاس بــقــلــم الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة   الإنسان والروح والتاريخ - الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة   إقرأ في العدد 56 من مجلة الباحثون العلمية الشهرية   الــكــاف والــنــون.. وكــيــنــونــة الــكــون - د.نــبــيــل طــعــمــة   رومــــا والـــشـــرق - د. نــــبــــيــــل طــــعــــمــــة 
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1022
http://www.http://albahethon.com/?page=show_det&select_page=51&id=1495
http://albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/?page=show_det&id=1445
http://albahethon.com/book/
http://www.
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1253
http://www.
http://www.albahethon.com/?page=show_det&id=1231
http://www.albahethon.com/?page=show_det&id=1187
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1047
http://albahethon.com/?page=show_det&select_page=48&id=680
http://www.albahethon.com/?page=show_det&select_page=51&id=1001
http://www.albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/book/
http://www.
http://www.
http://www.albahethon.com/book2012/index_s.html
http://www.albahethon.com/book2012/index.html

إقــرأ الـعـدد الـجـديـد مـن مــجــلــة الــبــاحــثــون الــعــلــمــيــة خبر عاجل
0  2012-03-17 | الأرشيف آخر المقالات
الإنسان والروح والتاريخ - الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة
الإنسان والروح والتاريخ - الــدكــتــور نــبــيــل طــعــمــة

حوارية بحثية استراتيجية، أنشأها الإنسان من تلك اللحظة التي شعر أنه يحمل مسؤوليتها، ليجعل منها هدفاً متحركاً أمامه، لا يصل إليه عبر كامل حقبه الحياتية- بمعنى أدق- إنه عرف بمروره اللحظي، فصنع له ماضياً بعد أن كان قد أنجز بدءاً، أي: نقطة الانطلاق الأولى، مخفياً بذلك ماضيه أو ما وراءه، وعاش في حاضره، وترك للمستقبل القادم منه بعده لغة استمراره، فكان أن أوجد لذاته المتحررة والمنعتقة إصراراً بإقامة علاقة مهمّة بينه وبين المحيط البصري، أوجدت للحياة الكونية معنى ومفهوماً ومصطلحاً، أي إن التداخل الإبداعي الحاصل بينهما ما كان ليكون لولا تسجيل الأول لرحلة سعيه بغية إثبات وجوده، وحفظ الثاني الذي أوجده الأول كطرف حقيقي ضمن معادلته التي حملها، منجباً من خلالها استمرار وجوده وحضوره. للأسف، إن الإنسان ذاته عاد وتمرّد على ذاته، وقسّم التاريخ مشوِّهاً أحياناً كثيرة حضوره من خلال ما ابتدعه وعنونه بأنه التأريخ، وفي ذات الوقت كمنت عظمة هذا الإنسان في امتلاكه لماهية العلوم دفعة واحدة أي إن ظهوره كان كاملاً، وأيضاً لم يكن همجياً أو وحشياً أو غابياً أو كهفياً أو قرداً؛ إنما وعبر كافة عصور الحياة كان اسمه إنساناً، واستحق لقب أعظم ما في الوجود الحيِّ من كائنات، وكذلك تجلّت عظمته في أنه أنجز في تاريخ وجوده الذي أرّخه منذ بدء حركته وظهوره على وجه الحياة أعظم إنجازاته؛ بدءاً من المقدس بكامل أبعاده الثقافية إضافة للروحي، الروحي الذي كانت غايته المثلى متجلّية في ضبط جوهر الإنسان، وبشكل خاص النوع العام منه؛ المتمثل في الكثرة بعد أن تذوّق كامل ملذات الحياة وجمالياتها، وبكونه فهم معنى الخاصة، وانتقل لخاصة الخاصة، خاف من الكثرة ليضع لها قوانين المحرّم والمقدّس والمسموح والممنوع، وكذلك الفكر العلمي، وأسّس لمناهج الإبداع ومدارسه: الفنية والتقنية العلمية والأدبية والفلسفية، كما أنه أوجد قواعد للخلاف والاختلاف واللغات واللهجات، ومايز بين الألوان، واخترع الأسماء التي لم تفارق حامليها - سواء الأحياء منها أم النباتات أم الجمادات - من ذلك الوقت الموغل في القدم وإلى الحاضر انتقالاً إلى المستقبل. وحينما نتدارس معاً ماضيه وعبر لغاته العالمية التي ابتدعها من علم اللسانيات؛ نجد مرافقته لحقبها فمثلاً: إنسان العصر الجليدي، وإنسان العصر الحجري، وإنسان العصر الحديدي، وكذلك إنسان العصر البرونزي والذهبي والفضائي. فمن هو هذا الإنسان وما هي علاقته بالتاريخ؟ ولماذا علينا أن نفرِّق بينه وبين التأريخ؟. وبالوقوف أولاً عند مفهوم ومعنى وفلسفة ومغزى وجود الإنسان، وبعيداً عن مفاهيم الفلاسفة الذين عرّفوه أو حاولوا تعريفه؛ أجدُ من الضروري الدخول إليه، وتقديم لغة جديدة حوله نبتعد بها عن التعريفات القائلة إنه: كائن اجتماعي، أو إنه النفس العاقلة، أو الحيوان الناطق، أو النفس المجردة، أو ثنائية النفس والجسد، أو كائن الرغبة، أو كائن الإرادة، أو إن وجوده سبق ماهيته.. هنا أضيف مبتعداً عن تلك التعريفات: بأن الإنسان كائنٌ روحيّ، ظهر مع ظهور الحياة الحيّة، أي مع الطبيعة: نباتها وحيوانها وجمادها، وبدقة أكثر يتكوّن الإنسان من مجموع الخلايا الحيّة لأن الكون حيّ والخلايا تتجدد، أي: أنّ لها عمراً ينتهي بانتهاء الحياة، فإذا كان الكلّي هو الكون؛ فالإنسان نسبة ضئيلة منه تعادل الذرة، تتجدّد بالاستمرار النطافية، أي: إن الإنسان كائن ترابي يبدأ منه وينتهي إليه، وبينهما ظهر على شكل رسالة عليه تأديتها، فمنه الشكل الاجتماعي، والاجتماعي متنوع بين الخير والشر، ومنه الاقتصادي الغني والقنوع والبسيط، ومنه السياسي القوي والسهل الممتنع، ومنه الديني المحبّب والمقبول والمرفوض، ومنه العسكري الشرس والقائد الشجاع، أما بالنسبة للتاريخ، فهو سلالة إنسانية أبدعها عقل الإنسان ليسجِّل مسيره، وما يجري في محيطه على جدار الزمن اللامتناهي الأبعاد، فتحوّل ما حدث معه إلى ماضٍ، وما يحياه الحاضر، وما سيأتيه المستقبل، فكان تسجيلاً لحضور الإنسان وما جرى من سياق طبيعي لأحداثه، كما أنجز الإنسان التأريخ الذي يعني كتابة الأحداث، والمسيرة الإنسانية بشكل فردي، وبصورة من صور الأنا، أي: إن التأريخ يكتبه الأقوياء، والتاريخ يدونه العلماء والحكماء.

لذلك تراني أدعو العقل لخوض غمار حقيقة الحياة الكونية التي لم يحدّها بدءٌ، ولم يُعرف زمن نشأتها؛ إنما الذكاء الإنساني الخارق هو الذي أوجد لها بداية من حاجته للحظة بدء في كل ما يريد فعله، أو إنجازه أو المسير إليه. بهذه الكلمات البسيطة أدعوكم لتأسيس منهجٍ للتفكّر العميق والعودة للتأمل العلمي والروحي في آن، والبحث في القضايا الكونية لعلاقة الإنسان بمحيطه الموغل في القدم والقديم والحديث والمستحدث، وفي ذات الوقت نفتح ملفات ما يلقى إلينا من علوم نظرية سادت الفكر الإنساني ضمن مرحلة نشوئه الافتراضية، وأيضاً دعونا نناقش نظرية النشوء الكوني العلمية المتجسدة في حادثة الانفجار الكوني العظيم، وأيضاً ندخل على فهم المقدس القادم من أسفار التوراة وإصحاحات الإنجيل والفتق والرتق في القرآن، وكذلك نناقش بوذا وتعاليم كونفوشيوس ونتحاور مع زرادشت، تعالوا إلى مائدة الفكر لنتبادل المعرفة الساكنة في عقولنا، ونسأل عن مدى تقبّلنا لتلك النظريات التي نُخضعها أولاً وأخيراً للتفكير العلمي والتحليل التاريخي لا التأريخي؛ من خلال الإيمان بالعلم المتجول ضمن تلافيف العقل الإنساني، يبحث عن توافقه كي يظهر إبداعه، ومحققاً للكلّي رؤاه في خلافته التي تثبت وحدة الوجود القائمة حصراً بين الإنسان ومكونه الكلّي. فالإنسان يأكل كلّ شيء: النبات والحيوان والجماد ولا يأكل جنسه، وبنى مجداً لا مادياً لمكونه الذي يؤدّي إلى فهم جوهر الأشياء، والدخول إلى عمقها، والإيغال فيها من أجل فهم أسرار الروح وماهيتها؛ التي يسأل عنها جميع الإنسان ليل نهار، وطيلة رحلة عيشه، والتي تتحرك في داخل الأشياء الحيّة أي: ضمن الجوهر الذي يمنحنا فرصة تكوين سؤال جدّ مهم، وهو الروح وعلمها من أمرِ المكوِّن الكلّي، وهل هو هي، أي: الروح في كلّيتها الموزعة على الأحياء من خلال "فنفخنا فيه من روحنا" أيْ كلّ حيّ ضمنه جزء منه، وأقصد الإله الواحد. ما معنى معادلة الماء والتراب؟ أليس الإنسان نتاج معادلتها، هل تفكَّر أيٌّ من الإنسان في بذرة النبات وتعدّد أنواعها، كيف هي تُزرع في التراب وتسقى بالماء فتُنتِج الألوان واختلاف الثمار باختلاف البذور؟، لندقق من أجل العلم أن الإنسان مادة ترابية ممزوج بالماء (من طين)، وهذا ما أخبرنا به المقدّس، ودليلنا أنه حين فنائه نراه تراباً أي يعود إليه وتشكيله يشبه الكوكب الحيّ من حيث التركيب70% ماء 30% مادة مكونة من لحم وعظم.
إذاً ما هو سرّ الروح؟ لقد حاول العلماء مراقبتها إذ أحضروا إنساناً سليماً معافىً خالياً من الأمراض، وهو محكومٌ بالإعدام، وأجروا عليه تجربة، وقاموا بوزنه بدقّة لا متناهية ووضعوه في صندوق زجاجي، وقاموا بعملية إفراغ الصندوق من الهواء وحقنوه بالمادة القاتلة بعد احتساب وزنها وأضيف إلى وزن هذا الإنسان، حيث أعدم بها وتوقف كل شيء فيه، أي أنه انتهى من الحياة، راقبوا قليلاً لم يخرج منه شيء، أعادوا وزنه فوجدوه بالدقة ذاتها بالنسبة لوزنه، فما الذي نقص ولم ينقص شيء، فما هي حالة الروح هنا؟ أي إنه لم ينقص منه سوى روحه التي وبأدق المجاهر والكاميرات لم يستطع أيُّ عالم حتى اللحظة أن يدركها، فهل هي النفخة منه؟ أيضاً هل استطعنا وزن خليّة حيّة تعيش ضمن الهواء الطلق؟ أوصلنا إلى جوهر الروح، وأيضاً هل سنتمكن من وزنها أو قياسها أو معايرتها عبر الحصول على عيِّنه منها؟ وفي العود إلى البنى الحيّة (إنسان. نبات. حيوان. جماد) أليست جميعها مركبة من خلايا حيّة؟ كيف تقف الروح عن العمل في الكائنات الحيّة، وكيف تعمل أيضاً؟ ولحظة حاول العلماء إنتاج جنين.. حينها هيؤوا رحماً صناعياً دقيقاً مودعين فيه بيضة ملقحة، راقبوا عملية تعشيشها على جداره الداخلي معتبرين نجاح العملية الأولية، وربطوا ذلك بحبل سرّي زُوِّد بذات المادة اللبنية القادمة من الأم الحامل لتغذيته، كما هو تماماً في رحم الأنثى بانتظام، وفي اعتقادهم أنهم نجحوا من خلال أجهزة الفحص التي أنبأت عن كبر حجم الزراعة وارتجاجها في الرحم، وبعد تسعة أشهر كُشف عليه وإذا بكتلة مخاطيّة نتنة كريهة تظهر.. ما هو سرّ هذه العملية التي فشلت؟ لكن المحاولات مستمرّة تراقب ولادته وانتهاء الإنسان وعودته إلى تراب، حيث تنمو فيه النباتات والأشجار وتظهر منه الثمار ويتناوله الإنسان والحيوان! ماذا يعني لنا ذلك؟ هل تنتقل الجينات محدثة الاستمرار الفكري والعلمي والروحي؟ ولماذا الإنسان طبقات: عامة وخاصة وخاصة الخاصة، هل الكلّي هو المجموع الذرّي للحياة الكونية الحاملة للخلايا، تدور بها النيترونات والبروتونات والإلكترونات التي لا تفنى أبد الدهر، تحيا في الفراغ الكوني على شكل مجموع وتدخل في الأحياء، نِسَب منها هي التي تدخل وتخرج أي تبقى حيّة أبد الدهر، فتكون بذلك أشكال الروح أو أساساً مؤسساً لها، والإنسان المتشكل منها والحامل لها، حيث تمنحه قوة الحيوية والنشاط كما تمنح النبات والحيوان.
اختصّ الإنسان بالعقل فأبدع حينما نبت من الكوكب الحيّ أسماء للمكون الكلّي الأزلي السرمدي، وفي الحقيقة امتلك سرّ الكون فكان روحَ كامل الأجناس، أطلق عليه بالعربية الله وبالإنكليزية ( God- lord ) وبالفرنسية (dieu ) وبالإيطالية (Dio ) وبالروسية (бог ) وبالهندية (rama ) بالفرعونية (amon ) وبلغة الأنكا ( apa ) وبالفينيقية (  baal ) وبالكنعانية (aton ) وبالعبرية ( jhvh ) وبالفارسية ( خدا ) وكلّ أسماه بحسب لغته النابعة من جغرافيته المكون الأول لظهوره عليها، أي احتاجه الإنسان في الجوهر، فهم ذلك أن الكلي يسكن كلّ حي من باب "بناء الماديات" فالإنسان الذي يبني منزلاً لا تظهر الحياة فيه إلا إذا دخله الإنسان، وكذلك البناء الإنساني الحاوي على قيمة أو نسبة أو جزء من الكلّي الذي نطلق عليه (الإله)، وحينما نمسك بالجوهر يسهل جداً فهْم المظهر، وهل يحقّ لنا استعراضها وتقليبها ومحاكمتها، ومن ثم تثبيت الصح ودحض المختلق، فنؤسس معاً للغة واقعية تقبل الإضاءة، وتحيا تحت نورها من أجل الأجيال القادمة، وأجيالنا أيضاً التي فقدت الكثير من فهْم بريق تاريخها، وتقلّب تأريخها أمام الضخ الهائل لتكنولوجيا الاستهلاك، وكل ذلك يجري العمل عليه من أجل إلهاء الفكر، وإشغاله باللحظة وإبعاده عمّا يجري ويحاك وما حيك له في الماضي وإلى ما سيأتي من المستقبل، فكيف نفكر إن لم نمتلك المعلومة الدقيقة عن الماضي، وماهي طرق الوصول إلى المستقبل، وكم ستحيا الأجيال فيه حتى تعود إلى نقطة البدء؟.

إن حدوث النهاية لكل دورة حياتية في العالم التاريخي المثبت يقع ضمن حالات ست:
1.  ذوبان المتجمّد الشمالي أو الجنوبي أو كليهما؛ ما يسود العالم حالة فيضانية طارئة تهطل فيها كمية من الأمطار تصل إلى 10مم في الدقيقة، وهو ما ذكر في تفسير علم المقدس الرمزي لا الروحي، (ولحظة أن انفتحت طاقات السماء) مما يؤدي لحدوث الطوفان العظيم الشامل ليخفي حضارات وأمماً ودولاً ومدناً ويُظهر أخرى، بعد أن يقلب الثوابت ويحيل الماء إلى أماكن غير أماكنه، كما حصل في السابق الذي أخفاه التأريخ بعد أن أغفل التاريخ.
2.  حدوث ثقب في طبقات الأوزويوسفير نتاج انبعاث الغازات الكربونية أو الفريونات، ودخول الأشعة الكونية التي تمتصّ الأوكسجين وتنجب الحرائق الهائلة وانتهاء الجاذبية، فالغلاف الجوي هو الذي يشكل القشرة الحامية للحياة على كوكبنا.   
3.  أن يصطدم نيزك كبير يُحدث ارتجاجات هائلة تشكل زلازل لا تبقي ولا تذر تعيد تشكيل الحياة من جديد، محدثاً بُنى جغرافيّة جديدة تقلب الظاهر وتظهر الباطن.
4.  أن تتفجر الطاقة النووية المخزّنة ضمن الأسلحة النووية وهي قادرة على تفتيت الأرض الحية عدة مرات، وربما تعدّل في الجين الوراثي للأجناس الحية.
5.    أن يفقد العالم غذاءه وماءه حيث الحروب القادمة سيكون من أهمّ أسبابها الصراع على الماء والغذاء.
6.  وهو الأهم: وصول الدورة الحياتية إلى تسعة آلاف سنة وعدد السكان إلى تسعة مليارات مما يخضع الحياة الإنسانية لنظرية العدد ( 0- 9) والتي كنت قد شرحتها في بحثي "الدورة الحياتية" ضمن فلسفة التكوين الفكري الجزء السادس، حيث ترتبط بعملية الولادة القائمة من تسعة أشهر للجنين الإنساني والتكوين المنجز من علم العدد (7) ولحظة وصول العدد إلى (10) يعني أنه متشكِّل من الصفر والواحد، حيث يعود الإنسان إلى نقطة الصفر ليبدأ في دورة حياتية جديدة تنطلق من الكهوف التي هرب إليها، وهو بأحسن حال منتظراً سكون الاضطراب، وحين خروجه منها يبدو وكأنه بدائي أو متوحش، نظراً لفقدان شكله المتحضِّر نتاج خوفه، وفي تلك الأمكنة رسمَ على جدرانها الأشكال التي تنبئ عن الحالة التي كان عليها، ولم يتسنَّ له امتلاك الأدوات أثناء دخوله، وبما أنه امتلك فكراً نوعياً علمياً وفلسفياً وروحياً فقد صنع من الأحجار أدوات تخدم حياته كأدوات الصيد، إلى أن اكتشف الحديد وكذلك فعل، وأضاف بعده النحاس والبرونز، والفضاء يستكشفه الآن بحثاً عن الماء والمعادن، وأيضاً من أجل هروبه من كوكبه الحي الذي بدأ يموت؛ علَّه إن لم يجد طرقاً لإعادته إلى الحياة أن يكتشف كوكباً حياً آخر يهبط عليه، مستذكراً حينها أنه كان في الجنة وهبط إلى أرض كوكب آخر حياً. 


إذاً، لنتفق أن الكائن الحي المسمّى إنساناً احتاج للحظة بدء فاخترع بدءاً أسماه ما أسماه، من منطلق "أن أيّ فعل مهما كان صغيراً أو كبيراً يحتاج إلى نقطة انطلاق" فلا يمكن أن يكون لأيِّ شيء لا بداية؛ بل الضرورة والحتمية والصيرورة تتحدث عن الحاجة إلى تلك اللحظة التي ندعوها الصفر الذي انطلق منه، وطبيعي أن يرافق تلك الانطلاقة الزمن بحكم وجوده كرقيب يسجِّل ما ندعوهما (الفعل والزمن) بالتاريخ، من باب "حدث هذا هنا وجرى ذاك هناك"، ماذا يعني لنا توافر كمّ هائل من الأسئلة حول نشأة الكون ونظريات وجود الإنسان؟، وهذا ما يخصّنا منه وهو الباحث والمدوّن عن مفاهيم: الأرض والقمر والشمس، ثلاثي الحياة الكونية، ومن باب أن الشمس صاحبة الإشراق الأزلي أي التوهج الذي لا يخمد، والقمر المنار بفعل ضوء الشمس أيضاً كي ينير الحياة على كوكبنا الحي، ومنه وُلد فضل وجود الليل والنهار والأرض بما تحتويه من حياة أجناسها، بسبب وجود الماء المتوفر عليها وضمنها الذي أعطاها لقب الكوكب الحيِّ، طبعاً الكل يدور بالنسبة والتناسب والنظام والانتظام دون كلل، وتحت ما يسمى الثوابت الأزلية، وإلاّ لما كانت هناك حياة، ولم نكن لنعرف عنها شيئاً، والفضل في كلِّ ذلك للإنسان صاحب العقل المتأمّل والمتفكر منجز أفكار التاريخ والتأريخ، إنه بدون الإنسان لا معرفة لا تدوين لا تاريخ، ولذلك كان الإنسان مصدر كلِّ شيء على الأرض الحيّة التي وفّرت له عناصر حياته، فبدأ عليها رحلة البحث عنها، عملاً بأنه إنسان وَلَّد حوله استفسارات عدة، فبكونه بالصورة والهيئة والمحتوى محكوماً إلى العقل، تلك الصورة التي هو عليها لم تتبدل عبر مسيرة حياته التي اشتغل بها على أرضه، بناها ودمّرها بعد أن بنته وشكّلته، حاول ويحاول دائماً وأبداً التمسّك بها، رغم صغر مساحة عبوره عليها، ومسافة عمره المقدرة، إلاّ أن طبائعه الأربعة لم تتغير.
لقد نسج بدقة أفكاراً عنها: بعضها رائع وإبداعي، وبعضها خيالي وتخيّلي وغرائبي، فلم يكن يوماً متوحشاً ولا بدائياً ولا قرداً، فمن وصفهم هو ذات الإنسان من ذات الجنس المستمر منذ أعمق أعماق وجوده الموغل في القدم؛ والذي تصلنا أخباره عبر بقاياه المستمرة، وحتى اللحظة لازال الإنسان يتبادل وصف بعضه بالمتوحش والبدائي والهمجي والمتخلف، على الرغم من امتلاكه لكافة عناصر التحضّر والحضارة، كما أنه ينعت بعضه بصفات موجودة في محيطه: كالقرد والكلب والخنزير وما شابه ذلك.
قد يسأل البعض: لِمَ نخوض في هذا الغمار، أي البحث في الحياة الإنسانية المرتبطة بحياة الأرض والمحيط الكوني؟ وللكل الحق في تكوين الأسئلة حول هذا المبحث، إنني أفصل بين التاريخ والتأريخ، من باب تلك الممارسات التي اختصّ بها البعض من الإنسان، حيث شوّهوا التاريخ وأساؤوا كثيراً للصورة الإنسانية التي أوجدت ذاتها أولاً واخترعت لها بداية، كما أنهم أخفوا الكثير من الحقائق المثيرة للدهشة، وأيضاً ما جرى للحقب الإنسانية التي مرّت في دورات حياتية متعددة ينبئنا عنها ذلك الثراء الإنساني الكبير المنسيّ والمغيَّب عن السواد الأعظم، ليس فقط عن الإنسان وإنما عن أولئك الذين تخصّصوا في علوم تاريخ الإنسان.
هل عمر الأرض أربعة عشر مليار سنة؟ وهل إنسان لوسي في إثيوبيا عمره ثلاثة ملايين ونصف، وإنسان جاوا أربعة ملايين ونصف، وإنسان نياندرتال في أواسط أوروبا ستة ملايين سنة؟ وكيف يقدِّر العلماء بأن عمر البشرية لا يتجاوز ستة إلى سبعة آلاف سنة؟ طبعاً عبر التقييم الروحاني الديني، أي: من إبرام أبراهام إبراهيم أور مابين النهرين واتجاهه عبوراً نحو الغرب، وبوذا قادم من سفوح التيبت وعبر الإله الراما في شمال الهند إلى الشرق الصيني شرقاً، ما معنى أن نعود من اللحظة المعاشة الحاضرة بيننا أي من عصرنا الحديث إلى عصور النهضة، مروراً بالحضارات الواقعة في بلاد ما بين النهرين، والحضارات الإغريقية والفينيقية والرومانية والعربية، وحضارات أمريكا الوسطى والجنوبية الأنكا والمايا، أي إلى أين نستطيع أن نعود تأريخياً فيما دُوِّن بحادثة الطوفان العظيم، وهل كان لكل منطقة جغرافيّة طوفان خاصّ بها؟ أم أنه ساد الأرض من خلال ارتفاع مياه البحار والمحيطات دفعة واحدة لآلاف الأمتار؛ مما غمَر الأرض برمّتها، ومن ثم عادت إلى تشكيلها من جديد بعد أن أخفت مساحات جغرافية مظهرة بدائل جديدة؟ ما معنى أن تختفي كامل التكنولوجيا الإنسانية، وبقايا البشر تعود من جديد لتشكّل حياة إنسانية جديدة تمتلك المعرفة التاريخية؟ ألم يحتج نوح في صناعته للسفينة الكبرى التي نقلت بقايا الإنسان من رؤوس الجبال- أي الناجين- إلى التكنولوجيا الهندسية وشروطها الكيميائية والفيزيائية والحيوية؟ ألم تكن المعارف العلمية ممتلكة معه ومع من حملهم؟ لنتأكد بأن جلَّ تأريخنا قادمٌ من التاريخ الديني المفسّر بطرق ملتبسة، عبر مثلث الأديان والمخطوطات التي يتسرب إلينا بعضها لا جلُّها، بكونها تحمل في طياتها أسراراً حتى اللحظة لم يؤمن القيّمون عليها بنشرها؛ خوفاً من الاعتراف بأن ذلك الإنسان القديم جداً كان متطوراً جداً، وما يجري اليوم من تطور ما هو إلا فعل حقيقي لما بين يدي المسيطرين على تاريخه القديم، حيث ينشرون علومه بين الفينة والأخرى على أنها اكتشاف واختراع وتقدم وتحضّر دون أيِّ اعتراف بفضله العظيم على دورتنا الحياتية؛ التي يشوهها الكثير من تكتل علماء الغرب الأوروبي والأمريكي بشكل خاص، وإني ألفِتُ إلى أن ما يجري اليوم على كوكبنا الحجري ما هو إلاّ مؤشر إلى ذهابنا نحو النهاية، أي أننا نعيش نهاية دورة حياتية بكل ما تعنيه النهاية، وبشكل أدق نقترب كثيراً من طوفان جديد، أو كارثة طبيعية، زلزال عظيم، أو اصطدام بنيزك، أو ذوبان المتجمدين الشمالي والجنوبي مما سيؤدي لارتفاع مياه المحيطات والبحار آلاف الأمتار، لتتكون نشأة جديدة من بقايا إنساننا الحالي يسمّى قائده نوح جديد.
لذلك اخترت عنوان بحثنا هذا: الإنسان والتاريخ والانتقال الجيني الوراثي ضمن العقل الحامل الأول والأخير لهذه الذاكرة الممتلئة والمتنقلة من حضارة إلى حضارة عبر توارث أجيالها.
بما أن الحياة في تشكلها قادمة من تجمع خلايا ذرية حية، بُنيت من خلال الصلب والسائل والغازي أي الأرض وما عليها وما حولها؛ فإذا أخذنا كتلة صلبة وطحنّاها ونثرناها نراها ذرات، وحينما نعيد تجميعها تعود لشكلها الأصلي: التربة والصخور والحديد، الإنسان لحظة انتهائه يتحول إلى منثور ذري مائي وترابي، ينتشر في الأرض ويتبخّر في الفضاء. الإنسان الجديد والأشجار والنباتات والحيوان جميعها تتغذى من بعضها، وتحيا على بعضها، لتنتقل الذاكرة عبر كلِّ ذلك من إلى هذا المحور، أما المحور الثاني فهو المتروك الباقي من المخطوطات والأوابد، ذات الإبداع الإعجازي في نظم البناء الهندسي؛ الذي يتم تخيّل أسس بنائه والعلوم المستخدمة في وسائط إنجازه.

إن جوهر أيّ أمة أو حضارة أو حالة بشرية سائدة على وجه الأرض هو ذاكرتها المسكونة في الإنسان المنجِز الأول والأخير للتاريخ والتأريخ معاً، ولا يعني اندثارها وفناؤها أو انتهاؤها تحت أيّ ظرف انتهاءَ ذاكرتها المتكونة من أحداثها وتألّقها وإبداعاتها، ومن الممكن أن تتحول ذاكرتها إلى أساطير وأمثال أو موروث شعبي، وحينما أشير إلى هذا فإني أنبّه أن مثلث المقدس هو الذي قدّم هذه الرؤى، معتبراً أن هناك ثلاث أمم: اليهودية. المسيحية. الإسلامية نسبة إلى رسالاتها السماوية، علماً بأن هناك أمماً كبيرة مثل الهندوسية والبوذية، وأمم صغيرة وصغيرة جداً هي بقايا أمم قديمة، حملت موروثاً دينياً حينما نتدارسه نجد أن به مغزىً ومعنىً يشابه إلى حدٍّ كبير ما جاء في المقدس السماوي، وبنظرة محايدة إلى ذلك التاريخ القديم نلحظ أنه كانت هناك عبادات بدأت مع عصر الإنسان الجليدي، أي بعد التشكل الافتراضي للحياة الكونية، ومنها كان الانتقال إلى الإبداع والاختراع الإنساني إلى امتلاك الكيمياء وعبادة الأشتاف، ومن ثم نشوء التابو وعبادة الطوطم، وبعدها إلى ظهور آلهة القبائل والملوك الآلهة إلى نظم استرضاء أرواح الطبيعة، وبعدها عبادات الخصب وصولاً إلى ظهور إبرام أبرهام إبراهيم وسلالاته التي أنجبت الديانات السماوية، فإذا دُقق فيه وتمت إزاحة المضاف منه ظهر لنا جمال وأساس تلك الفترة من العهود القديمة، والموغلة في القدم وما قبلها وما احتوته، وحينما نبحث في المقدّس نرى أساطير الأولين متجسّدة بشكل كامل، وتتقبّل لغة المناقشة والتحليل والإيمان أو الكفر بها، فإما أن تكون فكراً يجلس إلى مائدته، أو مقدساً سكن مثلث الأديان الذي يكمن به رقيّ الحوار والنقاش من باب "لكم دينكم ولي دين" أي إنه المقدس احترام الحوار والنقاش وجدلية الإنسان مع أخيه الإنسان، إذاً، من يجادل الإنسان؟ بالتأكيد الإنسان الذي هو شكله، وحينما يتفكّر يجادل جوهره، يتناقش معه، يحاوره، فيخرج من بينه فكرة تُطوِّره أو تؤخره أو تبقيه في مكانه، فالتأخر عامة يكون نتاج الشهوة للحياة ونتيجته طبقة العامة والبقاء في الوديان، وثقافته قائمة على الاستهلاك أولاً وأخيراً فقط، والساكن السائر في السهول يرى ويراقب الأشياء دون فعل وانفعال راضياً لا يصعد الجبال ولا يهبط الوديان؛ إنما هو في حالة طلب للأمن والأمان، منفذ أمين ومشتغل، يبغي الوصول إلى النهاية بأمان أي إنه منتج ومستهلك في آن، أما الباحث عن التطور فهو محاور إيجابي، متأمّل حقيقي حامل لجينات الأولين من ذاك التراب الممتلك لجينات الفكر الإبداعي المسكون في الثمار، وضمن الأشياء المحيطة: الماء والهواء والطعام الذي لا شهوة فيه؛ بل كفاية منطق الحياة التي تؤمن بالسير بين نقطتي البداية والنهاية للفرد الإنسان.
هو الإنسان صنعه باليقين الكلّي من مبدأ "أن لكلِّ شيء مادي صانع"، فالطاولة والكرسي والطائرة والحاسب صناعة إنسانية، وقد اقترب كثيراً من صناعة إنسان باختراعه إنساناً آلياً يمتلك عقلاً حاسوبياً مبرمجاً؛ لكنه لا يمتلك الروح، وبالتأكيد، إن الإنسان صناعة كنْ فيكون الروحية، كما الطير والحيوان والأسماك والنبات، وكذلك صنَع الإنسان التاريخ؛ سجَّل أحداثه والأحداث المحيطة، لقد طوّر الإنسان صناعاته وحسَّن مواصفاته بالتأمّل الروحي المحيط، ومنه استمدّ قوة استمراره، أي من ذاك المسكون فيه، وأدواته العقل والقلب؛ والروح التي لم يصل إلى سرِّها بعد رغم جهده واجتهاده وراءها.. والسؤال الكبير هل يستطيع أم ستبقى ضمن إرادة المكون الكلّي؟؟.

وأيضاً من أجل أن يبقى الإنسان لاهثاً وراء العلم؛ الذي كلّما وصل إلى نتيجة منه اكتشف أنه في البداية، ليبدأ من جديد مقتنعاً بأن ما أوتيه من العلم مازال قليلاً، فإلى أين يذهب هذا الإنسان الكوني، وما الذي يدوّنه وسيدوّنه في تاريخه الحاضر المتحول إلى ماضٍ والمستقبل المتحول إلى حاضر ينتظر به مستقبلاً.

د.نبيل طعمة



المصدر : الباحثون العدد 57 آذار 2012
إرسال لصديق طباعة إضافة تعليق
عدد القراءات : 12516


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم :
الدولة :
عنوان التعليق :
عدد الأحرف المسموح بها 500 حرف نص التعليق :
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1070
http://www.http://albahethon.com/?page=show_det&id=1698
http://www.albahethon.com/?page=show_det&select_page=51&id=1556
http://www.albahethon.com./?page=show_det&id=1472
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1420
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1374
http://www.albahethon.com/?page=show_det&id=1350
http://www.albahethon.com/?page=show_det&select_page=49&id=1326
http://www.albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/?page=show_det&select_page=51&id=1275
http://www.albahethon.com/?page=show_det&id=1208
http://albahethon.com/?page=show_det&select_page=51&id=1165
http://www.albahethon.com/?page=show_det&id=1140
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1119
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1094
http://www.albahethon.com/book/
http://www.albahethon.com/book/
http://albahethon.com/?page=show_det&id=977
http://www.albahethon.com/?page=show_det&id=934
http://www.albahethon.com/?page=show_det&select_page=51&id=877
http://albahethon.com/?page=show_det&id=866
http://albahethon.com/?page=show_det&id=792
http://albahethon.com/?page=show_det&id=767
http://www.
http://www.albahethon.com/book/
http://albahethon.com/book/
http://www.alazmenah-ti.sy/



Copyright © albahethon.com . All rights reserved.