ليجيت، أنطوني: (1938- )
Legget، Anthony
فيزيائي أمريكي الجنسية (بريطاني المولد). حصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء عام 1964م من جامعة أكسفورد. ويعمل حالياً أستاذاً في جامعة إلينوي.
يوجد غاز الهليوم الخفيف والنادر على شكلين: الشكل العادي وهو حيث يمثل العدد 4 عدد النويات في نواة الذرة (بوتونان ونترونان). أما في الشكل غير العادي فإن نواة الذرة نترون واحد فقط لذا فهي أخف. وفي درجات الحرارة العادية يختلف هذان النوعان فقط في وزنهما الذري. إن الشكل الأثقل والذي يوجد بشكل طبيعي هو أكثر شيوعاً من الشكل الأخف بمعدل 10 مليون مرة. ولهذا السبب فقط أصبح بإمكاننا خلال الخمسين سنة الأخيرة أن ننتج كميات كبيرة من في محطات الطاقة الذرية على سبيل المثال.
إذا بُرّد غاز الهليوم إلى درجات حرارة منخفضة تقارب أربع الدرجات فوق الصفر المطلق (-273.15 ْم) فإن الغاز يتحول إلى سائل أي إنه يُكثف، كما يُكثف البخار إلى ماء. عندما نجهز هذين النوعين بدرجة حرارة غير باردة جداً فإن السوائل الناتجة عن النوعين يصبح لديها خواص متشابهة. يستخدم الهليوم السائل على نطاق واسع كسائل للتبريد في المغناطيسيات ذات الموصلية الفائقة على سبيل المثال. وفي هذه الحالة يستخدم الهليوم الطبيعي، الذي يعتبر أرخص من الهليوم. وإذا بُرّد غاز الهليوم إلى درجات حرارة منخفضة أقل من أربع الدرجات، فإنه تظهر اختلافات مثيرة بين السوائل من النوعين. حيث تظهر آثار فيزيائية كوانتية تسبب فقدان السوائل مقاومتها للحركة الداخلية، أي إنها تصبح سوائل ذات ميوعة فائقة superfluid. يحدث هذا عند درجات حرارة مختلفة تماماً بالنسبة لكل من هذين السائلين ذوي الميوعة الفائقة وتظهر هذه السوائل مجموعة من الخواص المدهشة كالانسياب بحرية من الوعاء التي حُفظت فيه. هذه التأثيرات يمكن أن تفسّر فقط عن طريق الفيزياء الكوانتية. لقد اكتشفت ظاهرة الميوعة الفائقة للهليوم السائل، من قبل بايوتر كابيتسا وآخرين في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي. وقد شرحت هذه الظاهرة من قبل الفيزيائي النظري الشاب ليف لانداو، الذي منح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1962 من أجل هذا الاكتشاف. إن التحول من سائل عادي إلى سائل فائق الموصلية، والذي يحتاج في حالة إلى ما يقارب من الدرجتين فوق الصفر المطلق، هو مثال على تكثيف بوزه أينشتاين، Bose-Einstein condensation، هذه العملية لوحظت حديثاً في الغازات (وقد منحت جائزة نوبل في الفيزياء عام 2001 لإيريك كورنيل، وولف كيتريل، وكارل ويمان). لم يكتشف تحول الهليوم إلى حالة الميوعة الفائقة حتى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، من قبل ديفيد لي، ودوغلاس أوشروف وروبرت ريتشاردسون (الذين حصلوا على جائزة نوبل لعام 1996). وأحد أسباب تأخر هذا الاكتشاف لهذا الوقت هو أن هذا التحول يحدث في درجة حرارة منخفضة جداً، أي أخفض بما يقارب الـ 1000 مرة من الهليوم. ومع أن الهليوم يختلف وفق مفاهيم الفيزياء الكمية عن الهليوم ولا يمكن أن يخضع مباشرة لتكثيف بوزه أينشتاين. فإن هذا الاكتشاف لم يكن غير متوقع. وبفضل النظرية البسيطة عن الموصلية الفائقة المقدمة عام 1950 من قبل باردين وكوبر وشريفر، كانت هناك آلية وهي بنية من أزاوج كوبر التي كان ينبغي أن تكون متطابقة في. كان ليجيت أول باحث فيزيائي نظري نجح في شرح خواص السائل المائع الجديد بطريقة حاسمة. وذلك عندما كان يعمل في عام 1970 في جامعة سوسيكس في إنكلترا. وقد ساعدت نظريته أصحاب التجارب أن يشرحوا نتائجهم ويضعوا إطاراً لشرح منهجي. كما أفادت نظرية ليجيت التي صاغها عن الهليوم في مجالات أخرى من الفيزياء، مثل فيزياء الذرة وعلم الكونيات cosmology.
وقد منح ليجيت جائزة نوبل لعام 2003 لبحوثه في مجال الميوعة الفائقة، بالاشتراك مع جينزبورغ وأبريكوسوف.
جينزبورغ، فيتالي: (1916- )
Ginzburg، Vitaly
فيزيائي روسي. حصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء من جامعة موسكو. وقد ترأس سابقاً المجموعة النظرية في معهد ليبديف الفيزيائي في موسكو.
عندما أقيمت الأبحاث عن طبيعة الكهرباء في القرن 19م، كان واضحاً أن المعادن وخلائط معدنية معينة توصل التيار الكهربائي عن طريق السماح لإلكترونات تسبب اهتزازات الذرات، مما قد يولد الحرارة. وإذا كان التيار قوياً جداً، فيمكن للحرارة أن تكون مرتفعة بحيث ينصهر الموصل. بالإضافة إلى ذلك فقد لوحظ بأن التيار الكهربائي عبر الموصل يخلق مجالاً مغناطيسياً، والذي يولد بدوره تياراً في الاتجاه المعاكس. تتفاعل الكهرباء مع المغناطيسية وبهذه الطريقة يمكن لإحداها أن تبطل الأخرى.
في عام 1911 اكتشف الفيزيائي الهولندي هيك أونز اكتشافاً هاماً لدى دراسته لخواص المواد عند درجات حرارة منخفضة، وقد نجح في استخلاص الهليوم السائل بدرجة حرارة منخفضة جداً. وعندما بحث في الموصلية الكهربائية للزئبق وجد إنه عندما يبرد المعدن بوساطة الهليوم السائل إلى درجات حرارة أعلى بقليل من الصفر المطلق فإن مقاومته الكهربائية تتلاشى. وقد سمّى هذه الظاهرة بالموصلية الفائقة supercondutivity. ومع إنه لم يكن يتوفر شرح نظري لهذه الظاهرة، إلا إنه من الممكن أن يكون لها أهمية أبعد في المجتمع الحديث الذي يصبح أكثر اعتماداً على الكهرباء بعد اليوم. وقد منح أونز جائزة نوبل عام 1913م لأجل هذا العمل.
استطاع جينزبورغ (بالتعاون مع ليف لانداو) أن يصوغ برهاناً لنظرية أبريكوسوف في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين. وكان الهدف من هذه النظرية أن تشرح الموصلية الفائقة والقوى الحاسمة للمجال المغناطيسي في الموصلات الفائقة التي كانت معروفة في ذلك الوقت وقد أدرك كلّ من جينزبورغ ولانداو أننا إذا أردنا فهم علاقة التفاعل بين الموصل الفائق والمغناطيسية فعلينا أن نستخدم التابع الموجي المسمى بالوسيط المنظم order parameter. وعندما استخدم هذا الوسيط كان هناك نقطة قطع عندما تصل القيمة تقريباً إلى 0.71 وهذا يفسر لنا سبب وجود نوعين من الموصلات الفائقة. ولهذا السبب لم يكن هناك سبب في ذلك الوقت حتى تُعتبر قيماً أعلى من نقطة القطع. حتى أن أبريكوسوف كان على استعداد أن يعطل النظرية بإظهار أن الموصلات الفائقة من النوع II لديها تماماً هذه القيم. لقد قادت معلوماتنا عن الموصلية الفائقة إلى تطبيقات ثورية. فمع مرور الزمن اكتشفت مركبات جديدة لها خواص الموصلية الفائقة. وخلال العقود القليلة الماضية طُوّر عدد من المركبات الفائقة ذات الحرارة العالية من النوع II.
منح جينزبورغ جائزة نوبل لعام 2003 بالاشتراك مع أبريكوسوف وليجيت لبحوثهم في مجال الموصلية والميوعة الفائقة.
2004
غروس، ديفيد: (1941- )
Gross، David
فيزيائي أمريكي. حصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء عام 1966م من جامعة كاليفورنيا ببيركلي. ويعمل حالياً أستاذاً في معهد كافيل للفيزياء النظرية في جامعة كاليفورنيا.
لقد أكمل كل من ديفيد غروس وديفيد بوليتزر وفرانك ويلكزيك، ومن خلال إنجازاتهم النظرية للنموذج المعياري لفيزياء الذرة، ذلك النموذج الذي يصف أصغر المواد في الطبيعة وكيف تتفاعل مع بعضها بعضاً. وفي نفس الوقت فإن هذه الإسهامات تشكل خطوة هامة في المحاولة لتقديم وصف واحد لكل قوى الطبيعة بغض النظر عن المدى الذي تحتله من الفراغ من أصغر المساحات في نواة الذرة إلى أوسع المساحات في العالم.
التفاعل القوي- والذي غالباً ما يدعى بالتفاعل اللوني– هو أحد القوى الأساسية الأربع في الطبيعة والتي تحدث بين الكواركات وهي الأجزاء الأساسية التي تؤلف البروتونات والنترونات والنويات. إن التقدم في فيزياء الذرة أو علاقتها بحياتنا اليومية تبدو صعبة الفهم على أي شخص ليس لديه أي معرفة بالفيزياء.
وعند تحليلنا لظاهرة يومية كدوران قطعة نقدية على الطاولة، تُحكم حركاتها من قبل القوى الأساسية بين الكتل الأساسية للبناء، وهي البروتونات والنترونات والإلكترونات. ويعود 80% من وزن القطعة النقدية للتحركات والعمليات في داخل البروتونات والنترونات- أي التفاعل بين الكواركات. اكتشف كل من غروس وبوليتزر و ويلكزيك خاصية التفاعل القوي الذي يوضح لماذا تتصرف الكواركات بشكل حر تقريباً كالجسيمات، لكن فقط عند الطاقات العالية. وقد قاد هذا الاكتشاف إلى وضع أساس نظرية التفاعل اللوني Quantum Chromo Dynamics (QCD). وقد اختبرت هذه النظرية على نطاق واسع حديثاً في المختبر الأوربي لفيزياء الجسيمات CERN في جنيف.
إن أول قوة واضحة للناس هي الجاذبية، إنها التفاعل التبادلي التي تجعل المواد تسقط على الأرض كما تحكم حركات الكواكب والمجرات. وتبدو الجاذبية قوية إذا أخذنا على سبيل المثال الفوهات الكبيرة التي تتشكل عن طريق المذنبات التي تضرب الأرض، أو كمثال آخر: الصواريخ الكبيرة التي تُصمم لتغادر قمرها إلى الفضاء. ولكن قوة الجاذبية ضعيفة إلى حد بعيد في العوالم الصغرى بين الجسيمات كالإلكترونات والبروتونات والنترونات. إن القوى الثلاث أو التفاعلات المتبادلة، كما يفضل الفيزيائيون تسميتها، التي تطبق على العوالم الصغيرة توصف بالنموذج المعياري standard model. وهي التفاعل الكهرطيسي والتفاعل النووي الضعيف والتفاعل النووي القوي. وبفضل إسهامات عدد من الفيزيائيين الممنوحين جائزة نوبل فقد أصبح للنموذج المعياري برهان نظري قوي. وذلك لأن الوصف الرياضي الوحيد الذي يأخذ بعين الاعتبار كلاً من النظرية النسبية لأينشتاين والعامل الميكانيكي الكمومي. ويصف النموذج المعياري الكواركات والليبتونات (الليبتون جسيم نووي ضئيل الكمية) والجسيمات التي تنقل القوة. إن الكواركات تساهم في البناء، فهي تبني البروتونات والنترونات في النواة الذرية. إن الإلكترونات التي تشكل الغلاف الخارجي للذرات هي ليبتونات وهي كما هو معروف الآن لا تتشكل من أية عناصر أخرى، وتتجمع الذرات لتشكل جزيئات وتبني الجزيئات تراكيب أعقد، ويمكن لكل الكون أن يوصف بهذه الطريقة.
وقد منح غروس جائزة نوبل لعام 2004 لبحوثه في مجال نظرية النموذج المعياري لفيزياء الذرة، بالاشتراك مع بوليتزر و ويلكزيك.
المصدر : الباحثون العدد 59 أيـــــــار 2012