محمد بن عبدو قهوه جي
الفيتامينات الذوابة بالدسم
وهي أربع فيتامينات أساسية هي الفيتامينA والفيتامينE والفيتامين D والفيتامين K.
أولاً- الفيتامين Retinol A
ويسمى أيضاً الريتينول أو الشابكينول والعامل المضاد لجفاف العين وفيتامين النمو والفيتامين الواقي للنسيج الظهاري.
دوره في الاستقلاب
1- الحفاظ على قدرة الإبصار جيدة وسليمة.
2- وقاية النسيج البشروي من التلف، حيث يعمل كَـ هرمون (وهو ليس هرموناً) إذ يحث الريباسات على فك رموز الرسالة الصبغية وترجمتها وتحويلها إلى بنية بروتينية. والحقيقة، إن هذا الفيتامين يعمل على بناء عديدات السكريد المخاطية الضرورية لسلامة الغشاء الظهاري حيث أنه يساعد في عمليات تشكيل كورتيكوستيروئيد اعتباراً من الكولسترول، كما أن لهذا الفيتامين دوراً غير مباشر في مكافحة الإنتان لكونه ينمّي النسيج البشري الظهاري.
الحاجة اليومية: /1 - 2.5ملغ/ للكهل والوحدة العالمية تعادل 0.6 ميكروغرام من
بيتا كاروتين ويزداد هذا المقدار في حالات الترفع الحروري والحمل والإرضاع وعند العاملين في المهن التي تحتاج إلى استعمال القدرة البصرية بشكل كبير (كتاب- طلاب- مدرسين).
وجوده في الطبيعة
إن الفيتامين A موجود في زيت السمك والزبدة وزيت الزيتون والخضار الصفراء مثل الجزر والفليفلة والبندورة، حيث يوجد في الجزر على شكل طليعة الفيتامين تسمى البيتاكاروتين تتفكك في جدر الأمعاء إلى جزيئين من الفيتامين A كما أن الفيتامين A متوفر في زيت كبد الحوت المسمى زيت السمك بكمية كبيرة.
ثانياً- الفيتامين calceferol D
يسمى الفيتامين المضاد للكساح والكالسفيرول والأرغو كالسفيرول، يوجد له ستة أشكال في الطبيعة أهمها الفيتامين D3 المسمى كالسفيرول وهو موجود في الإنسان وفي الثدييات والفيتامين D2 المسمى أرغو سترول الموجود في الزيوت النباتية والنباتات الخضراء، يتشكل الفيتامين D3 في جسم الإنسان اعتباراً من الكولسترول بعد تعرض الجلد لكمية كافية من الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس.
وجوده في الطبيعة
إن طلائع الفيتامين D متوفرة في الطبيعة بكثرة وأحسن مصادره الفعالة هو زيت كبد الحوت حيث يحوي الغرام الواحد منه أربعة آلاف وحدة دولية أما الحليب يحوي الغرام منه 2% وحدة دولية ويزداد هذا المقدار كثيراً حين تشعيع الحليب بالأشعة فوق البنفسجية، تقدر الوحدة الدولية للفيتامين D بـ25% ميكرو غرام من الأرغوكاسفرول.
الاحتياجات
إن احتياجات الإنسان لهذا الفيتامين تختلف اختلافاً كبيراً حسب العمر والنشاط الفيزيولوجي والجنس والجهد المبذول، ونسبة أملاح الكالسيوم والفوسفور في الغذاء المتناول، وتعدّ الأغذية الحاوية على الدهون وصفار البيض غنية جداً بالفيتامين D ويقدر ما يحتاجه الطفل 400 وحدة دولية في اليوم، وما يحتاجه الكهل بـ 1000 وحدة دولية في اليوم على أن تناول كميات كبيرة من هذا الفيتامين يؤدي لحدوث تكلس عام يتناول الأنسجة الرخوة بما فيها الرئتين والكليتين.
التأثيرات الفيزيزلوجية للفيتامين D
إن الفيتامين D3 الموجود في جسم الإنسان يعمل على امتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء كما يعمل على تثبيتهما في العظام.
نقص الفيتامين D
إن نقص الفيتامين D يسبب الكساح عند الأطفال كما أنه يسبب ترققاً في العظام عند الكبار، لذا يجب أن تكون الحمية غنية بالفيتامين D عند الأطفال والحوامل والمرضعات.
ثالثاً- الفيتامين /Tocopherol/ E
يسمى الفيتامين المضاد للعقم وعامل الإخصاب والتوكوفرول، يوجد منه عدة أشكال في الطبيعة أهمها الفيتامين E1 ويسمى ألفا توكوفرول والفيتامين A2 ويسمى البيتا توكوفرول.
للفيتامين E أدوار استقلابية هامة أهمها:
1- إسهامه إسهاماً مباشراً في تفاعلات الأكسدة والإرجاع.
2- يدخل في بناء هيكل الأغشية الخلوية وأغشية المتعضيات الخلوية كالصغائر (الميكروزوم) والمتقدرات (الأجسام الكوندرية والكريات الحمر لذا فإن عوز هذا الفيتامين يحدث هشاشة في غشاء الكرية الحمراء فيسهل انفجارها. ويحدث فقر الدم الانحلالي).
3- يعمل كمضاد للأكسدة والزنخ فيقف حائلاً دون حدوث أكاسيد فائقة (Peroxide) التي تشاهد في الحموض الدسمة اللامشبعة EFA نتيجة عوز الفيتامين E وقد حددت النسبة بين الفيتامين E وبين الحموض الدسمة اللامشبعة الواردة مع الغذاء بـ/EFA = 9/10 فإذا اختلت هذه النسبة حدث ضمور للنطاف عند الذكور وانعدمت قدرة هذه النطاف على الإلقاح وحدث العقم. أما عند الأنثى فيحدث بسبب نقص الفيتامين E إسقاطات عفوية وتفقد الأنثى قدرتها على حضن البيضة وتفشل عملية التعشيش.
4- يعمل كمضاد للحثل العضلي.
وجوده في الطبيعة
هو واسع الانتشار في الطبيعة إذ يوجد في زيت الحبوب خاصة في رشيم القمح التي تحتوي على كميات كبيرة من ألفا وبتا توكوفرول كما يوجد في اللحوم والحليب والزبدة وصفار البيض والبطاطا والبندورة والرز والخضار الخضراء وزيت الزيتون.
الحاجة اليومية
يحتاج الكهل إلى 30 وحدة دولية يومياً والوحدة الدولية تعادل 1 ميلي غرام من خلات التوكوفرول، ولا بد أن تكون الأمعاء سليمة حتى يتم امتصاص هذا الفيتامين من الأمعاء وإلا فيعطى حقناً بالعضلات.
الصفات الكيميائية
سائل زيتي لا لون له ولا طعم يذوب في الدسم وفي مذيبات الدسم ثابت تجاه الحرارة حتى الدرجة 170 درجة مئوية ومن أهم صفاته أنه مضاد للتأكسد والزنخ يقي الزيوت التي يترافق معها في الطبيعة من الأكسدة والزنخ، لذا يضاف إلى الفيتامين A لمنعه من الأكسدة والفساد.
ينتج عن عوز الفيتامين E:
1- حثل عضلي مع هزال مترق ينجم عن زيادة الطلب على الأكسجين حين القيام بالجهد العضلي بحيث يزداد استهلاك الأوكسجين من /15- 20%/ في حالة العوز.
2- تخرب الحموض الدسمة اللامشبعة EFA حيث تسهل أكسدتها في مواقع الأربطة المضاعفة ولما كانت النطاف تتكون أساساً وبشكل رئيسي من EFA فإن العوز يؤدي بالضرورة إلى موت هذه النطاف ومن ثم حدوث العقم.
3- فقر دم ناجم عن توقف إنشاء الصميم الأنزيمي المصنع لـ (الهيم). وبالتالي توقف إنشاء الكريات الحمر.
مضادات الأكسدة- مزيج الفيتامين (A + E)
لاحظ العلماء أن التصلب العصيدي العفوي والمحدث تجريبياً في الدجاج نتيجة إطعامها وجبات غذائية غنية بالكولسترول والدهون يمكن إيقاف تطوره بحقن الحيوانات مزيجاً من الفيتامين E, A. وإن حقن كل فيتامين على حدة وبفواصل متباعدة لا يؤدي مطلقاً إلى تبدل القطع المتصلبة أو تراجع في أشكالها إلى أي تحسن يذكر.
وقد أوجد باحثون آخرون في الاتحاد السوفييتي سابقاً مستحضراً زيتياً مؤلفاً من 100 ميلي غرام فيتامين E بشكل خلات التوكوفرول مع ميلي غرام واحد من الفيتامين A حاو على 100 ألف وحدة.
واستعمل هذا المزيج على نطاق واسع في مصحة الشيوعيين القدامى قسم الشيخوخة فكانت نتائجه باهرة للغاية في إيقاف زحف التصلب العصيدي وفي إعادة الاستقلاب السوي إلى الخلايا الشائخة وزوال البقع المتصلبة.
حيث إن دمج هذين الفيتامينَين يرفع فعاليتهما الدوائية إلى حدود قصوى لأنهما يعملان معاً على زيادة مصادر الطاقة في الخلية.
رابعاً- الفيتامين K: Koagulation
يسمى العامل المضاد للنزف أو عامل التخثر يتركب من مشتقات النافتوكينون، له دور في اصطناع البروتينات اللازمة لتخثير الدم وعلى اصطناع العوامل المخثرة للدم، يوجد في الطبيعة في الأنسجة النباتية ويمكن اصطناعه بسهولة من الجراثيم الموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء، يعطى للأطفال حديثي الولادة وللخدج بشكل حقن عضلية منعاً من حدوث نزوف عفوية في الأيام الأولى بعد الولادة.
المصدر : الباحثون العدد 71 أيار 2013