كان لا بد من التطرق لهذا الموضوع لما له من أهمية لا تخص الرجل فقط بل المرأة أيضاً لما لها من انعكاسات سلبية على الحياة العائلية.
قبل التحدث عن البروستات لا بد من الحديث عن الجهاز التناسلي وارتباط هذا الجهاز بدوره مع الجهاز البولي ليشكّلا معاً ما يُسمى بالجهاز البولي التناسلي وتأثّر كل منهما بالآخر سلباً أو إيجاباً.
لنبدأ بالجهاز البولي الذي يشتمل على الكليتين: (القسم المفرز) حيث تتصل كل كلية بقناة تتسع في منشئها تدعى الحويضة ثم تضيق على شكل قناة تُدعى الحالب، ويصب الحالبان في قاعدة صهريج غشائي عضلي يتجمع فيه البول يُدعى المثانة. تتفرّغ محتويات المثانة إلى الخارج بواسطة قناة تُدعى الإحليل.
يتكوّن جهاز البول إذاً من: 1- الكليتين 2- الحويضتين 3- الحالبين 4- المثانة 5- الإحليل.
1 ـ الكلية: هي عضو بشكل حبة الفاصولياء وزنها 150 - 170 غراماً بطول 12 سم وعرض 6 سم وسماكة 3 سم. تحتوي كل كلية على أعداد كبيرة من الأنابيب، تستخلص هذه الأنابيب من الدم الماء والأملاح والفضلات الآزوتية التي تُكوِّن البول.
والكلية عضو مفرز أيضاً فهي تقوم بالإضافة إلى تخليص الدم من فضلات الاستقلاب بمهمة غدة داخلية الإفراز؛ إذ تفرز الرينين Renin الذي يلعب دوراً في رفع التوتر الشرياني، كما تفرز إريتروبويتين Erythropoietin التي تشارك في تصنيع الكريات الحمر حيث إن نقص الأوكسجين وفقر الدم ينبّه على إفراز هذا الهرمون.
كما تقوم الكلية بإفراز البروستاغلاندين E2 الذي يلعب دوراً في جريان الدم في الكلية.
يُشاهد على القطب العلوي لكل كلية غدة صمّاء تدعى الكظر ترتكز عليها كالقبعة.
2- الحويضة: صهريج بشكل القمع يتجه قسمها المتسع نحو الكلية ويتمادى القسم الضيق مع الحالب، تسكن حُصيّات الكلية غالباً في الحويضة مُسبّبة قولنجات متقطعة.
3- الحالبان: قناتان ضيقتان بطول 25 سم وقطر5 ملم تمتدان من الحويضة حتى المثانة.
4- المثانة: مستودع غشائي عضلي كروي تقريباً، يتجمع فيه البول ثم يندفع منه للخارج بوساطة الإحليل.
5 ـ الإحليل: قناة يمر منها البول تبدأ من عنق المثانة وتنتهي إلى الخارج عند الأنثى أما عند الذكر فتمر منها المفرزات التناسلية بالإضافة إلى البول وبالطبع بصورة مستقلة لكل إفراز (حين خروج البول لا تخرج المفرزات التناسلية وبالعكس).
يبلغ طول إحليل الرجل نحو 18 - 20 سم يُميّز فيه ثلاثة أقسام :
ـ إحليل موثي نسبة إلى غدة الموثة (البروستات) طوله 2 - 3 سم يُحاط بالبروستات عند منشئه من المثانة، له بارزة تُسمى الشنخوب تُفتح عليها أقنية الغدد الموثية والقناتان الدافقتان.
ـ الإحليل الغشائي: طوله 18 ملم وهو كثير الالتواءات.
ـ الإحليل الإسفنجي: طوله 15 سم يمتد عبر القضيب وينتهي بصماخ البول، تُفتح عليه غدتا كوبر وغدد أخرى.
والإحليل مجرى بولي صرف قبل انفتاح القناتين الناقلتين للنطاف وبعدها يُصبح مجرىً بولياً تناسلياً.
أما الجهاز التناسلي الذكري فيتألف من:
الخصيتين- طرق ناقلة للنطف خارج خصيوية - غدد ملحقة - القضيب.
الخصية: هي غدة مزدوجة داخلية وخارجية الإفراز فهي تولّد الخلايا الجنسية المذكرة (النطف) في إفرازاتها الخارجية، كما تُطلق الهرمونات الجنسية المذكرة من خلايا "لايديغ" فهي بذلك داخلية الإفراز وتقوم بإفراز التستوسترون المسؤول عن الصفات الجنسية الثانوية ونمو الأعضاء التناسلية والغدد الملحقة.
تُحاط الخصيتين بغلاف خارجي يُسمى كيس الصفن وتتدلى الخصية داخل جوف الصفن وتُحاط بمحفظة ليفية ضامة وعائية، ترسل هذه المحفظة حجباً ضامة ناقصة تقسم الخصية إلى (250) فُصيْصاً هرمياً يحوي كل فصيص 2 - 3 أنابيب منوية ملتوية بشدة، وتحاط هذه الأنابيب بنسيج ضام رخو غني بالأوعية الدموية والبلغمية والألياف العصبية إضافة للخلايا المصورة لليف والخلايا الخلالية للايديغ. يبنى جدار الأنبوب المنوي من بشرة مطبقة ترتكز على غشاء قاعدي رقيق يفصلها عن أدمة ضامة تحتوي على ألياف عضلية ملساء تدفع بتقلصها محتوى الأنابيب من النطاف.
تحتوي الأنابيب على نوعين من الخلايا، خلايا مغذية أو داعمة هي خلايا سرتولي Sertoli وخلايا مولدة للنطاف وخلايا نطفية بدرجات تطورية أو تمايزية مختلفة.
تنتهي الأنابيب المولدة للنطاف في سرة الخصية بأنابيب ناقلة داخل خصيوية: هي الأقنية المستقيمة والشبكة القنوية "لهيللر" حيث تجتازها النطف بسرعة.
تتألف الطرق التناسلية خارج الخصوية من المخاريط الصادرة والبربخ والقناة الناقلة التي تتسع في نهايتها لتشكل المجل الانتهائي والقناة الدافقة.
عدة عوامل تؤثر في توليد النطاف
1 ـ عوامل عصبية: إن التنظيم الهرموني لتحت السرير البصري والنخامة يؤثر في توليد النطاف إذ يلاحظ ضمورات خصوية في المصابين بالشلل.
2 ـ عوامل مؤثّرة أخرى:
آ- عوامل غذائية حيث يؤدي نقص البروتينات الكمي أكثر من الكيفي إلى نقص تولد النطاف وكذلك نقص الفيتامينات A وE.
ب- العوامل الوعائية: تتأثر الخصية كثيراً بفقر الدم الموضعي والمداخلات الجراحية وانضغاط الحبل المنوي بالدوالي وغيرها.
جـ- العوامل الفيزيائية: حيث أن الحرارة العالية توقف نمو النطف وكذلك تفعل الأشعة السينية.
د- العوامل الدوائية: يوجد عدد من الأدوية القاتلة للخلايا المولدة للنطاف كالأدوية المضادة للانقسام في المعالجات السرطانية.
مقطع سهمي للمثانة والبروستات والمجاري
البولية والتناسلية
مقطع إكليلي للمثانة والبروستات حتى نهاية المصرة
الغدد الجنسية الملحقة
Accessory Genital Glands
تتضمن الغدد الملحقة البروستات والحويصلات المنوية والغدد البصلية الإحليلية أو غدد كوبر.
البروستات Prostate:
غدة إجاصية الشكل بوزن 20 غ تحيط بالإحليل فور مغادرته المثانة. تحتوي على مصرة ملساء بالقرب من انفتاح المثانة، كما تحتوي على مصرة مخططة في نهاية الإحليل البروستاتي.. تتوضع الأنابيب الغدية حول الإحليل في ثلاثة مستويات دائرية متحدة المركز:
1- غدد مخاطية Mucosal Glands أو غدد حول إحليلية Periurethral Glands تفتح مباشرة في الإحليل وتتوضع ضمن القميص المخاطي للإحليل.
2- غدد تحت مخاطية Submucosal Glands تفتح على الإحليل بأقنية إفراغية جانبية التوضع.
3- غدد رئيسية Main Prostatic Glands محيطية تفتح بأقنيتها الإفراغية جانبياً في الشنخوب.
(Seminal Colliculus) Verumontanum وهي الأغزر والأكبر حجماً.
وتحتوي على 30 - 50 أنبوباً غدياً حويصلياً تنتهي بـ 15 - 30 قناة إفراغية صغيرة تفتح على جانبي الإحليل.. تقسم البروستات تشريحياً إلى ثلاث مناطق:
- المنطقة المركزية وتشكل نحو 25% من الغدة ومتواجدة خلف الإحليل.
- المنطقة الانتقالية وتتوضع أعلى الشنخوب وصغيرة للغاية.
ـ المنطقة المحيطية وتشكل نحو ثلاثة أرباع الغدة تقريباً.
للأنابيب الغدية لمعات غير منتظمة لوجود تثنيات أولية وثانوية.. ومن مميزات الخلايا الغدية احتواؤها على شبكة هيولية حبيبية متطورة وكذلك على جهاز غولجي متطور بالإضافة إلى الجسيمات الحالَّة الواضحة. كما أنها تحتوي على مستقبلات الأندروجين لتعلقها الوظيفي به.
غالباً ما تحتوي لمعة الأنابيب الغدية على أجسام كروية صغيرة بقطر 0.35 - 1 ملم تبدو في الحالة الطازجة رخوة بلون أصفر وبشكل طبقات دائرية متحدة المركز ودرجات تلونية مختلفة في المقاطع النسيجية. تعرف هذه الأجسام بالترسبات البروستاتيةProstatic Concretion أو Copora Amylacea وغالباً ما تتكلس وتزداد بتقدم العمر مشكلة الرمال البروستاتية.
تحاط الأنابيب الغدية بمحفظة ليفية عضلية مرنة تشكل ثلث كتلة الغدة أو أكثر وهي غنية التعصيب والأوعية الدموية، كما أنها تحتوي على جسيمات حساسة من نوع فاترباشيني.
إن مفرزات البروستات حامضية خفيفة (PH = 6) تحتوي على:
1- عوامل تنقية للسائل النطفي.
2- حمض الليمون Citric Acid بكمية كبيرة.
3- الفوسفاتاز الحامضي بكمية كبيرة تتراوح بين 25 ألف إلى 60 ألف وحدة/ملل من السائل المنوي. ويزداد نشاطه في دم مرضى سرطان البروستات ومعايرته له دلائل تشخيصية للسرطان.
4- فوسفو ريل كولين حيث إن تحوله إلى بلورات من فوسفات السبرمين يسمح بتحديد النطاف في الطب الشرعي.
5- غنية بالزنك ويقدر بـ 90 - 250 ملغ/ملل من السائل المنوي له دور أساسي في تحول التستستيرون إلى DHT وتواجده له دور وقائي ضد الكريات البيض والخلايا البالعة التي تقوم بالتهام النطاف في الطرق التناسلية الأنثوية إلا إن غناها بالزنك غالباً ما يعرض الغدة إلى التهابات جرثومية دائمة.
6- بروتينات مختلفة ومنها النطفين Spermine الذي يتأكسد ويعطي الرائحة المعروفة للسائل المنوي، وكذلك الـSpermidine وهما مركبات آزوتية.
7- المغنزيوم الذي يعود للبروستات في السائل النطفي.
الحويصل المنوي Seminal Vesicle:
غدة مزدوجة بطول 1- 8 سم وعرض 1.5- 3 سم يتكون كل منها من أنبوب أو عدة أنابيب متعرجة بطول 5 - 12سم تتجمع بقناة إفراغية قصيرة تنفتح في منطقة اتصال القناة الناقلة مع القناة الدافقة.
لمعته المركزية غير منتظمة ويتألف جداره من:
1- قميص مخاطي منثن بشدة تتفرع تثنياته تفرعات متعددة لتشكل أجوافاً عديدة تتصل باللمعة المركزية وتبنى المخاطية من :
آ- بشرة غدية قليلة الارتفاع مع خلايا قاعدية، لذا فإن مظهرها مشابه لبشرة البربخ. يختلف ارتفاعها حسب المرحلة الإفرازية والعمر وإفراز التستستيرون. تتضمن الخلايا الغدية حبيبات إفرازية وحبيبات صباغية صفراء تعطي المفرزات اللون الأصفر.
ب- صفيحة خاصة ضامة غنية بالألياف المرنة.
2- قميص عضلي يتكون من ألياف عضلية ملساء.
3- قميص خارجي ضام غني بالألياف المرنة.
يفرز الحويصل المنوي سائلاً أصفر لزجاً وتشكل مفرزاته 60% من السائل المنوي وهي قلوية. ويستطيع كل حويصل استيعاب 2.5 - 4 ملل.
تتكون مفرزاته من:
- سكر الفركتوز مغذ للنطاف ونسبته 1.5 - 6 ملغ/ملل في السائل المنوي ويتشكل من الغليكوز.
- البروستاغلاندين ونسبتها 300 بيكوغرام/ملل من السائل المنوي ومن البروستاغلاندينات المتواجدة PGE1، PGF2، PGF1، PGE2.
يقوم البروستاغلاندين بتنشيط النطاف في الطرق التناسلية الأنثوية ويؤثر في السائل العنقي للرحم. وقد لوحظ نقص البروستاغلاندين E عند الأشخاص العقيمين.
- فيتامين C، غلوبولين، سيترات، أمينوسيتول..
- مولد الليفين Fibrinogen الذي يتحول إلى ليفين Fibrin بفضل خميرة بروستاتية فيؤدي إلى تخثر السائل المنوي. تنحل بعدها الخثارة بالفيبرينوليزين Fibrinolysin المفرز أيضاً من البروستات.
- بروتينات مختلفة منها لاكتوفيرين الذي يحجب AG السطحية للنطاف، وكذلك عوامل فقدان القدرة Decapacitation، وعوامل مناعية مثبطة Depressor.
الغدد البصلية الإحليلية لكوبر:
Bulb urethral Gland of Cowper
غدتان صغيرتان بحجم اللوزة وبقطر 3 – 5 ملم تتوضعان في منطقة اتصال الإحليل الغشائي بالإحليل الإسفنجي وتنتهي أقنيتها المفرغة عموماً في الجزء الإسفنجي.
الغدد أنبوبية حويصلية مركبة يحدها بشرة غدية تحاط بنسيج ضام ليفي مرن وحزم من ألياف عضلية ملساء ومخططة.
يشبه أغلب الخلايا الغدية في مظهرها مظهر الخلايا المفرزة للمخاط. أما الخلايا المتبقية فتتلون بالأيوزين بشكل خفيف وذات مظهر حبيبي وغالباً ما تحتوي على لييفات أو محتويات مغزلية الشكل.
الغدة البصلية الإحليلية لكوبر(مظهر نسيجي)
تتجمع الأقنية الإفراغية الصغيرة لتشكل قناتين رئيسيتين تمتدان موازية للإحليل لمسافة قد تختلف لتفتح فيه.
يحيط بالغدة خارجياً طبقة من الألياف العضلية المخططة من العضلة العجانية Perineal والعضلة البصلية الإسفنجية. كما تحاط الغدة بمحفظة ليفية ضامة ترسل إلى الداخل حجباً تقسمها لفصيصات. تتضمن الحجب ولحمة الغدة على ألياف مرنة وعضلية ملساء ومخططة.
تفرز هذه الغدة سائلاً يقوم بتطهير الإحليل قبل القذف يتلوها مفرزات البربخ من الذيل والبروستات ثم مفرزات الحويصلات المنوية، يحتوي السائل الرائق واللزج على العديد من المائيات الفحمية.
السائل المنوي Seminal Floid أو المني Semen :
سائل أبيض رمادي لزج ذو رائحة خاصة يتركب من الماء والأملاح المعدنية وعناصر عضوية مختلفة. يتميع السائل بعد 5 - 20 دقيقة من القذف وتأخر الميوعة يدل على قصور مفرزات البروستات.
تراوح درجة PH السائل بين 7.2 - 7.8 ويعود هذا الاختلاف إلى مفرزات البروستات الحامضية التي تشكل 30% من السائل ومفرزات الحويصل المنوي القلوية التي تشكل 60% أما البقية فتمثل مفرزات غدد كوبر وبقية المفرزات.. يبلغ حجم السائل المنوي 3 - 6 ملل عند القذف، بعد راحة من 3 - 5 أيام. وإن العدد الطبيعي للنطاف هو 100 - 150 مليون نطفة / ملل (200 – 300 مليون نطفة في القذفة).. يحتوي السائل المنوي بعد التثفيل على 10% نطاف و90% سائل.. وعند فحص السائل المنوي حديث القذف يلاحظ أن حركة النطاف تتم باتجاه واحد وبسرعة نظامية تبلغ 60 ميكرون/ثا.
وبدراسة السائل المنوي بملاحظته بعد التلوين بأزرق الكريزيل الذي يلون النطاف الحية دون الميتة يشاهد أن نحو 30% من النطاف تموت بعد ساعتين من القذف. يوجد في الحالة الطبيعية من 20 – 40% من النطاف غير طبيعية Teratospermia وتصنف الأشكال غير الطبيعية والتي تشكل أكثر من 90 نموذجاً غير طبيعي إلى:
1 – تشوهات رأسية: النطاف ذات تطور تراجعي كنطاف ذات رؤوس صغيرة أو كبيرة أو نطاف برأسين أو متعددة الرؤوس أو بدون رأس أو رأس غير منتظم أو متطاول.
2 – تشوهات في القطعة المتوسطة: كعدم انفصال الهيولى المتبقية عنها، نحف، تشكل زاوية مع الرأس.
3 – تشوهات في السوط: كوجود نطاف بسوطين أو قصر السوط أو غيابه أو التفافه.
وتكثر التشوهات في حالات الدفقات المتلاحقة دون فترات راحة، كما أن إمكانية إلقاح البويضة تقل تدريجياً عندما تصل نسبة التشوهات لأكثر من 50% وتصبح غير محتملة ابتداءً من 80%.
أما بالنسبة لحركات النطاف وتشوهاتها فيلاحظ:
1– حركة طبيعية.
2– حركة تموجية في المكان.
3– حركة كثيفة أي وجود حركات غير منتظمة.
4– عديمة الحركة Akinetic Spermia ناتجة عن توقف حركة النطاف أو موت النطاف Necrosis Spermia.
وبالنسبة لحيوية النطاف يلاحظ إنه:
- بعد ساعتيـن : 80% من النطاف متحركة.
- بعد 4 ساعات : 60% من النطاف متحركة.
- بعد 8 ساعات : 40% من النطاف متحركة.
- بعد 24 ساعة : 15% من النطاف متحركة ونسبة حدوث الحمل ضئيل للغاية.
تصبح النطاف متحركة في البربخ بتأثير مفرزات الغدد الجنسية وخاصة البروستات وتبقى النطاف حية عدة أسابيع في الطرق الذكرية ولكن حياتها قصيرة عند الأنثى.
إن انخفاض عدد النطاف في السائل المنوي لأقل من 5 × 10 6 / ملل بعد الجماع يطلق عليه قلة النطاف Oligospermia وزيادتها عن 200 × 10 6 يعرف بتعدد النطاف Polyspermia، كما أن فقدانها يعرف باللانطفية أو فقدان النطاف Azoospermia.
يتم حفظ حيوية النطاف بدرجات حرارة منخفضة بوضعها في الآزوت السائل وتتبع هذه الطريقة للقيام بالتلقيح الاصطناعي.
كان ينسب التهاب البروستات قديماً إلى مستوى هرمونات الجنس، أنواع الأغذية، الأمراض التناسلية السابقة، التوتر، عوامل نفسية، تحسس، والحالة الاجتماعية.
أمراض غدة البروستات
تصاب البروستات شأنها شأن بقية الأعضاء بآفات مختلفة من رضية والتهابية و ورمية وبسبب موقعها التشريحي تترافق أعراضها بأعراض بولية نتيجة تأثر مجرى الإحليل بأعراض تعود للمستقيم وأعراض عجانية حوضية:
آ- التهاب الموثة Prostatitis :
يُعدُّ التهاب البروستات شائع الحدوث، إذ يقدر أن نصف الرجال يعاني من أعراض التهاب البروستات في وقت ما من حياتهم. نستطيع القول بأن التهاب البروستات ينافس سرطان البروستاتprostate cancer وتضخم البروستات الحميد benign prostatic hyperplasia - BPH فيما يتعلق بنسب الحدوث، وعدد الاستشارات الطبية، وتقدر نسبة حدوثه في الولايات المتحدة من خمسة إلى ثمانية في المئة.
تم الاهتمام مجدداً في عام 1995 بالتهاب البروستات وذلك بمؤتمر المعهد الوطني لمرض السكر وأمراض الكلية والجهاز الهضمي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم منذ ذلك الحين التركيز لزيادة المعرفة حول الأسباب والنشوء والانتشار المرضي لالتهاب البروستات ومعالجة ما يطلق عليه متلازمات ألم الحوض المزمنchronic pelvic
pain syndromes
تتعرض غدة الموثة لأشكال مختلفة من الالتهابات تصنف تبعاً للسبب المحدث أو لدرجة الالتهاب إلى:
1- التهاب الموثة الحاد وخراج الموثة.
Acute Prostatitis and Prostatic Abeess
الأسباب
- الكلاميديا والمكورات البنية التي تصل إليها عن الطريق الصاعد (أثر الإصابة بالتهاب الإحليل).
- الجراثيم اللانوعية (الكولونيات وبقية سلبيات الغرام ونادراً إيجابيتها) وتصل إليها بالطريق النازل (إثر إصابة إنتانية بولية علوية) أو بالطريق الدموي (إثر إصابة إنتانية بعيدة).
يترافق التهاب الموثة الحاد بالتهاب المثانة والإحليل الموثي والحويصلين المنويين ويشفى بالمعالجة المناسبة أو ينتهي نادراً بتكوين خراجة موثية.
الأعراض:
- أعراض تخرش المثانة (حرقة بولية - تعدد بيلات ليلي ونهاري، زحير بولي).
- قد تحدث بيلة دموية بدئية أو انتهائية ونادراً ما تكون شاملة وهي دوماً مترافقة بالألم.
- قد يوجد سيلان إحليل قيحي.
- آلام عجانية وعجزية شديدة.
- حمى معتدلة أو عالية ويرافقها العرواء في حال تكون خراجة موثية.
- يحدث الأسر البولي في بعض الأحوال.
وتكون هذه الأعراض شديدة في حال الإصابة بخراج في الموثة.
العلامات:
- بتأمل المريض يظهر أنه مصاب بمرض حموي وقد يشاهد عنده سيلان إحليلي قيحي.
- بالمسّ الشرجي الموثة كبيرة حارة مؤلمة بالجس قوامها أميل للقساوة وإذا شعر بتموج فيها دلّ ذلك على تكون خراجة موثية، هذا ولا يجوز تمسيد الموثة الملتهبة التهاباً حاداً خشية الإصابة بإنتان الدم المعمم Septicemia.
الاستقصاءات البولية:
لا يجوز القثطرة إلا في حال أصيب المريض بأسر البول التام.
التشخيص التفريقي:
- عن التهاب الحويضة والكلية الحاد: الألم هنا متوضع بالناحية الكلوية وليس بالناحية الحوضية والعجزية كما أن المسّ الشرجي يبيّن أن البروستات طبيعية.
- عن احتقان الموثة: لا توجد هنا أعراض تخرش مثانية أو ترفّع حروري أو كريات قيحية في البول.
الاختلاطات: يختلط التهاب الموثة الحاد بما يلي:
- الأسر البولي الحاد
- الخراجة الموثية
- التهاب الحويضة والكلية
المعالجة:
1- الامتناع عن تمسيد الموثة أو إدخال أي شيء للإحليل إلاّ عند الضرورة القصوى (القثطرة بحالة الأسر).
2- المعالجة بمضادات الإنتان المناسبة أمبيسلين أو أحد مركبات الأمينو غيلكوزيد في الحالات الشديدة وذلك بعد أخذ نموذج من البول الزرع وإجراء التحسس. أما إذا كان الزرع العادي سلبياً فالحالة ناتجة عن الكلاميديا وأفضل علاج لها هو التتراسكلين أو الارتيرومايسين لمدة أسبوعين.
3- في حال تكون الخراجة الموثية يكفي إضافة للمعالجة بمضادات الإنتان إفراغها بواسطة إبرة تدخل من العجان، أما في الخراجات الكبيرة فلابد من تفجيرها جراحياً أما عن الطريق العجاني أو بالطريق عبر الإحليل.
4- يضاف لما ذُكر إعطاء مسكنات الألم، وإجراء مغاطس مقعدية حارة وينصح المريض بالإكثار من تناول السوائل.
الإنذار: جيد إذا كانت المعالجة صحيحة وكافية، أما في حال المعالجة الناقصة فينقلب الالتهاب الحاد إلى التهاب مزمن ومعند.
2- التهاب الموثة المزمن Chronic Prostatitis
الأسباب: يتحول الالتهاب الحاد في الموثة إلى التهاب مزمن إذا لم يعالج بصورة كافية.
المظاهر السريرية:
الأعراض: أكثر المصابين بالتهاب الموثة المزمن لا يشكون أي عرض وبعضهم يشكو من: حسّ ثقل في العجان.
- آلام بطنية بسيطة عجزية، سيلان إحليلي قيحي أو مخاطي متقطع، أعراض خفيفة لالتهابات المثانة. ارتفاع حرارة بسيط مجهول السبب.
- بالمس الشرجي يشعر بالموثة محتقنة ملساء أو قد تكون منكمشة ومتصلبة فيها مناطق من التليف أو يشعر على سطحها بحصيات موثية وإن عصر الموثة يؤدي لخروج مفرز موثي يحوي على الخلايا القيحية.
الاختلاطات: يختلط التهاب الموثة المزمن بـ:
- التهاب المثانة المزمن أو الحاد.
- التهاب الحويضة والكلية (وصول الجرثوم بالطريق الدموي).
- التهاب البربخ الحاد (يحدث خاصة بعد القيام بالجهد أو إجراء القثطرة أو تمسيد البروستات الشديد).
- تقبّض وتضيّق عنق المثانة نتيجة للتليف الذي يصيب النسيج الموثي بعد التهابه المزمن.
المعالجة: إعطاء مضادات الانتان لفترة طويلة: مركبات النيتروفوران ومزيج التراميثوبريم والولفاسو كازول (السبترين).
- تمسيد البروستات.
- المغاطس المقعدية الحارة.
3- التهاب الموثة الجيبي:
Granulomatous Prostatitis
تأتي أهمية هذا النوع من الالتهاب من التباسه سريرياً بسرطان الموثة لأنه يؤدي إلى حدوث عقيدات صلبة في الموثة.
4- سل الموثة Tuberculous Prostatitis :
يحدث سل الموثة مرافقاً للسل البولي التناسلي أو الأحرى هو أحد مظاهر الإصابة السلية في هذا الجهاز.
الأعراض:
بالإضافة للوهن والدعث وارتفاع بسيط في الحرارة والتعرق الليلي قد يرافق الحالة أعراض سل فعال في أجهزة أخرى إضافة لحرقة في البول وتعدد بيلات وبيلة دموية انتهائية وتصبح في مراحل نهائية مؤلمة جداً وصعبة التحمل.
يشعر بالمس الشرجي في الموثة المصابة بالسل: بأن حجمها طبيعي أو أكبر قليلاً من الطبيعي، الغدة متحركة، على سطحها عقيدات صلبة وفي وسط هذه العقيدات قد يشعر بمناطق ليّنة (مناطق التجبن) وقد يشعر بمناطق أكثر صلابة على السطح هي المناطق المتكلسة. كما يرافق الحالة في الغالب التهاب بربخ مزمن مزدوج.
المعالجة: طبية وكما ورد في معالجة السل البولي عموماً.
ب - حصيات الموثة: Prostatic calculi :
لا تسبب أعراضاً تشاهد في سياق فحص الموثة المستأصلة أو تتظاهر كعقيدات صلبة مجسوسة في سطح الموثة أثناء إجراء المس الشرجي. كما تشاهد بشكل تكلسات في منطقة الموثة على الصورة الشعاعية البسيطة.
لا تحتاج هذه الحصيات لأي معالجة ويمكن أن تلتبس مع بقية العقد الموثية الصلبة وسيعاد بحث ذلك في سرطان الموثة.
...يتبع
المصدر : الباحثون العدد 59 أيـــــــار 2012