تنتعش النفس وتشرق بمقدار ما تمارس من أفعال إيجابية طيبة حتى تعتاد منهج الطيب وتأنس إلى أناس طيبين.تميل نفس الإنسان بواقع فطرتها إلى عمل الخير، وممارسة الفضائل، وتنفر من ممارسة الرذيلة، أو حتى مشاهدتها، ولا تأنس لأناس يمارسون هذه الرذائل، ولذلك فإن النفس تؤنّب صاحبها إذا وقع في شرك الرذيلة وذلك من خلال مشاعر الاستياء، وبذات الوقت تكافئ صاحبها إذا قام بعمل فاضل، وذلك من خلال مشاعر المسرة.
الذي ينظر إلى حياة تخلو من فاضلين، كالذي ينظر إلى حياة تخلو من رذيلين.
الفارق بين الفاضل والرذيل، أن الفاضل يمكن بمواقفه الفاضلة أن يحيل رذيلاً إلى فاضل، وأن الرذيل بمواقفه الرذيلة يزيد الفاضل ثباتاً في ممارسة سلوك الفضيلة.
الأصل في التعامل بين الناس هو حسن الظن، فإن أساء شخص إلى ثقة وهبها له إنسان حسَنُ الظن، فهي معضلته أكثر مما هي معضلة مانح الثقة، لقد ارتضى الأول أن يتمثل فضيلة حسن الظن، وارتضى الثاني أن يتمثل رذيلة الإساءة إلى حسن الظن.
ومن الطبيعي أن فضيلة حسن الظن لا تتحقق لشخص مجاناً، بل عليه أن يكون على استعداد دائم لدفع ضريبة الارتقاء في درجات الفضيلة، كما أن رذيلة الإساءة لحسن الظن لا تكون مجاناً، لأن صاحبها يكون على استعداد دائم لدفع ضريبة الانحدار في متاعب الجور.
وكما أن الفاضل يلبث يقطف عناقيد شجرة الفضيلة على مرآة من الناس، فإن أشواك شجرة الرذيلة تتهاوى على الرذيل على مرآة من الناس.
في كل هذا فإن الفاضل يزداد حذراً، يزداد يقظة، يزداد تجارباً، وهذا يجعل حالة الصواب متقدمة لديه على حالة الأخطاء، حالة النجاح متقدمة على حالة الفشل، حالة السكينة متقدمة على حالة الاضطراب، حالة الاستمتاع بمباهج الحياة متقدمة على حالة الحرمان.. في حين يزداد الرذيل جهلاً، يزداد غفلة، يزداد قوقعة.. وهذا يجعل حالة الأخطاء لديه متقدمة على حالة الصواب، حالة الفشل متقدمة على حالة النجاح، حالة الاضطراب متقدمة على حالة السكينة، حالة الحرمان متقدمة على حالة الاستمتاع بمباهج الحياة.
كوثر الفضيلة
يتميز الناس عبر العصور على قدر ما يقدمون من مواقف كريمة لمجتمعاتهم، والكرم لاينحصر في لون واحد، بل يشمل كافة ألوان العطاء، فهناك العطاء المعرفي، العطاء الفكري، العطاء الفني، العطاء الطبي، العطاء الأخلاقي، العطاء المادي.
ودوماً فإن الذي يعطي يكون صاحب فضل على الذي يأخذ، واليد العليا هي خير من اليد السفلى.
على هذه القاعدة نرى الناس يكثفون جهودهم من أجل أن يكونوا كريمين، ويكونوا أصحاب فضل.
يقول علي بن أبي طالب: الارتقاء إلى الفضائل صعب منجي، والانحطاط إلى الرذائل سهل مُردي.. ويضيف: أكرِه نفسك على الفضائل فإن الرذائل أنت مطبوع عليها.
حتى الزوجة الفاضلة فإنها تمقت الرجل إن لم يكن فاضلاً ولو كان زوجها. تقول أم صريع الكندية:
كأن الدار يوم تكون فيها
علينا حفرة ملئت دخانا
فليتك في سفين بني عباد
طريداً لا نراك ولا ترانا
فنرى المرأة ترفض الرجل الذي ترى بأنه لا يناسبها، أو لعل عدم التكافؤ يؤدي إلى بعض السلبية. تقول أم العلاء بنت يوسف الجازية بعد أن رفضت رجلاً تقدم إلى خطبتها، وكان عجوزاً:
الشيب لا يخدع فيه الصبا بحلية فاسمع إلى نصحي
فلا تكن أجهل من في الورى
يبيت في الجهل كما يضحي
ولذلك نرى أن الذين قدموا منجزات بشرية يعدون أصحاب فضل على الناس وعلى مختلف الأزمان. تقول زيغريد هونكه: "إن جيولوجيا ابن سينا تصلح لكل زمان ومكان للقرن العاشر أو الرابع عشر، للشرق أو للغرب، في أصفهان، في الأندلس.. تصلح لنظرة العالم المتطور التي تنظر لكل أحداث الحياة كعملية تطور".
توقف العلماء عند قيمة العطاء وعلاقتها بالوراثة، ومنذ مدة اطلعت على بعض هذه النتائج ومنها: أكدت نتائج دراسة علمية حديثة أن هناك صلة وثيقة بين صفة العطاء وجينات الإنسان الوراثية. وقد أجريت الدراسة التي نشرتها صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية على موقعها على شبكة الإنترنت على 203 أشخاص من الجنسين، مُنح كل واحد منهم 12 دولاراً، حيث تبين أن 60 بالمائة ممن أعربوا عن استعدادهم للتنازل عن هذا المبلغ أو جزء منه لأشخاص بحاجة إليه هم أشخاص يحملون جين "إيه في بي آر 1" أو أحد مكونات هذا الجين.
وقال اريل كنافو رئيس فريق الباحثين: إن هذه الدراسة تثبت للمرة الأولى وجود صلة مباشرة بين العطاء الإنساني وتكوين حامضه النووي.
وأوضح أن جين "إيه في بي آر 1 " ينشط في تكوين هرمون يسمى علمياً "ارجينين فاسوبريسين"، ويؤثر على خلايا المخ، ما يدفع الإنسان إلى السخاء والعطف على الآخرين.
وأضاف الدكتور كنافو أن الجينات التي تحمل الصفات الوراثية وصفات سلوكية مثل نكران الذات، والتعاضد الاجتماعي هو أمر يمكن قبوله من وجهة النظر التطورية، كما أن استراتيجية نكران الذات كانت ناجحة بسبب اعتمادها على فكرة أن العمل الحسن سيكافئ صاحبه.
لذة الفضيلة
يتلقى الفضيل زهور حديقة الفضيلة، كما يتلقى الرذيل أشواك غابة الرذيلة يستمتع الفضيل بتذوق لذة رمانة الفضيلة، كما يعاني الرذيل وخزات آلام شوكة الرذيلة.
ليس من سبيل إلى حياة فاضلة سوى سبيل الحياة ذاتها، وفقط عندما يستيقظ المرء على ثقافة الحياة، وتشرق في حناياه شمس الحياة سوف يدافع بشراسة عن حقه وحق الآخرين للظفر بمتاع حياة فاضلة، وسوف يقبل على العيش الكريم بقوة ويحيا كلَّ تفاصيل الحياة التي انفتح عليها بقوة.
يحتاج الإنسان ليكافح في سبيل حياة، وإذا كان الإنسان يرغب بآخرة سعيدة لا يكون له ذلك إلا إذا نجح في أن يجعل من حياته الدنيا حياة سعيدة أيضاً، ولا يستطيع أن يقطف زهور الآخرة إلا إذا كان قد ملأ حياته بزهور الدنيا، وهو بذلك يكون بمقدوره أن يقطف زهور الآخرة على قدر ما ترك في الدنيا الزهور والرياحين الطيبة.
جاء الإنسان إلى الدنيا ليعيشها بكل ما في جسده وروحه من ذرات فضيلة وحتى يسعى إلى بناء حياته والعمل الدؤوب فيها في سبيل بلوغ وسائل الراحة والرفاهية، ويحيلها إلى جنة، وهو كلما نجح في أن يكون فاضلاً حقق رسالته الإنسانية وكان جديراً بالحياة التي عاشها.. فأن تكافح طوال حياتك لتصلح نفساً واحدة ستكون كمن أصلح الناس جميعاً، وأن تفسد نفساً واحدة - حتى لو كانت نفسك - ستكون كالذي أفسد الناس جميعاً.
يحتاج الإنسان أن يعيش وكل حواسه مستيقظة لاستقبال كل ذرة من ذرات الحياة التي هو فيها فعليا، وعندما يعيش الإنسان وهو يعيش يقظة الحياة ويعيش الآخرون لن يجد أحداً يتدخل في شؤونه الخاصة أو العامة مهما كان شكلها.
يمكن للإنسان أن يقف في المواقع الفاضلة من الأمور ليكون بإمكانه أن ينسجم مع الليل كما ينسجم مع النهار، ويعيش ذروة الحرارة، كما يعيش ذروة الصقيع، وينظر إلى زهور الربيع العامرة على أشجارها كما أنه كذلك ينظر إلى أوراق الخريف وهي تتساقط.
يكتب أسامة بن المنقذ في سيرته الذاتية:
"فلما توقلت ذروة التسعين وأبلاني مر الأيام والسنين، صرت مثل جواد علاف، لا الجواد المتلاف، ولصقت من الضعف بالأرض، ودخل من الكبر بعضي في بعض، حتى أنكرت نفسي وتحسرت على أمس".
ويحكى عن جعفر الصادق أن غلاماً وقف يصب على يديه فوقع الإبريق من يد الغلام في الطست، فطار الرشاش في وجهه، فنظر جعفر إليه نظر مغضب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ، قال: قد كظمت غيظي، قال: والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك، قال: والله يحب المحسنين، قال: اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى.
ونزل الإمام الشافعي بالإمام مالك فصب بنفسه الماء على يديه وقال له: لا يرعك ما رأيت مني، فخدمة الضيف على المضيف فرض.
وروي أن عمر بن الخطاب رأى سكران فأراد أن يأخذه ليعزره، فشتمه السكران، فرجع عنه، فقيل له: يا أمير المؤمنين لمّا شتمك تركته، قال: إنما تركته لأنه أغضبني، فلو عزرته لكنت قد انتصرت لنفسي، فلا أحب أن أضرب مسلما لحمية نفسي.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: أول ما خلق الله تعالى العقل فقال له: أقبلْ، فأقبل َ.. ثم قال له: أدبرْ، فأدبرَ. فقال عزّ من قائل: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أعزَّ علي منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أحاسب، وبك أعاقب.
ذات مرة قيل لعلي رضي الله عنه: صف لنا العاقل.. قال: الذي يضع الشيء مواضعه.. قيل: فصف لنا الجاهل. قال: فقد فعلت. يقصد الذي لا يضع الشيء مواضعه.
يقال يا بني إن مداراة الناس دليل على العقل.. قال النبي: مَن حُرم مداراة الناس، فقد حُرم التوفيق.. وقال: الجنة مئة درجة، تسع وتسعون منها لأهل العقل، وواحدة لسائر الناس.
قيل لبعض الحكماء: بم يُعرف عقل الرجل؟ قال: بقلة سقطه في الكلام، وكثرة إصابته فيه، فقيل له: فإن كان غائبا؟ فقال: بإحدى ثلاث: أما برسوله، وإما بكتابه، وإما بهديته، فإن رسوله قائم مقام نفسه، وكتبه يصف نطق لسانه، وهديته عنوان همته. يروى عن علي بن أبي طالب أنه كان يترنم بهذه الأبيات:
إن المكارم أخلاق مطهرة فالعقل أولها والدين ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والعرف ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشكر تاسعها واللين عاشيها
والعين تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من أعاديها
والنفس تعلم أني لا أصدقها ولست أرشد إلا حين أعصيها
قال الأصمعي: رأيت بالبصرة شيخاً له منظر حسن، وعليه ثياب فاخرة وحوله حاشية وهرج، وعنده دَخْلٌ وخرج، فأردت أن أختبر عقله، فسلمت عليه وقلت له: ما كنية سيدنا؟ فقال: أبو عبد الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، قال الأصمعي: فضحكت منه وعلمت قلة عقله، وكثرة جهله.
تعزيز سلوك الفضيلة
- دوماً عليك أن تبحث عن فعل فاضل تقوم به، لقد جئت إلى الحياة لتكون فاضلاً، وعندما تحقق هذه الفضيلة ستكون قد حققت جدارتك بالحياة التي وُهبتْ لك.
- ليست الفضيلة أن تقدم الزهور لأولئك الذين يقدمون لك الزهور، الفضيلة هي تقديمك الزهور لأولئك الذين يقذفونك بالأشواك.
- عندما يقدّم الإنسان عملاً فاضلاً، لا يقدمه إلا وقد فتح عينيه جيداً على إنه إنسان.. وعندما يقدّم عملا رذيلاً، لا يقدمه إلاّ وقد أغلق عينيه جيداً عن كونه إنساناً.
- ثمة أناس يحرصون كل الحرص على أن يستمروا في ممارسة الفضيلة حتى ينضجوا فيها تمام النضج، وثمة أناس يحرصون كل الحرص على أن يستمروا في ممارسة الرذيلة حتى ينضجوا فيها تمام النضج.
- يبحث الإنسان طويلاً عن السعادة في الرذيلة دون أن يبلغها، ولكنه يهتدي إليها
وهو يمد خطوته الأولى نحو مملكة الفضيلة.
- لا تظنوا أن الرذيلة مجلبة المتع لأهلها، إنها لا تجلب لهم غير وجع الضمير..
إن ألم الفضيلة لهو أهون على الفاضل ألف مرة من ألم الرذيلة.
تعريف الفضيلة
الفضيلة في الموسوعة الحرة هي الامتياز الأخلاقي أو الجَودة الأخلاقية لدى شخصٍ ما، والفضيلة سمة مميزة تُقَوَّم على أنها حسنة، والمفهوم المقابل للفضيلة هو الرذيلة.
لم تدخل الكلمة اليونانية التي تدلّ على الفضيلة إلى اللغة الإنجليزية العادية، وكلمة الإنجليزية مستمدّة من الكلمة اللاتينية المستمدة بدورها من كلمة ومعناها "الإنسان" بمعنى الإنسان الذكر، وتعني كلمة "وظيفة الذكر" التي يتمّ تصورها من حيث القوة أو القدرة، ومن هنا "القدرة على الإنجاز". وثمة كلمة لاتينية هي لا ترتبط بذلك وتعني "السلطة" أو "العنف"، ولم يكن النحويون القدماء قادرين على التمييز بين الكلمتين.
وبسبب المعايير الاجتماعية القديمة وهذه الفروق اللغوية الدقيقة, كان أن تمّت المطابقة في بعض الأحيان بين الفضيلة والفضائل التي يبديها الذكر في الحرب مثل الشجاعة. وقد أدّى ذلك في بعض الأحيان إلى نوع من المفارقة والتناقض فيما يتعلق بأصول الكلمة المفترضة. فغالباً ما تستخدم كلمة في اللغة الإنجليزية في الإشارة إلى عفة امرأة ما، وكما يقول الفيلسوف ليو شتراوس, فإن "سرّ الفكر الغربي يكمن في تحوّل مصطلح كان يشير في الأصل إلى رجولة الرجل بحيث بات يشير إلى عفة المرأة".
ويمكن للفضيلة أن تمضي في سبيل آخر باتجاه معانٍ أخرى، حيث يمكن لها أن تنطوي إما على قيمة معيارية أو على قيمة أخلاقية، ففضيلة السكين تكمن في أن تقطع، وفضيلة السكين الممتاز تكمن في أن تقطع جيداً (وهذه هي القيمة المعيارية)، وذلك مقابل فضائل العقل، والتبصّر، والعفّة، الخ (مما له قيمة أخلاقية).
وتوصف الفضيلة في اليونانية ذلك الوصف المناسب بأنها "امتياز مُعْتَاد", وشيء يُمَارس طوال الوقت. ففضيلة المثابرة تحتاجها جميع الفضائل لأنها عادة مميّزة ينبغي استخدامها على الدوام إذا ما أراد الشخص الحفاظ على كونه فاضلاً.
الفضائل الكلاسيكية الرئيسة () في التراث الغربي أربع:
- الاعتدال . – الحكمة . – الشجاعة . – العدل .
بالطبع يمكن أن تتفرع فروع من هذه الفضائل الأربع تؤدي في نهاية الأمر إليها، فالشجاعة ليست في القتال فحسب، بل تكمن في مدى المقدرة على التسامح، ومدى المقدرة على الإصغاء للرأي الآخر والتحاور معه كما قال عمر بن الخطاب: "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي".
زهور الفضيلة
ما يهم هنا استشارة حواس العقل في كل فعل تود القيام به، في كل فكرة تشاء أن تتأمل معالمها، في كل معرفة ترغب أن تبلغها، في كل كلمة تنظر في قولها.
كثير من الأفعال لا تلزمك. كثير من الأفكار لا جدوى منها. كثير من المعارف لا أهمية لها. كثير من الكلمات تكون في غير موضعها. ليس مطلوباً منك أن تفعل كل شيء. ليس مطلوباً منك أن تبحر في معالم كل الأفكار. ليس مطلوباً منك أن تبلغ كل المعارف. ليس مطلوباً منك أن تقول كل الكلمات. ما يهم أن تدرك أبعاد قدرتك المحدودة في الأفعال، في التأمل، في المعرفة، في الكلام.
كل فعل مقترن بزمنه، كل فكرة مقترنة بوقتها، كل معرفة مجدية في أوانها، كل كلمة تغتني في موضعها، دوماً تتأنى بما تود القيام به، تتأنى بما تريد التأمل فيه
تتأنى بما ترغب معرفته، تتأنى بكلمة تنظر في قولها.
تحت ظلال هذه الشجرة تكمن معالم التركيز التي تمكّنك من جمالية الإرسال والتلقي بمزيد من تؤدة، بمزيد من جدوى، بمزيد من رحابة.. وهنا تدرك أن روح الفضيلة تكمن قدر تمكّنك من العطاء، تدرك أنك ترتقي في درجات الفضيلة كلما كانت مساحة العطاء لديك أغنى من مساحة الأخذ.
تحقق ممارسة الفضيلة درجات من التقدم في التوازن لصاحبها حتى تمسي الفضيلة سلوكاً يومياً، وتقليداً حياتياً بالنسبة إليه، إنه يبحث عن مواقف فاضلة كي يقفها، يبحث عن كلمات فاضلة كي يقولها، إنه إنسان تفوح منه رائحة الفضيلة.
الأمر الآخر الذي لا يقلّ أهمية بالنسبة إلى الإنسان الفاضل، هو إنه إضافة إلى تقييم الآخرين إليه، فإنه كذلك ينظر إلى نفسه على أنه إنسان نافع في الحياة.
المصدر : الباحثون العدد 67 كانون الثاني 2013