ربما كانت حياتك الزوجية على وشك التدهور، أو ربما كانت في حالة سيئة بالفعل، ومع ذلك فإنك أنتِ من يحدّد مستقبل حياتك الزوجية، وليس ظروفها الحالية هي ما يحددها.
إذا كان أساس بيتكِ من الرمل والطين، فإنه لا معنى لتجديده أو إعادة طلائه، لأن المنزل بالكامل ربما ينهار في أية لحظة نتيجة أساسه الواهن.. من هنا، فعليكِ أن تبحثي عن مهندس معماري يضع أساساً صلباً للمنزل، قبل أن تجددي بلاط الأرضيات أو ألوان الجدران، أو دهان النوافذ أو الأثاث.
وبالمثل، فإن استعادتك لزوجك الذي هجرك يتطلّب أكثر من مجرد إعادة ترتيب الأمور القديمة في علاقتك الزوجية، فربما كان عليكِ أن تغيري ما كنتِ تفعلينه في الماضي، لأنك إن تركت الغضب المكبوت دون تجريد فلن يتغير شيء في حياتك الزوجية.
هذا المقال موجه للنساء اللاتي لاحظن بُعد أزواجهن عنهن. قد تبدو الهوة بين المرأة وزوجها عميقة ويبدو من المستحيل سدّها، أو قد تكون شرخاً يتسع دوماً وببطء ويخلخل أسس زواجها كجذر شجرة يتشعب تدريجياً في ممشى الطريق حتى يتشقق وتتخلله الصدوع، ويصبح ما كان من قبل انسيابياً ومتماسكاً ومتوافقاً مشققاً ومنفصلاً. إن الهوة المتنامية في علاقتك الزوجية ربما ظهرت فجأة أو ببطء وشقّت ومزقّتْ روابط التقارب التي جمعت بينكما في حب توقعتما أن يدوم للأبد.
هذا المقال موجه للزوجة التي:
● يعيش معها زوجها بجسمه ويغيب بعواطفه.
● هي على علاقة بآخر وتريد استعادة زوجها الآن.
● زوجها على علاقة بأخرى وتريد استعادته.
● شغلها أسلوب حياتها أو عملها عن القرب من زوجها بجسمها أو عواطفها
● ركزّت على علاقتها بأبنائها وتجاهلت زوجها.
اعتني بنفسك لتستعيدي زوجك:
تبدأ رحلة استعادة زوجك بكِ أنتِ.. نعم، قد يكون زوجك بحاجة للتغير، ولكن عليك أن تبدئي بتغيير نفسك نعم، لعله آذاك بكلماته، أو بأفعاله، لكن عليكِ أن تبدئي بتحديد سلوكياتك، وكلماتك، وأفكارك، ومشاعرك، وأن تتحملي مسؤوليتها. وما دمت لم تبدئي بنفسك، وتغيري ما يلزم تغييره لديكِ، فستواصلين قول وفعل الأشياء التي نفرّت زوجك منك. إن استعادة زوجك تبدأ بك. أصلحي نفسك دينياً. لقد خلقك الله جميلة ورحيمة ورائعة. إن قدر الله لكما هو الخير وليس المشكلات، والمستقبل، والأمل. وعندما تدعوان الله فسيسمع دعاءكما، وتيقّنا من الإجابة، فهو عند حسن ظنكما به. إنك لا تبحثين عن علاقة زائفة وخادعة باستعادة زوجك، لأنك تحتاجين لحياة زوجية تحقيقين أنتِ وزوجك فيها الغاية من خلقكما. وكل ما هو أقل من ذلك لن يكون إلا تصالحاً مؤقتاً. إن التصالح الحقيقي هو أن يرى كل منكما الآخر إنساناً تقياً صالحاً.
تبدأ استعادة زوجك بكِ أنتِ، وليس به. إنها تبدأ بـ...
● رؤية نفسك بعيني الزوج وليس بعيني الزوجة.
● التقبّل والتسامح، وليس الإدانة.
● عدم السماح للماضي بفرض نفسه على المستقبل.
● التحرر من الغضب المكبوت.
عندما تكونين الشخص الذي خلقك الله لتكوينه، فستصبحين أكثر جاذبية وجمالاً بنظر زوجك، وسيربط الإيمان بينكما وستعمل الروح الجميلة بداخلك على تحويلك للأحسن من داخلك لخارجك. إن استعادتك لزوجك تحتاج لما هو أكثر من تغيير توجهك وسلوكياتك، على الرغم من أنهما قد يحتاجان إلى تغيير جوهري. إن تغيرك هو تحول روحي تنبثق منه حياة جديدة تفيض فيك وفي حياتكما الزوجية. لا تعاملي زوجك كما كنت تعاملينه قبل تحولك، بل عامليه على أساس إيماني. لا تحبيه كما كنت تحبينه من قبل، بل أحبيه محبة إيمانية.
اسألي نفسك الأسئلة التالية:
ما ترتيب الله لنا؟
ما طبيعة تكويني؟
ما المغزى من حياتي؟
ما وجه تفردي كإنسان؟
ما الذي خلقني الله لأحققه؟
معوقات التكامل:
ستعوقك أشياء كثيرة عندما تحاولين " تحقيق التكامل " الذي يريده الله لك، وستبعدك هذه العقبات عن الوصول لأقصى قدراتك الشخصية. عندما تعيدين بناء منزلك، فإن أشياء مثل الطقس السيئ، ونقص المال، وضعف التخطيط قد تعيق تكامل بناء المنزل بنجاح. وبالمثل، فثمة ثلاثة مشكلات سلبية من شأنها أن تعيق رحلتك في استعادة زوجك، وهي:
1 – الاحتياج أو الاعتمادية الشديدان:
أي الاعتمادية المتبادلة: ومعناها ببساطة هو عدم المبالغة في الاعتماد، أو الاستقلال، أي التوازن بين هذين الطرفين. وغالباً ما نصف أحد الأفراد بأنه معتمد على زوجه عندما يتسبب في مشكلات زوجية - ومع ذلك فالصعوبات الزوجية تثور عندما يتصرف أحد الزوجين باستقلال كامل عن الزوج الآخر. ويؤدي كلا الاتجاهين إلى نفس النتيجة، وهي مأساة في العلاقة الزوجية. فعندما يعتمد شخص بشدة على زوجه أو زوجته، فقد يؤدي هذا الاعتماد إلى إنهاك الزوج الآخر، وإرهاقه، وإرباكه، وتقييده، وحصره. هناك زوج يصف اعتماد زوجته عليه بأنه " مثل غواص معي يشاركني نفس خزان الهواء على ظهري. وبدلاً من أن تحمل زوجتي خزان هواء خاص بها، فإنها تنتزع دائماً فم الطوارئ من خزان الهواء على ظهري لتتنفس منه. والمشكلة أن هواء الخزان لا يحوي إلا ما يكفيه بالكاد. إنها تستنزف حياتي بالمعنى الحرفي للكلمة، وأشعر بأن عليَّ أن أسبح بعيداً عنها حتى أعيش ".
أياً كانت الأخطاء التي أدّت لفشل زواجك، فعليكِ أن تتكفلي بحياتك وتتحملي مسؤولية التغييرات المطلوبة فيكِ. إذا كان لزوجك علاقة شائنة، فليس من الصواب أن تجعلي حياتك وهويتك متوقفتين على عودته إليك أو عدم عودته، بل قولي " اعتمد على الله، فقد منحني من القوة ما يجعلني لا أعتمد على سواه ". إن تبعيتك لزوجك لن تعيده لك، بل قد تبعده أكثر.
"إذا كنت تعتمدين عليه اعتماداً بالغاً، فاعزمي على الاعتماد على الله وحده وكفي عن التطلع إلى زوج يفي بأشياء لا يمكن أن يفي بها إلا زوج كامل " 
2 – لوم العوامل الخارجية على فشل الزواج:
إن لومك لأقارب زوجك، أو لامرأة أخرى، أو لعمل زوجك، أو لأية عوامل أخرى على فشل زواجك سيزيد من الشقاق، فاللوم يعيقك عن تحمل مسؤولية السلوكيات المسؤولة.التي من شأنها استعادة زوجك والأساس في التغلب على اللوم هو تحمل المسؤولية. تحملي مسؤوليتك عن الإخفاقات والمشكلات التي تسبب فيها، واصرفي تركيزك عن الأشياء والبشر الآخرين وحوّليه إلى نفسك.
قد يتعدى زوجك على حدودك، لكن قد يكون الواقع أنك لم تضعي لنفسك حدوداً أصلاً ؛ لذلك فإنه لا يفهم خطاه حين تلومينه عليه. لقد أصبحت تعيسة معه، لأنك اخترت ذلك، وليس لأنه تعمّد تجاوز حدودك وإيذاءك. نعم، قد يقول ويفعل الكثير من الأشياء المؤلمة في الزواج، لكن لا تستطيعين تغييره، وكل ما تستطيعينه هو تغيير نفسك.
المشكلة هنا هي: إما اللوم، وإما تحمل المسؤولية. هل تتحملين مسؤوليتك عن المشكلة التي تسببت فيها، أم تتنصلين منها وتلومين الآخرين على فشل زواجك.
3 – تأثير طريقة تربية أبويك لك على علاقتك بزوجك:
ربما كان أبواك يمثلان لك مجموعة من القواعد القدوة للأزواج والزوجات، بينما تربى زوجك على مجموعة قواعد تختلف عنها تماماً. إن طريقة تعامل أبويك معك انفعالياً وبدنياً في طفولتك تؤثر تأثيراً كبيراً على معاملتك للآخرين، وخاصة زوجك.
إذا كان أبواكِ يسيئان معاملة بعضهما، أو معاملتك، فقد تميلين إلى إساءة معاملة زوجك وأبنائك. ومن الأسباب الرئيسية لمحاكاة الآباء " الراشدين " لآبائهم هو الغضب العميق المنتقل من جيل لآخر. إنه غضب راسخ يجعلنا نتصرف بطرق عدوانية. وعلى النقيض، فإذا كان أبواك عطوفين ووفيين لبعضهما ولك، فسيكون لديكِ قدوة إيجابية لكيفية معاملة زوجك وأبنائك.
ولكنكِ لستِ أسيرة طريقة تربيتك، والماضي لا يتحكم في المستقبل، فالإيمان الصادق يغيّر صاحبه ويعده لمستقبل أفضل.
افحصي جسمك
إن مظهرك الجسمي قد يبيّن للآخرين شعورك تجاه نفسك، فالشخص البدين المترهل رث المظهر يوصل للآخرين أن نظرته لذاته نظرة دونية. وهناك أسباب كثيرة للمظهر الرث والترهل. وفي حالتك: إذا كنتِ تجدين صعوبة في تخفيض وزنك فقد يرجع ذلك إلى طريقة تنشئتك، أو لأسباب وراثية أو طبية.
أما إذا لم تكن هذه حالتك، فقد تذهلك نتائج برنامج رائع لتخفيض الوزن للرجال والنساء، وهذا البرنامج يسمى " ورشة عمل تخفيض الوزن " وخلاصة هذا البرنامج هو التركيز على الإيمان وملء قلبك به. إن الطعام يملأ المعدة وليس الروح، ومع ذلك يحاول البعض ملء أرواحهم الفارغة بالطعام. إن الجسم هو هيكل الروح التي تسكنك والتي منحك الله إياها.
من الضروري أن تعتني بجسمك لتحقيق مصلحتك، وحتى تتمتعي بهيكل صحي لتسكن فيه روحك.
تذكري أن أعظم أعداء الجسم هو قلة النوم، وسوء التغذية، وهما إذا اجتمعا يسببان لك ضغوطاً متواصلة ويجعلانك سريعة الهياج. ومثل هذه الحالة البدنية ستنفّر زوجك، أو أي شخص آخر منك. ومن الطرق الناجحة لحل مشكلة التعب، والاضطراب، وسرعة الهياج المواظبة على ممارسة التدريبات القوية. حافظي على رشاقتك وألزمي نفسك ببرنامج رياضي يومي. فكريّ في الأنشطة التالية التي تفيدك بدنياً وتساعدك على استعادة زوجك:
● العَدو.
● قيادة الدراجات.
● الانضمام لدورة ايروبيك.
● الذهاب لنادٍ صحي.
● المواظبة على برنامج ثابت للمشي أو السباحة.
● المواظبة على الفحوصات الطبية والبدنية.
عليكِ بالطبع أن تستشيري طبيباً إذا كنتِ تعانين من مشكلات صحية تعيق ممارستك للرياضة. حافظي على لياقة جسمك لتكوني جذابة على الدوام في نظر زوجك.
افحصي نفسكِ
بعد ذلك، من المهم أن تنميّ حالة عقلية سليمة، وتحافظي عليها وتبدأ الصحة العقلية بالتشرب بالأفكار الإيمانية التي تركّز على الإيجابيات وليس على السلبيات في الحياة. فكري فقط فيما هو حق وجميل، ويستحق الإعجاب.
وعليكِ أن تتبعي الإرشادات التالية حتى تفكري بعقلية إيمانية:
● حررّي تعليقاتك من اللوم.
● عبرّي عن مشاعرك.
● لا تنتقدي شخصية زوجك.
● لا توجهي إهانة له، أو تهكماً، أو سخرية.
● كوني مباشِرة.
● تمسكي بالموقف الحالي فقط.
● لا تحاولي تحليل شخصية زوجك.
● لا تفترضي أنك تعرفين ما يدور بعقله.
كيف يمكنك أن تحبي نفسك وزوجك بصدق؟ انظري في مرآة حقيقتك: هل أنتِ محبة، أم دائمة الشكوى، أم قاضية، أم ناقدة؟
افحصي مدى التوازن النفسي لديكِ بالإجابة عن الأسئلة التالية:
● هل لديكِ حياة اجتماعية مع صديقاتك.؟
● ما هواياتك؟
● ما أفضل كتاب قرأته مؤخراً؟
● هل أصدقاؤك إيجابيون يدعمونك ويشجعونك؟
● هل يتسع وقتك للأعمال الخيرية؟
● هل تتعلمين جديداً وتتطورين عقلياً؟
● إذا كنت تقضين وقتاً كبيراً مع أبنائك يومياً، فكم من الوقت تقضينه مع نفسك !
من الأهمية أن تخصصي لنفسك وقتاً على جدولك اليومي، واجعلي لنفسك وتوجهاتك الأولوية في هذا الوقت الخاص.
افحصي روحك
حان وقت فحص حياتك الروحية. ما الذي تفعلينه لدعم الجانب الروحي من شخصيتك؟ إن الكتب الدينية هي غذاء الروح.
من المهم أيضاً أن تحدّدي ذنوبك وتتوبي منها، لأنها قد تحول بينك وبين الله. تذكري مرة أخرى المنزل الذي تحدثنا عن تجديده، فربما كانت لديك غرفة مظلمة بلا نوافذ. ستحتاج هذه الغرفة لنافذة حتى تتلألأ بألوان زاهية: لذلك من الضروري أن تثقبي فتحة في جدارها لتكون نافذة حتى ينساب الضوء ويتبدد الظلام. وبالمثل، فقد تضعك ذنوبك التي لم تتوبي عنها بمعزل عن نور الهداية. إن التحلي بالإيمان ينير القلب، وهو ينعكس على سلوكيات المؤمن، لأن نور الإيمان لا يشع إلا كل ما هو خير، وصواب، وحق. لذلك حاولي أن تفعلي ما يُرضي الله.
ومن أكثر الغرف ظلمة وخطراً على قلبك هي عدم التسامح، لأنك ما لم تسامحي نفسك، وزوجك، والآخرين، فإنك بذلك تبتعدين عن طريق الله. إن مسامحتك لغيرك تجعل الله يسامحك.
احترمي زوجك
إن الحب الحقيقي هبة نمنحها، وهي هبة لا تشتريها الأفعال، ولا الاعتماد على العواطف. وعلى الرغم من أن الحب قد يحمل مشاعر قوية لكن هذه المشاعر ليست دعامته، فالواقع أن الحب قرار نتخذه يومياً تجاه شخص مميز وذي قيمة بالنسبة لنا. وكما هو الحال مع الحب الحقيقي، فإن الاحترام هدية نمنحها لمن نحبه ويتضمن الاحترام اتخاذ قرارنا بأن نقدر أحدهم حتى قبل أن نحبه. وكثيراً ما يبدأ حبنا لأحدهم بمجرد اتخاذنا قراراً باحترامه. ينتج عدم الاحترام عن اعتقاد المرء بأنه على حق، وعندما لا تحترم الزوجة زوجها فإنها تعامله على أنه أقل منها وتتبنى لنفسها توجهاً متعالياً. وليس أوضح في هذا الصدد مما قاله أحد الحكماء:
"عليك أن تحترمي زوجك إذا كنت مؤمنة حقاً، لأن المؤمنة الحقيقية تحترم زوجها من منطلق حبها لربها وإذعانها له. لذلك، أخلصي لزوجك، وعاونيه، وليكن هدفه هدفك، وآثريه على نفسك، ولا تتسلطي عليه. تواضعي، وآثري غيرك على نفسك، لا تقصري تفكيرك على شؤونك فقط، بل اهتمي بالآخرين أيضاً وبما يفعلونه. كوني مصباحاً ينير للآخرين طريقهم، واسهري على راحتهم، وواسيهم في آلامهم، وشاركيهم أفراحهم، ولا تبخلي عليهم بجهد، ولا وقت، ولا مال. تواضعي أياً كان وضعك ".
سيد القوم خادمهم، لذلك عندما تتبنين أنتِ وزوجك توجه الخدمة، فستكّنان الاحترام لبعضكما، فمن هنا ينشأ الاحترام بينكما. وهناك جانبان من جوانب الاحترام، وهما:
1 – كنز نفيس:
ستحترمين زوجك عندما تنظرين إليه على أنه هدية ثمينة، أو كنز هائل، فيمكنك النظر إليه – مثلاً – كما لو كان أكبر ماسة في العالم. لنكن صرحاء: أحياناً ما ينبغي أن تعاملي زوجك على أنه كنز رائع بصورة منتظمة، لأننا عندما ننظر لأحدهم على أنه ماسة ثمينة، فإن مشاعرنا الإيجابية تجاهه تتزايد. إنه تقدير ما بعده تقدير.
2 – مكانة فائقة الاحترام:
لا يقتصر الاحترام على شخص نعتبره ماسة قيمّة، بل قد يتعداه ليشمل شخصاً يحتل مكانة فائقة الاحترام على مقدمة قائمة أولوياتنا. إذا كنتِ تريدين أن يسود الاحترام بيتك، فاحرصي على أن يشعر زوجك بأن له الأولوية الأولى في حياتك.
سامحي زوجك على أخطائه
عندما نشعر بأن أحدهم قد أساء إلينا، فربما يتطور هذا الشعور إلى إحساس بالاستياء، والذي يتحول إلى إحساس بالغضب، والمرارة، وعدم السماح، وتنمو جميع هذه الأحاسيس نمو السرطان في حياتك الزوجية، لأنك ما لم تعالجيها، فستكون أشبه بعفن ينمو ويتطور ويتسبب في تدمير بيتك وفساده من الداخل.
فالتسامح يحرّر أنفسنا، فهو يحطم قيود الغضب، والغيظ، والانتقام التي توصل جميعاً إلى تدمير العلاقة الزوجية، لأنها سمو للنفس والتسامح هو ترياقها. يقوم الكثير من دراسات العلاج النفسي على موضوع التسامح فالغضب، والغيظ، والكراهية، والانتقام جميعاً تحرمنا من أن نكون ما خلقنا الله لنكونه.
التسامح مهم جداً، فإذا رفضنا أن نسامح الآخرين على أخطائهم، فإننا نبني حاجزاً في علاقتنا بهم، والغضب المكبوت سيدمر علاقتك مع زوجك بل والأكثر منه تدميراً أن غضب زوجك المكبوت سيعيق جميع علاقاته، وخصوصاً علاقته مع ربه. 
يقول الكاتب: " وليام ميننجر ":
" ليس التسامح نسياناً، ولا تغاضياً، ولا تجاوزاً. إنه ليس تظاهراً، أو شيئاً يفعل لصالح المسيء. إنه ليس شيئاً يستلزم فعله قهراً لإرادتنا، أو فقدان هويتنا، أو خصوصيتنا، أو كرامتنا. إنه لا يعني تحرير المخطئين من التزاماتهم التي قد يعترفون أو لا يعترفون بها. إن فهم هذه المبادئ سيساعد الناس على ممارسة عملية التسامح ".
تواصلي مع زوجك
" العاقل حريص في اختيار كلماته، والحكيم متأنٍ "
إن الكلمات الصحيحة في الحياة الزوجية تسّهل كثيراً على التواصل بين الزوجين:
● الكلمات الجذابّة التي تجعل زوجك متعطشاً للاستماع للمزيد.
● الكلمات التي تضمن تحفيزك لزوجك على الاستماع لك.
● الكلمات التي تدعو زوجك للمشاركة في الحوار.
● الكلمات المتسامحة التي تجعل زوجك يقر بأي خطأ أو قصور له.
أما الكلمات الجارحة في العلاقة الزوجية وكثرتها، فإنها تغلق باب التواصل بين الزوجين، وتدفع الزوج بعيداً عن زوجته انفعالياً وبدنياً:
● كلمات اللوم والاتهام تجعل أسلوب زوجك دفاعياً
● الكلمات الكثيرة تغمر الزوج بالأعباء والأحمال الثقيلة.
● الكلمات القائمة على التحليل والتوضيح الدائمين تجعل الزوج كما لو كان عميلاً يتلقى استشارة متخصصة وليس زوجاً.
اعلمي أن تواصلك مع زوجك حوار وليس حديثاً فردياً، فحاولي أن تستمعي له أكثر مما تتحدثين. أو كما قال حكيم: " يا ابنة حواء، سارعي بالاستماع لزوجك، وأبطئي في التحدث إليه وفي غضبك منه ".
يمكنك أن تحافظي على أسلوب تواصلك مع زوجك فعّالاً من خلال أربع مهارات: وهي: الاستماع، والفهم، والمصادقة، والاستجابة. خططي لتنفيذ هذه المهارات من جانبك.
• الاستماع: إن استماعك لزوجك يوصل له إنه شخص يستحق الاهتمام وأن كلامه مهم.
• الفهم: أعيدي سماع ما سمعته من كلام زوجك أمامه لتوضحي له أنك فهمت ما قاله، فيمكنك أن تقولي له: " إن ما سمعته تقوله هو... "
• المصادقة: عندئذ، يمكنه أن يؤكد، أو يصحح لتسمعي ما يقوله وتفهمي بالضبط ما يعنيه من كلامه. ادعميه من خلال فهمك لما يقوله، ومصادقتك على التواصل بينكما.
• الاستجابة، عندئذ، يمكنك أن تحدّدي الطريقة التي تردين بها على ما قاله زوجك.
إن التواصل بين الزوجين ليس حرباً يحاول فيها أحدهما التغلب على الآخر أو صرعه ليكسب ويخسر الآخر، بل هو فهم ودعم متبادل بين الزوجين
نصائح أخيرة:
عندما تلتقيان، فمن الضروري لهذه اللقاءات المباشرة أن تكون بناءّة.
كيف أستطيع تعزيز ثقة زوجي بي؟ ينبغي أن يعرف زوجك أنك لا تتظاهرين، بل تعبّرين فعلاً عن حقيقة مشاعرك. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تزرعي الثقة في زوجك. والثقة تستلزم وقتاً وصبراً، حيث لا يمكن بناؤها بين عشية وضحاها، لذلك لا تتوقعي بناء الثقة في لقاءاتكما القليلة الأولى، فينبغي أولاً أن يلمس كلاكما تغيراً جوهرياً لدى الآخر مع الوقت. وتقوم الثقة على الصراحة، والكلمات والتصرفات الصادقة، والحفاظ على الوعود.
كيف يمكنني تشجيع زوجي ليقبل تأثيري؟ يقول أحد الأزواج:
" إنني أعرف سجل إنجازاتها في حياتنا الزوجية، وأعرف أنها أفضل مني في التواصل الزوجي، وكلما طال لقاؤنا، زادت جودته، إنني لا أحتاج لأن يخبرني أحد بما ستفعل، فقد كنت أشهد نجاحه فعلياً. كان ما تقوله ينجح أمامي عملياً، لذلك توقفت عن فرض ترتيباتي وبدأت أتعاون معها ". لتكن حياتك ذات ثمرة زوجية. عندما يرى زوجك ثمرة أفكارك وسلوكياتك، فسيقرر إذا كان سيقبل تأثيرك أم لا.
كيف أصل لمرحلة لا تكون سلوكيات زوجي فيها مجرد رد فعل على سلوكياتي؟
إنك لا تفعلين ذلك من أجله، ولكن تفعلينه طاعة لأوامر الله في زواجك وحياتك. لا تبدأ استعادة الزوج بردود أفعاله، بل تبدأ بطاعتك لأوامر الله فيه.
إن زوجك موضوع يحتاج إلى دراسة، فهل أنتِ مستعدة لدراسة زوجك؟.
المصدر : العدد 39 أيلول 2010