ازدهر الأدبُ الشعبي قبل العصر المملوكيّ، لكنه بلغ ذروةً عالية في هذا العصر، فكان انعكاساً للبُنى السياسيّة، والاجتماعيّة، والفكريّة، حيث بدا العصرُ المملوكيّ مفعماً بالتناقضات والمفارقات القاسية على الأصعدة كافة؛ مما ساعد على بروز أدبٍ شعبي متأثر بمعطيات العصر، وما أثارته من قضايا ومشكلات، وما استدعته من مواقف، فظهرت المعالم العامةُ في تضاعيف الشعر، والحكاية، والأدب العامي؛ الذي توجَّه روّادُه «إلى عامة الشعب، وفي ذلك نقلةٌ هامة في أدبنا العربي، وإن شابَهُ بعضُ اللحن، ومال إلى العامية، وإلى لغة التخاطبِ اليومي؛ التي يفهمها عامةُ الناس، وينفعلون بها»(1).
ليس الأدبُ الشعبي قصةً فحسب، بل هو السجلُّ الأدبيُّ والفكريُّ للإنسان الشعبي في تعاطيه مع قضايا المجتمع والسياسة، وتبنَّى أصحابُ هذا الاتجاه اللغةَ العامية، فنشأ أدبٌ عامي «دخل لغتَه اللحنُ، وبَعُدَ عن قالب اللغة الفصيحة، والأساليب المولَّدة واللهجات، وإنْ كان قد أخذ من هذه وهذه، بل ومن غيرها من اللغات الأجنبية الدخيلة على اللغة الأم، وخصَّها بِلَحْنه، وسهولةِ ألفاظه»(2).
من أعلام هذا الأدب: أحمدُ بن عبد الملك العَزَازي (ت710هـ)، ومحمدُ بن عمر المعروف بابن الوكيل (ت716هـ)، وعليُّ بن سُودون اليشبغاوي (ت868هـ).
خلَّف ابنُ سُودون كتاباً يمثِّل الأدبَ الشعبيَّ في العصر المملوكيّ، ويعطي صورةً لذاك العصر من خلال الظواهر التي تحدَّث عنها، وعبَّر من خلالها عن جانبٍ مهمٍّ من الناحية الاجتماعيّة، والثقافيّة، وذاك الكتابُ هو: «نزهة النفوس ومضحك العبوس».
جمع ابنُ سُودون في كتابه هذا بين الشعر والنثر، فحاز الحُسْنيين، ونوَّع في الفنون الأدبيّة، فخرج كتابُه متفرداً في بابه، حيث أوقفه المؤلّف على ما أنتجته قريحتُه وحده، دون الاتكاءِ على أدب غيره.
يعجب الباحثُ من قول ابن سودون في مقدمة كتابه، حيث وصف نفسه والد ابنِ زوجته، فقال: «قال كُويتبُ هذه الأحرف، الفقيرُ إلى الله تعالى، علي بن سودون اليشبغاوي وأبو ابن زوجته أيضاً، غفر اللهُ لهما وله، وجُعِل معهما في الجنة منزلَهُ، بمنِّه وكرمه»(3).
ثم أخذ ابنُ سودون يتحدث عن نفسه، فتحدَّث عن صِغَره، ونَظْمه للشعر، وعُزوفِه عنه لكسادِ سُوقه، وعدم وجود الراغبين فيه، مما جعله زاهداً في صناعة الشعر، فقال: «تركتُ هذه الصناعةَ لما رأيتُها كاسدةً، والتسديد في إصلاحها من الخيالات الفاسدة»(4).
بعد ذلك ذكر أنه تزوَّج، فأصابه الهمُّ والغم، وحار في تأمين قُوتِ الصِّغار، والقيام بأَوَدِهم، فعمل في عِدَّة مِهَنٍ، قائلاً: «فتارة بتعاطي الخياطة أَحْتَرِفُ، وتارة بالقلم من المداد أَغْتَرِفُ»(5).
ثم عاد المصنّف إلى سيرته الأولى، وجدَّد نَظْمَ الشعر، حتى برع فيه، وذاع صِيْتُه، ولاقى شِعْرُه قبولاً بين الناس، حتى تجرّأ بعضُهم وسَطَا على نَظْمه، فتعرَّض أدبُه للاختلاس والسرقة؛ مما دفعه للمبادرةِ إلى جمعه وتدوينه، وتعجَّل الأمرَ، فكان يكتبُ كيفما اتفق، ويضعُ الجِدَّ بجانب الهزل، فيجمع بين النقيضين، فكان من ذلك كتابه المشار إليه آنِفاً.
بعد مدَّةٍ عاد ابنُ سُودون إلى كتابه المذكور، وأعاد ترتيبه وَفْق منهجٍ جديد، ورؤيةٍ مغايرةٍ لما سبق، فجمع المتشابهاتِ في مكانٍ واحد، وميَّز بين الفنونِ الأدبيّة التي جمعها بين دفَّتي كتابه، فقال: «ثم خَطَرَ لي أن أميز جِدَّهُ من هَزْلِه، وأن أُلْحِقَ كلَّ نوعٍ بمثله، فبادرتُ عند ذلك وانتصبتُ لتمييزه»(6).
اعتذر المؤلّف من العثرات التي قد يجدها القارئُ لكتابه؛ لأنه صنَّفه في زمنٍ حاصره فيه البحثُ عن المعاش، واكتساب رِزْقِ أسرته، فكان بالُه منشغلاً بهموم الحياة، ومطالبها المتزايدة يوماً بعد يوم. وقد أشار ابنُ سودون إلى ذلك بقوله: «راجياً ممن عَثَر فيه على خَلَل أن يُسامحني بتجويزه، فأنَّى ينجو من عثرات ما يهذي به، ومتى يظفر بتنقيح الكلام وتهذيبه؛ مَنْ تضيعُ منه الأوقاتُ في تحصيل الأقوات، ويمنعه الاكتسابُ من أنْ ينظرَ في كتاب، لا ينال من تصنيفٍ مَدَداً، ولا يذكر من الإخوان أحداً»(7).
الموضوعات الهزلية في كتابه (نزهة النفوس ومضحك العبوس):
تمتدُّ الموضوعات الهزلية عند ابن سُودون على مساحةٍ كبيرة في كتابه (نزهة النفوس ومضحك العبوس)، وهي تضمُّ شعراً عابثاً ونثراً ساخراً، جعله المؤلّف في أبواب مستقلة، ذات مضمون واحد، يضجُّ بالعبث، والغرابة، وليس فيه منطقية في الكتابة أو عَرْض المسائل، بل هو استعراض مثير للدهشة حول أمور بدهية يدركها القاصي والداني، وكأن المؤلّف يعاني من اتساع الأوقات وقلة الأعمال، فأراد أن يملأ فراغَ حياته بالكتابة، لكنه أخطأ المورد، وأثار ضجيجاً كبيراً وغباراً كثيفاً، إلا أن النتيجة كانت هباءً منثوراً.
سمَّى ابنُ سُودون الشطر الثاني من كتابه (نزهة النفوس) بـ: الهزليات، وقسمه إلى خمسة أبواب، هي:
الباب الأول: القصائد والتصاديق.
الباب الثاني: الحكايات الملافيق.
الباب الثالث: الموشحات الهبالية.
الباب الرابع: الدوبيت والجزل والموالية.
الباب الخامس: التحف العجيبة والظُّرف الغريبة.
أخيراً عقد فصلاً سمَّاه: الفصل الموعود به في أول الكتاب الذي فيه: ما قلتُه على طريقة العجم.
وسأقف عند الباب الأول في مقالتي هذه ومن ثم سأتابع الوقوف على هذه الأبواب حتى انتهي من كتاب الهزليات، وكي لا أطيل على القارئ فينتابه الملل.
الباب الأول ـ القصائد والتصاديق:
يُعَدُّ هذا الباب انعكاساً حقيقياً لحياة ابن سُودون، أو أنه ردُّ فعل لمعاناة الشاعر في واقع الحياة، فقد عانى من الفقر، وحُرِم أطايب الطعام، فطفق يصف المآكل، ويترك العنان لخياله كي يجنح في تصوُّر لذيذ الأطعمة، والتغنّي بها، وذِكْر أنواعها، وتعداد أسمائها المختلفة، ولا تسلْ محروماً إن حدَّثك عما يشتهي، أو حاول التخفيف عن معاناته عن طريق تسجيل وثائق عصرية لما كان ينتشر آنذاك من أطعمة متنوّعة.
بدأ المؤلّف الباب الأول من موضوعاته الهزلية بخطبة طنَّانة، ذكر فيها الطعام، وشوقه إليه، فقال: «يا مَنْ يجاهد كيما يشاهد، فوق الموائد، إوزّاً ودجاجاً، ما ورديّة ومزاجاً، بقلاوةً وكلاّجاً، إذا لم تجدني هنالك ـ وأعوذ بالله من ذلك ـ فلا تنسَ ذكري عند مغيبـي، وابْعَثْ إليَّ بنصيبـي»(8).
لقد أضحى الطعام موضوعاً شعرياً عند الشعراء الجياع المحرومين، فإن لم يجدوه في الواقع فلا أقل من أن يتغنوا به في أشعارهم حالمين به. وكان ابنُ سُودون أحد أولئك الشعراء الذين رأوا في الطعام هدفاً يسعون إليه، ويتفننون في عرضه ووصفه. يقول ابنُ سُودون:
يا ما أُحَيْلى الموز وهو مُقَشَّرٌ يُرْخى عليه القَطْرُ والعسلولُ آه يا كنايفُ بالسَّكاكر تُبِّلَتْ قلبي لفقدكِ في الهوى مَتْبُولُ(9)
يخاطب الشاعرُ أنواعاً من الأطعمة، ويُفدِّيها بنفسه، مستخدماً المصطلحات النحوية، ولولا أن ضُرِب بالعصا لاستمرَّ يلتهم الطعام، يقول:
يا موزُ يا قَطْرُ زُورا منزلي زورا قلبي يُحبّكما ما قلتُ ذا زُورا
يا صحن بالقشطة الْحَقْنِي وخُذْ عسلاً ولا تدعْ قلبَ خبزي السُّخْنِ مكسورا دهري الفِداء لوقتٍ مرَّ حين حَلاَ في منزلٍ لم يزلْ بالأكلِ معمورا مُدَّ السّماطُ وما قصَّرتُ فيه فكم حاولتُ أن أدعَ الممدود مقصورا وكم جزمتُ برفعِ الصَّحنِ مُذْ عطفوا فيه المشور منصوباً ومجرورا لولا العصيُّ غدتْ بالضربِ فاصلةً ولم أجدْ سبباً للزحفِ ميسورا فقلتُ من خوفها: يا قلبُ دَعْهُ عسى تلقى نصيبكَ في الفردوسِ موفورا(10)
لعلَّ قارئ هذا الشعر يحسُّ بمفارقة عجيبة، حيث جمع الشاعرُ بين تصوير مرارة الجوع، والتشوق له، وبين فنّ الإضحاك من خلال الصورة الشعرية.
يُذكِّر الشاعرُ بطفولته، رمز البراءة والصفاء، فحين قال قصيدة يُهنِّئ فيها بمولود لأحد أصحابه؛ إذا به يذكر طفولته، ويختار بعض النقاط المهمة كالرضاع، والفطام، والطهور وغير ذلك، ويشير إلى احتفال أهله بولادته، وتقديمهم الحلويات للزائرين. يقول:
وافُوا يُهنُّونا بمولودٍ سما قمرَ السماءِ وفاقه تبجيلا اللهُ يحفظه ويحفظُ أهلَهُ ويقرُّ أعينَهم بذاك طويلا ويُرِيْهِم بِرَضَاعِه وفِطامِهِ وطُهورهِ وزواجِه المأمولا وحزينُكم يا ناسُ يومَ ولادتي ما زغرطَ النِّسوانُ فيه قليلا وتزلَّبوا وتعسَّلوا تفسيرُه أكلوا زَلابيةً كذا عَسْلُولا
وسقتنِ أمي في رَضاعي بِزَّها وأكلتُ إذ طلع السُّنين بليلا وعرفتُ حين كبرتُ أن أبي أبي وأنا ابنُ أمي بُكْرةً وأصيلا(11)
هذه المعارفُ التي أدركها الشاعرُ مما لا يحتاجُ إلى ذِكْرها في الشعر، فهي من الأمور البسيطة التي لا يُلتفتُ إليها؛ لأنها واضحةٌ كل الوضوح، ومعرفتُها كالشمس لا تحتاج إلى تصريح، أما الاكتشافُ الأكبر فهو معرفةُ الشاعر أنَّ أمَّه هي أمه، وأن أباه هو أبوه.
زاد تحامقُ ابن سُودون حين وصف زواجَهُ، فبدأ القصيدةَ وهو جادّ، أورد نعوتاً لزوجته أقلُّ ما يُقال فيها أنها بعيدةٌ عن الواقع، فهي قد جمعتْ عيوبَ كل النساء ومساوئهن، ويبدو ذلك واضحاً في قوله:
حلَّ السرورُ بهذا العقدِ مُبْتَدرا ونجمُ طالعه بالسَّعْدِ قد ظهرا والطيرُ من فرحها في دَوْحها صَدحتْ بكلِّ عودٍ عليه لا ترى وترا وكنتُ عند زواجي قد وصلتُ إلى حدِّ الأشدِّ وعقلي في الورى اشتهرا هذا وعقلُ عروسي كان أصغرَ من عقلي ولكنْ حَوَتْ في عمرها كِبَرا تعضُّ لا أختشي من عَضِّها ألماً إذْ نَظْمُ أسنانِها في ثغرها انتثرا في لونها نمشٌ في أذنها طرشٌ في عينها عمشٌ للجفن قد سترا في بطنها بعجٌ في رجلها عَرَجٌ في كفِّها فَلَجٌ ما ضَرَّ لو كُسِرا في ظهرها حدبٌ في نحرها كببٌ في عمرها نُوَبٌ كم قد رأتْ عِبَرا تقول قَدِّي يُحاكي الغصنَ مُنْطوياً فقلتُ يحكيه لوما قُدَّ وانتشرا تظلُّ تهتفُ بي حُسْني حَظِيتَ به أوَّاهُ لو حاشها موت لها قبرا(12)
هذا الوصفُ يدلُّ على تحامق الشاعر، ولهوه، وعبثه، ولاسيما أنه كان رجلاً بلغ أَشُدَّه، فمن الذي أجبره على الاقتران بمثل هذه المرأةِ القبيحة؟! إنه التحامقُ الذي أراده الشاعرُ ليثيرَ هزءاً، وسخرية، واشمئزازاً.
كما حوى البابُ الأولُ من هزليات ابن سُودون على مجموعةٍ عبثية، أورد فيها بدهياتٍ يعرفها الجهلةُ، ويدركها أطفالُ الرِّياض، لأنها مُسلَّماتٌ عادية ذائعةُ الصيت، كقوله:
الناسُ قد خُلِقُوا ناساً من القِدم ومَنْ مشى منهم لم يَخْلُ من قَدَم إذا مشى واحدٌ منهم لحاجتِهِ فَظَهْرُه من ورا والوجه من أَمَم خيولُهم أبداً تمشي بأرجلها لكنها لم تذقْ أكلاً بغير فم في البَرِّ والبحرِ لا ينسون أكلهم كلا ولا شُربَهم في الحِلِّ والحَرَم(13)
ولا جديدَ في هذه الأبيات، بَيْدَ أنها تدفعُ القارئَ أو السامعَ إلى نَعْتِ الشاعر بالعبثية، وأنه فَقَد توازنَه حين جعلَ من نَفْسِه غافلاً، متحامقاً، مُردِّداً للأمور المعروفة.
ومثلُ هذا كثيرٌ عند الشاعر، كقوله:
عجبٌ هذا هذا عجبُ بقرة حمرا ولها ذَنَبُ ولها في بزبزها لبنٌ يبدو للناس إذا حلبوا لا تغضبُ يوماً إن شُتِمَتْ والناسُ إذا شُتِموا غَضبُوا لا بُدَّ لهذا من سبب حزري بزري ماذا السبب؟
البيضُ إذا جاعوا أكلُوا والسمرُ إذا عطشوا شربوا الناقةُ لا منقارَ لها والوزَّةُ ليس لها قَتَبُ (14)
الذي أراه أنَّ مثلَ هذه الأقوال لا تصدرُ إلا عن أحمق، أو شخصٍ وقع تحت تأثير الحشيش. ولم يكن ابنُ سُودون بعيداً عن هذا، فهو مدمنٌ للمخدرات، وداعٍ للاستزادة منها. يقول:
يا قاتلاً لحشيشةٍ فَقُتِلْتَ يا مشكاحُ(15) أنت القاتلُ المقتولُ إن شِئْتَها تُحييكَ أَحْسِنْ قَتْلَها واستكثرنَّ فلا يُفيدُ قليلُ مهما انسطلتَ بها فعيشُكَ طيِّبٌ كم عاشَ فيها بالهنا مَسْطُولُ(16)
مثل هذا لا يصدرُ عن عاقل، متزن، بل عن رجلٍ مصابٍ باضطرابٍ عقلي، وهو واعٍ لِعُصابه؛ لذا نراه ساخراً من نفسه ومن الآخرين، مصاباً بالأرق الذهني، ويحاول المرةَ تلو المرة أن يتحدثَ عن مأساته، ويعرضَها للناس؛ ليثيرَ إشفاقهم وحنوَّهم، لكنه أحسَّ بالإخفاق، فمال إلى الاعتداء على الجانب الجادِّ في نفسه، وفجَّر أبعادَ الجانبِ الهازل، فبدا مُرْهَقاً، عاجزاً عن الإتيان بشيء يستحقُّ أن يفعله المشهورون والعباقرة، وكلُّ الذي استطاعَ أن يُسجِّلَه هو جملة من الآثار الشعرية والنثرية، ندَّتْ عن المألوف، وشردتْ عن الاتزان.
إن التحامقَ والتَّبالُهَ لا يشكِّلُ تياراً شعرياً، ولا يكوِّن اتجاهاً عبثياً اجتماعياً، إذ ما الفائدةُ منه، وهو في أحسن حالاته يُنفِّر الناسَ منه، لأنه لا غايةَ له سوى انعدام المعنى، وسخف التفكير. وأعجبُ من الباحث محمد رجب النجار حين يقول: «هذا تيارٌ آخر من تيارات الرفض والتمرد الاجتماعي، شاع في العصر المملوكيّ، وبلغ أَوْجَهُ عند ابن سُودون، وهو تيارٌ قوامه التحامق، والعبث، والتهريج، وافتعال البطولات الزائفة، وإبداء الدهشة دائماً من اللاشيء، ويعمد إلى إثارة ضجَّةٍ كبرى حولها»(17).
ثم إنْ تحامَقَ شاعرٌ أو اثنان أو ثلاثة، فإنهم لا يشكِّلُون تياراً جماعياً له منهجه، وسِماتُه، وأبعاده.
في كلِّ عصرٍ يبرزُ مثلُ ابنِ سُودون، ويكون أُضحوكةً للآخرين، وأحياناً مثارَ شفقةٍ، فلا يُلتفتُ إليه؛ لأن أثره يكون بسيطاً، لا يكادُ يُذْكَر.
هوامش ومراجع:
(1) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون اليشبغاوي، تحقيق د . محمود سالم محمد، دار سعد الدين - دمشق، ط1، 2001 م . (ص5).
(2) الأدب العامي في مصر، أحمد صادق الجمال، الدار القومية، القاهرة، 1966م، (ص72).
* علي بن سودون الجركسي اليشبغاوي القاهري الدمشقي أبو الحسن، أديب، فكه، نعته ابن العماد بالإمام العلامة، ولد في القاهرة (810هـ) رحل إلى دمشق، فتعاطى فيها (خيال الظل) وتوفي بها(868هـ). له (قرة الناظر) ومقامتان.الأعلام، خير الدين الزركلي 4 (292-293).
(3) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص53).
(4) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص54).
(5) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون (ص54).
(6) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون (ص54ـ55).
(7) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون (ص55).
(8) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص140).
(9) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون (ص143).
(10) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص152ـ153).
(11) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون (ص156).
(12) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص160ـ161).
(13) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص156ـ157).
(14) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص146ـ147).
(15) «مشكاح»: أبله، تافه.
(16) نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون، (ص143).
(17) مجلة عالم الفكر، الكويت، مجلد 14، عدد 1، 1983م، مقال لمحمد رجب النجار، بعنوان: الشعر الشعبي الساخر في عصور المماليك، (ص254).
المصدر : الباحثون العدد 59 أيـــــــار 2012