* ستيفن جوبز: عبقرية فذّة على ذروة عالم المعلوماتية الرحيب
* سيرغي برين ولورنس بايج: من حلم عابر إلى شركة عملاقة في ميدان الإنترنت
* جيمس راسيل: تسجيل وتخزين البيانات في القرص المرن
* مارك زوكربيرغ: المنتدى العلمي للتواصل الاجتماعي
* يوجين بولي: التحكم بالتلفزيون عن بعد، للطواف حول العالم
لا يمكن لمن يتابع منجزات الثورة التقنية المعاصرة، إلا أن يتوقف مذهولاً، وثمراتها تتوالى أمام عينيه كل لحظة، وتغمر العالم بعطائها السخي من نتاج الفكر العلمي:
مبتكرات بالمئات تذلل المصاعب وتيسّر الحياة، وتفتح للإنسانية أبواب المعرفة الواسعة إلى آفاق التقدم والرفاهية..
* يستطيع الباحث أن يعرض وجوهاً متألّقة لتلك المنجزات التقنية التي حفلت بها مسيرة العلم الحديث في ميادين الطب والعلوم والتجهيزات الحديثة، ولكنه يبقى محيّراً حين يهمّ بترتيب تلك المنجزات في سلّم الأوليات، لأن كل ابتكار علمي جدير بأن يحتل درجة الأسبقية بين سائر التقنيات الباهرة.
1) حلم عابر يتحول إلى إنجاز خارق:
من في ملايين الناس الذين يلجؤون إلى محرك البحث على شبكة «الإنترنت» - غوغل – ويتجولون في أرجاء العالم وهم في مقاعدهم، ويتسلّمون بريدهم الإلكتروني، ويتلقفون آخر المعلومات نصوصاً ورسوماً على شكل بيانات وخرائط، من فيهم لا يقرّ بأن ثورة هائلة قد تفجّرت في تاريخ البشرية بكل معنى الكلمة..
شهد يوم السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر) 1998 الخطوة الأولى لانطلاقة المسيرة الجديدة في عالم التقنية الإلكترونية، ظهرت يومها إلى الوجود شركة «غوغل» المحدودة، وتناقل المهتمون مصطلح «غوغل» Google الرياضي، للتعريف بالرقم الهائل الذي يعبّر عنه «الواحد» متبوعاً بمئة صفر، في إشارة إلى الروح التي تسيّر فريق تطوير محرك البحث الأشهر في العالم، والساعية إلى الغوص في أعماق ذهن طالبَيْ دراسات عليا بجامعة «ستانفورد» هما: «سيرغي برين، ولورنس بايج»، وتزامنت مع ذروة حمّى شركات الإنترنت التي اجتاحت العالم في تسعينات القرن الماضي.
كانت أهم المواضيع البحثية الرائجة يوم ذاك، متعلقة بالبحث عن المعلومات المترابطة المبعثرة ضمن قواعد البيانات الهائلة كالشبكة النسيجية، فاهتم الطالبان عام 1996 بتطوير «خوارزم» - خطوات حل مبتكر لبرنامج، للبحث عبر الروابط على الإنترنت سمياه «Back Rub» وسرعان ما حقق بحثهما نتائج باهرة، أكسبته ذيوعاً، وأصبحت «غوغل» معروفة على نطاق واسع بأنها صاحبة أكبر محرك بحث على مستوى العالم يوفر خدمة مجانية سهلة الاستخدام، ويعطي النتائج ذات الصلة في جزء من الثانية، مما دفع الشابَين إلى شراء وسائط تخزين بسعة ألف ميغابايت، عمِلا على ربطها مع ما تيسّر لهما الحصول عليه من حواسيب متواضعة كانت النواة الأولى للمرحلة الجديدة من مشروع «غوغل» الوليد.
تمكن الطالبان بعد ذلك من الحصول على تمويل من أحد مؤسسي شركة (Sun) العملاقة وخرجت للوجود عندها شركة «غوغل» المحدودة في أيلول من عام 1998، وفي نهاية العام الأول لظهوره تمّ تصنيفه كأحد أفضل مئة محرك بحث على الإنترنت، وأخذ موقعه يستقبل نصف مليون طلب بحث يومياً، ومع اعتماد عملاق الإعلام الأمريكي «AOL» على غوغل كمحرك بحثِها الرئيس، قفز عدد طلبات البحث اليومية إلى ثلاثة ملايين.
* خدمات مجانية على صفحة الإنترنت:
يُعدّ «غوغل» اليوم أفضل محركات البحث على الإطلاق، بفضل هيكلية نظامه المبتكرة، وهو يقدم خدماته بالعديد من اللغات بينها العربية، على نحو مجاني ضمن بحر من صفحات الإنترنت وصل في يومنا إلى أكثر من ثمانية مليارات تزداد باضطراد، كذلك توسّع نشاط «غوغل» ليغطي إضافة إلى البحث عن النصوص الصور مطلقاً ثورة البحث وفق نوع الملف الذي تبنّته محركات بحث أقدم منه باتت الآن تعتمد تقنياته – مثل «ياهو». وتوالت خدماته تباعاً موفّراً خدمات البحث في البحوث العلمية على الإنترنت، وظهرت خدمة البريد الإلكتروني «Gmail» ذات سِعات تخزين غير مسبوقة... وكانت آخر صيحات «غوغل» في خدمة البحث عن مواقع المحلات التجارية، الترجمة الفورية والحصول على الخرائط...
... كانت شركة «غوغل» قد بدأت مجرد حلم في مخيلة الشابين المهندسين ورسّخت في سنوات مكانتها في عالم المعلوماتية الفسيح، والعمل الذي بدأه الشابان في مرآب متواضع، صار شركة عملاقة تتبنى الأفكار المتألقة في مجال الإنترنت، وأسهمها تُتَداول اليوم في أسواق المال العالمية.
لدى «غوغل» اليوم مكاتب في جميع أنحاء العالم، ويقع المقر الرئيس للشركة في مدينة «ماونت فيو» في ولاية كاليفورنيا، ويتحدث موظفوها الذين وصل عددهم اليوم إلى أكثر من 20 ألف موظف، بمئات اللغات... وتمتلك «غوغل» 37 مركزاً للبيانات في أكثر من 15 دولة في العالم.
2) ستيفن جوبز: عبقرية فذّة على ذروة عالم المعلوماتية:
في اليوم الخامس من تشرين الأول عام 2011، ودع العالم بأسره عبقرية علمية فذّة، أسهمت بنشاط فعّال في تطوير جهاز الحاسوب الشخصي، وتجسّد مسيرة «ستيف بول جوبز» حكاية القريحة العلمية الخلاقة بأجلى معانيها، إضافة إلى الشخصية العصامية التي حوّلت الأحلام العابرة إلى منجزات تقنية باهرة.
قَدِم أستاذ العلوم السياسية السوري «عبد الفتاح الجندلي» إلى الولايات المتحدة عام 1950، واقترن بالأمريكية «جوان سمبسون» وكانت ثمرة الزواج ابنهما «ستيفن» الذي تخلّى عنه الأبوان مباشرة بُعيد ولادته لظروف عديدة، فتبنّاه الزوجان «بول وكلارا جوبز» وكان لنشأته بالتبنّي أثر في اشتعال روح التحدّي والعِناد، على الرغم من أن أبويه بالتبنّي لم يقصّرا في رعايته وإحاطته بجو الهدوء والأمان، وبُعيد إنهائه مرحلة التعليم الثانوي عمل «جوبز» لفترة قصيرة متدرباً في شركة «هيولت باكرد» وفيها التقى رفيقه «ستيفن ووزنياك» ولم تدُم دراسته الجامعية آنذاك غير فصل دراسي واحد..
التحق الشاب بشركة «أتاري» وعمل مع رفيقه «ووزنياك» على تطوير مهارتهما في تصميم اللوحات الإلكترونية، وما لبثا عام 1976 أن أسسا شركتهما الخاصة «التفاحة APPLE» تيمّناً بالتفاحة التي سقطت على رأس «إسحق نيوتن».
* أول جهاز حاسوب شخصي:
أول منتجات الشركة الجديدة كانت اللوحة الرئيسة: «Mother Board» للجهاز «آبل – 1» ثم تلاها عام 1977 جهاز «آبل – 2» الذي أكسب «آبل» سمعة مدوية ونجاحاً تجاريّاً كبيراً، جعل من «آبل» لاعباً أساسياً في سوق الحواسب الشخصية الواعدة. وفي عام 1984 أطلقت الشركة بإدارة «جون سكولي» جهاز «ماكنتوش» كأول حاسوب شخصي يستخدم واجهة المستخدم الرسومية بدلاً من نمط أسطر الأوامر النصية، وهو البرنامج الذي اتّبعته برامج التشغيل الشعبية بما فيها «ويندوز» و«يونيكس».. بدأ «جوبز» مرحلة جديدة في مسيرته عام 1985 حين ترك «آبل» ليؤسس شركة جديدة سمّاها «next» التي قدّمت للبحث الأكاديمي أجهزة ذات تقنية رفيعة، كتبت على واحد من أجهزتها أول تطبيقات الشبكة النسيجية العالمية «w.w.w». وفي عام 1996 عاد «جوبز» إلى رئاسة «آبل» فأعاد إليها الوهج بعد أزمات إدارية متلاحقة، وصعد بالشركة إلى الذروة بمنتجه الجديد الحاسوب «iMac» الحاسم في نشر ثقافة الإنترنت، وجهاز التخزين الرقمي «iPOD» وتقنية «i Fune» للبرمجيات الموسيقية مع إعادة بث الحياة في نظام التشغيل (Macosx).
* تعهّد بألا يفسد المال حياته:
ثُبّت «جوبز» عام 2001 رئيساً فعلياً للشركة لكن راتبه السنوي ظل «دولاراً واحداً» كما أصر هو لدى عودته للشركة ليثبت جديّته في العودة إلى قوائم الربحية.
أرهق «جوبز» نفسه في العمل، وقد اعتقد بأنه سيموت شاباً، لذا صرّح لصديق له: «نحن جميعاً لا نمتلك وقتاً طويلاً على هذه الأرض، وغالباً ما تتوفر لنا الفرص للقيام بعدد قليل من الأمور العظيمة، وأن نقوم بها على وجه أكمل، لا يمتلك أحد فكرة عن الفترة التي سنقضيها في هذه الحياة، وكذلك أنا لا أعرف، ولكني أشعر بأنه يجب عليّ أن أنجز أكبر قدر من هذه الأمور العظيمة خلال فترة شبابي.
وبالرغم من أن «جوبز» صار واحداً من مليارديرات مجتمع المعلوماتية باستثماراته الكبيرة التي توّجها بشراء شركة «الرسوميات» «Pixar» التي أعادت تعريف فن الرسم الحاسوبي والفن السينمائي، بالرغم من ثراء «جوبز» فقد قطع وعداً على نفسه بألا يَدَع المال يُفسد حياته.
قهر المرض «ستيفن جوبز» أخيراً، ولكن بعد أن نقش حروف اسمه على لائحة أهم أعلام الحقبة الزاهرة من عصر المعلوماتية الحديث.
3) جيمس راسيل: تسجيل وتخزين البيانات في القرص المرن:
الأمريكي «جيمس راسيل» المولود في واشنطن عام 1921م، كان وراء هذا الابتكار بعد سنوات من العمل والمثابرة الجادّة.
ابتكار القرص المرن «CD» - بالتأكيد – واحد من أبرز المنجزات العلمية في عصرنا.. صار هذا القرص البلاستيكي الرقيق - في زمن قياسي - عنصراً أساسياً مصاحباً لكل فعالية إنسانية بكل تفاصيلها، ويعيدها في لمحة طرف إليك، وأنت وراء جهاز الحاسوب، موفراً عليك الوقت والجهد والسعي الطويل وراء المعارف التي خزّنتها سابقاً فيه.
إنه ابتكار مدهش فعلاً، يُضاف إلى مجموعة المنجزات التقنية التي يقدمها لنا - يوماً بعد آخر - عمل الخبراء وسهر الباحثين المخترعين..
* حين شب «راسيل» وترعرع أصبح يتضايق كثيراً إلى حد الضجر والإحباط من التلف الذي يصيب تسجيلات الفوتوغراف (جهاز صوتي قديم) حيث كان يمتلك الكثير منها، فحاول جاهداً أن يتخلص من تلك المشاكل وتحسين الجودة والنوعية التي كان أيضاً غير راضٍ عنها في تلك التسجيلات.
بدأ «راسيل» باستخدام إبرة الصبّار وثبّتها في جهاز الفونوغراف، ولكنه استمر في التفكير في طريقة أفضل للتسجيل، وبما أنه فيزيائي متخصص وبارع في الأجهزة الكهربائية حيث إنه صمم أول جهاز (لِحام) يستخدم الحزمة الإلكترونية في تشغيله، فما كان منه إلا أن فكر بطريقة مبتكرة وجديدة قلبت موازين صناعة تخزين البيانات، حيث استخدم الضوء بدلاً من الطريقة السابقة، وذلك بالتعبير عن الخانتين (0) و(1) بـ(عاتم) و(مضيء)، وبهذه الطريقة لن تكون هناك سهولة في التلف أو الضرر. هكذا كانت الفكرة، وبعد سنوات من العمل المتواصل وبتشجيع من المؤسسة التي يعمل فيها، استطاع «راسيل» في عام 1970م أن ينجح في اختراع أول تسجيل (رقمي – ضوئي)، حيث قام بالتسجيل على طبق كبير حساس للضوء في خانات دقيقة تحتوي (الضوء، العتمة) بدل (0.1) حيث أن قُطر كل خانة (1 ميكرون = 10 مرفوع للأس -6 من المتر)، ويقرأ تلك الخانات شعاع ليزري الذي بدوره ينقلها إلى الحاسب الآلي الذي يترجمها إلى إشارات إلكترونية لتحويلها في النهاية إلى صوتية أو مرئية، وكعادة الاكتشافات الجديدة حيث تواجَه بالخوف والتوجس لم يجد «راسيل» أحداً يتبنى هذه الفكرة حتى قبلت شركة سوني اليابانية شراء حقوق الملكية الفكرية لتبدأ مرحلة الإنتاج والتطوير، ومن ثمَّ وصلت (هذه التقنية إلى ما يُسمى (Digital DVD) Versatile Disc، وهو ما يستطيع تسجيل وتخزين البيانات بشكل مكثّف أكثر بكثير من قرص الليزر العادي.
4) مارك زوكر بيرغ: المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي:
إذا كان اختراع الهاتف على يد «الكسندر غراهام بل» عام 1896، واختراع جهاز الإرسال اللاسلكي على يد «غلوليمو ماركوني» عام 1895، ثم اختراع التلفزيون على يد «زوركين» عام 1923 وفيما بعد اختراع عشرات أجهزة الاتصال بين البشر، إذا كانت كل هذه المخترعات قد اختصرت المسافات الشاسعة على الأرض، ومكّنت مستخدميها في كل مكان من الاتصال والاطلاع على مجريات الأحداث المتسارعة فور وقوعها، وجعلت العالم – بالتالي – قرية صغيرة مكشوفة بدون أسرار أو ألغاز.. فإن ابتكار «موقع التواصل الاجتماعي» - فيس بوك، يعدّ صيحة تكنولوجية مدويّة، ونافذة عالمية واسعة، يطل من خلالها كل لحظة ملايين المشتركين، ولكل واحد فيهم صفحته الخاصة التي تقدّمة للآخرين، وتمكّنه من التواصل معهم حيثما كانوا في سائر أرجاء المعمورة.
• الفتى الذكي الذي غيّر العالم:
• ولد «مارك زوكر بيرغ» في 14 أيار من عام 1984، في «بوبس فيري» بنيويورك، وكانت والدته عالمة نفس، ووالده طبيب أسنان علّمهُ أساسيات برمجة الكومبيوتر في سِنٍ مبكرة، وقد أدرك الأب بسرعة أن ابنه نابغة فاستعان بمعلم مختص لتعليمه، وقبل التحاقه بجامعة «هارفارد» درس «زوكربيرغ» في أكاديمية «فيليبس إكستر» الراقية.
قام أولاً بابتكار «الفيس ماتش» في 28 تشرين الأول من عام 2003، وهو بعد طالب في السنة الثانية بالجامعة، وفي هذه الفترة أنشأ مدوّنة حول إحدى الفتيات، وسعى إلى القيام بعمل ما قد يثنيه عن التفكير بهذه الفتاة، فاستخدم صوراً مجمّعة من دليل الصور المتاح على الإنترنت، والخاص بتسعة من طلبة المدينة الجامعية، مع وضع صورتين إلى جانب بعضهما بعضاً، ودعوة المستخدمين إلى اختيار الشخص «الأكثر جاذبية» وكي يتمكن «زوكربيرغ» من تأسيس الموقع فإنه عمد إلى اختراق مناطق محمية في شبكة الحاسوب الخاصة بجامعة «هارفارد» وقام بنسخ صور خاصة بالطلبة في السكن الجامعي، وسرعان ما تمّ توجيه الموقع إلى العديد من وحدات الخدمة الخاصة بالحرم الجامعي، ولكن تمّ إغلاقه بعد بضعة أيام من قِبل إدارة الجامعة التي اتّهمت «زوكربيرغ» بخرق قانون الحماية وانتهاك حقوق التأليف والنشر، وانتهاك خصوصية الأفراد، مما يعرضه للطرد من الجامعة، ولكن تمّ إسقاط جميع التُهم الموجهة إليه في نهاية الأمر.
* في النصف الثاني من العام الدراسي نفسه، قام «زوكربيرغ» بتأسيس موقع «الفيس بوك» على النطاق thefacebook.com وتحديداً في 4 تشرين الثاني من عام 2004م.
وخلال الشهر الأول من إتاحة الموقع للاستخدام، قام أكثر من نصف الطلبة الذين لم يتخرجوا بعد من الجامعة بالتسجيل في هذه الخدمة. وفتح «الفيس بوك» أبوابه أمام جامعات «ستانفورد» و«كولومبيا» و«بيل». بعد ذلك اتسع الموقع أكثر ليشمل جميع كليات مدينة «بوسطن»، وشيئاً فشيئاً أصبح متاحاً للعديد من الجامعات في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي شهر حزيران من عام 2005، تمّ نقل مقر «الفيس بوك» إلى مدينة «بالو آلتو» في ولاية كاليفورينا، وقد قامت الشركة بإسقاط كلمة the من اسمها بعد شراء اسم النطاق facebook.com عام 2005 نظير مبلغ 200.000 دولار أميركي. وفي 26 أيلول من عام 2006، فتح الموقع أبوابه أمام جميع الأفراد البالغين من العمر ثلاثة عشر عاماً فأكثر، والذين لديهم عنوان بريد إلكتروني صحيح. وفي تشرين الأول من عام 2008، أعلن القائمون على إدارة «الفيس بوك» عن اتخاذ مدينة «دبلن» عاصمة أيرلندا مقراً دولياً له.
* لقد أثبت «زوكربيرغ» عملياً أن طريق الطموح تبدأ بخطوة أولى شجاعة، ثم تنفتح الآفاق أمام تحقيق الأحلام، وتحويلها إلى منجزات تقنية مفيدة للإنسانية.
5) يوجين بولي: التحكم بالتلفزيون عن بُعد:
... في العشرين من أيار «مايو» 2012، غاب عن الدنيا واحد من رواد التقنية المعاصرة تاركاً بصمته على ابتكاره العلمي المتميز الذي أحدث ضجّة كبيرة لدى ظهوره في عالم الإلكترونيات، وغيّر مجرى الحياة في المنازل، جهاز التحكم في التلفزيون عن بعد «الريموت كونترول» عام 1955.
المهندس الإلكتروني «يوجين بولي» من مواليد مدينة «شيكاغو» 29 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1915، تعلّم في كلية المدينة، ثم تابع تحصيله في معهد «الينوي» للتكنولوجيا، غير أنه انقطع عن الدراسة قبل التخرّج وفي عام 1935 تعاقد مع شركة «زينيث» للإلكترونيات لتسويق الأسهم، وعمل في قسم قطع الغيار بالشركة، وهناك صمّم أول كتالوج للشركة، ثم انتقل إلى قسم الهندسة وكان في جملة مهامه بالقسم العمل على «الرادار» خلال الحرب العالمية الثانية لصالح وزارة الدفاع الأمريكية.
وابتكر في هذه الفترة أول جهاز لاسلكي للتحكم عن بعد بالتلفزيون، وحصل على مكافأة ألفَي دولار لابتكاره التاريخي، وشارك في تلك الفترة في تطوير أقراص الفيديو.
* 18 براءة اختراع في نصف قرن من الإبداع:
* سوّقت شركة «زينيث» جهاز التحكم عن بعد تحت اسم: «فلاش – ماتيك» إذ إنه لم يكن يعمل إلا مع تلفزيون «فلاش ماتيك» الذي أنتجته الشركة، باستخدام شعاع ضوئي يتحكم في خلايا ضوئية في كل ركن من أركان جهاز التلفزيون، ومن ثم يمكن من خلاله تشغيل التلفزيون أو إغلاقه أو تبديل القنوات.
تدرّج «يوجين بول» في المناصب الرئيسة بشركة «زينيث» حتى بلغ منصب مساعد رئيس شعبة مجموعة «زينيث» للإلكترونيات في الهندسة الميكانيكية، وبعد حياة مهنية حافلة استمرت حوالي نصف قرن من الزمن، حاز فيها 18 براءة اختراع في الولايات المتحدة، رحل «يوجين بولي» دون ضجة كبيرة، منضمّاً إلى موكب روّاد التقدم العلمي الذين قدّموا للإنسانية نتاج قرائحهم الذكية، وجعلوا الحياة أكثر راحة ورفاهاية.
المصـــادر:
- التفكير بطريقة مبتكرة، اختراع القرص المرن – عالم التقنية 8-2012
- «آبل» حكاية رجال عصر المعلوماتية – مجلة القافلة 4-2012
- جهاز للتحكم بالتلفزيون عن بعد – سكوب العربي 9-2012
- محرك البحث الأشهر في العالم – العلم والتكنولوجيا 21 آذار 2012
- غوغول.. الرقم 1 – مجلة فورتشن – تقييم خاص – أيار 2010
المصدر : الباحثون العدد 68 شباط 2013