نظرية كوبرنيكوس قلبت النظرة القديمة إلى الكون رأساً على عقب
وأسست نظرية فلكية جديدة
احتفلت الإنسانية، مؤخراً بإحياء ذكرى عَلَمٍ من أعلام الباحثين عن الحقيقة، هو نيكولاي كوبرنيك، وذلك بمناسبة عيد ميلاده المئوي الخامس. وحيال هذه الذكرى الجليلة، وجب حقٌّ صُرَاحٌ الإقرار بأننا إذا عدّدنا أولئك الرواد، الذين أسهموا في إرساء أسس حضارتنا المعاصرة، والذين كان لهم باع طويل وأثر بعيد في التاريخ الإنساني كله، فما من شك أن كوبرنيك سيشغل مركزاً متقدماً في قائمة هؤلاء العظماء. ومع إنه اشتهر بمنجزاته العظيمة في علم الفلك، فقد كان، فضلاً على ذلك، عالِمَ إنسانياتٍ فذًّا، ذلك أن فكرَهُ النَّيّر الوقّاد دفعه إلى محاربة الظلام، الذي أرخى سدوله على كثير من العلوم الإنسانية في أواخر العصور الوسطى، فجهد في محاولة إخراج كثير منها من الظلمات إلى النور، وتوصل إلى اكتشافات قيِّمة في الفلسفة والطب والقانون. بيْد أن ما سنورده في هذه المقالة، ليس إلا لمحة سريعة إلى الثورة الفلكية التي أرسى قواعدها هذا العالم الجليل، بعد أن نورد، في عجالةٍ، الوضع العام الذي انتهى إليه علم الفلك في عصره.
من المعلوم أن علم الفلك، مَثَلُهُ مَثلُ العلوم الأخرى، وُجدَ لتحقيق متطلبات الإنسان الروحية والمادية. فتعرُّفُ الاتجاه الصحيح للحركة، مثلاً، أوجب على البدو الرُّحَّلِ أن يتعلموا طريقة التنقل السليم في الفيافي والقفار، وتوصّل هؤلاء، فعلاً، إلى تعيين اتجاه ترحالهم بدلائل الشمس والنجوم. وكان على الملّاك الأوائل للأرض أن يتنبؤوا مقدَّماً بمواعيد حلول الطقوس القارية والحارة، وتمكنوا من ذلك عندما لاحظوا أن تبدُّلَ الفصولِ مرتبطٌ ببزوغ مجموعاتٍ نجوميّةٍ معيّنةٍ؛ ثم إن تطور المجتمع البشري أدّى إلى فكرة التقويم. أما اتساع الصلات التجارية بين الدول، فقد اقتضى الْتماسَ وسائلَ أكثر تطورًّا تُعِينُ القوافلَ في الصحارى، والمراكبَ في البحار، على تحديد مواقعها مهتديةً بالنجوم. وواضحٌ إنه لم يكن لهذه المعضلات أن تُحَلَّ بمعزلٍ عن معلوماتٍ فلكية. لذا فإننا نجد لدى جميع الشعوب، في باكورة عصورها التاريخية، حصيلة معينة من المعارف الفلكية، التي تتناسب مع درجة تطوّر هذه الشعوب في النشاطات المعرفية والاقتصادية والاجتماعية.
وهكذا، فقد عرفت بابل السياراتِ الخمسَ المرئيةَ بالعين المجردة، وتوصلتْ إلى التنبؤ بالخسوف والكسوف؛ وتمكن قدماء المصريين، قبل قرابة خمسة آلاف عامٍ، من تقسيم السنة إلى 360 يوماً؛ ولاحظوا أن فيضان النيل يبتدئ حالَ بزوغ نجمة سيروسَ، أشد النجوم تلألؤاً في السماء. أما الصينيون، فقد اهتدوا إلى تقويمٍ شمسيٍّ قمريٍّ، وقسّموا السنة إلى 366 يوماً، وهم أوّلُ من حسب ميل دائرة الاستواء على الدائرة المدارية. وأمّا الهنود، فقد بنوا، في القرن الخامس قبل الميلاد، مراصدَ جدَّ دقيقة، وتوصلوا إلى تقويمٍ جيدٍ مرتكزٍ على حركة الشمس. وفي اليونان، وُلدت، أوّلَ مرّة، فكرة كروية الأرض، وأجرى إراستوتين في القرن الثالث قبل الميلاد أوّلَ محاولةٍ لقياسِ نصف قطر الأرض. ولتعليل الحركات الظاهرة للسيارات، وضع إيدوكْسُسْ، في القرن الرابع قبل الميلاد، نظاماً جديداً للعالم تقع في مركزه الأرض، التي تحيط بها جملة كرات بلورية تسبح عليها السيارات. ولمّا لم يكن بمقدور هذا النظام التنبؤ بأوضاع السيارات في السماء، فقد رأى بطليموس، في مؤلَّفه الذائع الصيت "المجسطي"، الذي صدر في القرن الثاني للميلاد، الاستعاضةَ عن نظام إيدوكسس بآخرَ جديدٍ، تحافظ الأرضُ فيه على وضعها الممتازِ في مركز العالم، إلا أن كلاً من السياراتِ والشمسِ والقمرِ، يقوم بحركاتٍ دائريةٍ منتظمةٍ حول نقاطٍ وهميةٍ تُجْرِي، بدورها، حركاتٍ دائريةً منتظمةً حول الأرض.
إن انهيارَ الحضارات القديمة، وحلولَ النظام الإقطاعيِّ في أوربا بين القرنين السادسِ والثانيَ عشرَ للميلاد، أعاقا سيْرَ رَكْب التطورِ الثقافيِّ الإنسانيِّ، وبخاصةٍ فيما يتعلق بعلم الفلك. فطبيعةُ الاقتصاد الإقطاعيّ، مع ما يترتب عليه من صلاتٍ تجاريةٍ واهيةٍ، ليس بحاجةٍ ملحَّةٍ إلى المعارف الفلكية. ثم إن هذا النظام أبقى على التعاليم القديمة، التي تقضي بشَغْلِ الأرضِ مركزَ العالَمِ، ولُوحق، بلا هوادة، كلُّ من شكَّكَ في هذه التعاليم، التي أُضْفِيَ عليها مِسحةٌ قدسيّةٌ. وفي عهد الإقطاع، انتعشت صنعة التنجيم، التي تزعم التنبؤ بمستقبل الإنسان استناداً إلى مواقع النجوم. وغنيٌّ عن القول أن قسم التنجيم كان من أهم أقسام الكثير من الجامعات الأوربية بين القرنين الثالثَ عشرَ والخامسَ عشرَ للميلاد.
ولئن كانت هذه هي الحال في الغرب، فإن الصورة كانت مغايرةً تماماً، هنا في شرقنا العربي، وفي البلدان اليعربية الثقافة. فازدهار الحضارة العربية الإسلامية، مع ما ترتب على ذلك من روابطَ تجاريةٍ متطورة، وعَوَزٍ مُلِحٍّ إلى تقويمٍ إسلاميٍّ متقدمٍ، استوجب أرصاداً فلكيةً منتظمة، وتقصِّياً بعيداً في علم الفلك. ويَعرف العالَمُ أن البتّانيّ كان أول من اكتشف لمدار القمر خطَّ العُقَد، وأن ابنَ يونسَ وضع جداولَ فلكيةً أسماها الزيجَ الحاكميَّ، مستعيناً بمرصد القاهرة الذي بناه الحكيم. أما نصير الدين الطوسيّ، الذي أخرج زيجَ الإيلخانيّ المشهورَ، فوضع نظاماً للكون أبسطَ من نظام بطليموس. ويعتقد مؤرخ العلوم المعروف، الدكتور جورج سارطون، أن انتقاد الطوسيّ لنظام بطليموس مثّل خطوةً تمهيدية للثورة التي قادها فيما بعد كوبرنيك. ولم يكُن الطوسيُّ الوحيدَ في كيل الانتقادات لما ورد في المجسطي، إذ ثمة آخرون غيره فعلوا ذلك، أشهرهم أبو جابرٍ محمدُ بنُ الأفلح، في كتابه "إصلاح المجسطي"، ونورُ الدين أبو إسحقَ الإشبيليُّ في كتابه "الهيئة". ويقول سارطون: " بالرغم من عدم اكتمالِ هذه المذاهب الجديدة، فإنها مفيدة جدًّا وهامة جداً، لأنها مهدّت السبيلَ إلى النهضة الفلكية الكبرى، التي حدثتْ فيما بعد بزعامة كوبرنيك."أما عالمنا الكبير أبو الريحان البِيرونيّ، الذي وصفه المستشرق الألماني سخاو بأنه "أعظم عقلية عرفها التاريخ"، فقد أخرج العديدَ من المؤلفات في علم الفلك، وكتب في أحدها الجملة التاريخية التالية:" إن الأرض تتحرك، ويخيَّلُ لنا أنها ثابتة. وإن دوران الأرض لا يفسد من قريب أو بعيد، الحساباتِ الفلكيةَ ". وإنصافاً للحقيقة نقول إن البِيرونيّ لم يكن أوّل من واتته فكرة دوران الأرض، إذ إن الإغريقيّ أرستراخوس من قبله، ألمح بشيء من هذا القبيل، بيد أن أفكاره هذه لم تَحْظَ بتأييد معاصريه، ذلك أنها اصطدمت بما كان يُعتقدُ أنها قوانين علم الميكانيك في ذلك الحين.
ومع كل هذه الانتفاضات الفكرية المفعمة بالثورة على نظام بطليموس، فإن تعاليمه ظلت هي السائدةَ قرابةَ أربعةَ عشر قرناً، إلى أن حلّ عام 1543 للميلاد، الذي أشرق فيه على العالم فجر تاريخٍ جديدٍ، تمثـل بصدور موسوعة كوبرنيك الخالدة بعنوان "حول دوران الأجرام السماوية،" تلك الموسوعة التي استغرقت حياتَهُ كلَّها. ومن سخرية الأقدار أن إطلالة هذه الموسوعة على العالم، جرتْ في العامِ نفسِهِ الذي غاب فيه كوبرنيك عن هذا العالم.
تتألف موسوعة كوبرنيك من ستة أجزاء. ففي الأول منها، وهو أهمها على الإطلاق، يعرض كوبرنيك نظريته الجديدة في نظام الكون؛ وفي الثاني يوردُ مبرهناتٍ في علم المثلثات الكرويّة؛ أما الأجزاء الأربعة الأخيرة، فتتناولُ دراسة القمر والسيارات وفق نظامه الجديد.
يرى كوبرنيك أن الكونَ غير محدود، وأنّ مركزه ليس الأرض، بل الشمس الثابتة، التي تدور حولها السيارات، من ضمنها الأرض، وفق أفلاكٍ دائرية. وترتيبُ السياراتِ حسب أبعادها عن الشمس هو: عطارد، فالزُّهرة، ثم الأرض، فالمريخ، ثم المشتري، فزحل. ويوجد على بعدٍ شاسعٍ من زُحَلَ كرةُ النجومِ الثابتةِ، التي ينتهي عندها الكون. هذا وإن الأجرام السماوية كروية الشكل جميعاً، مثل كرتنا الأرضية؛ والكون نفسه كروي الهيئة. وتقوم الأرض بحركة سنوية وفق فلك دائري مركزه الشمس، وبحركةٍ أخرى يومية حول محورها كلَّ 24 ساعة. والقمر تابعٌ للأرض، ويسبح في فلك دائري حولها، وليس حول الشمس.
هذه هي الملامح الرئيسية لنظام الكون كما يراه كوبرنيك. ونحن نعرف الآن أن ليس كلّ ما ارتآه كوبرنيك صحيحاً: فليس ثمة فكرةٌ جليّةٌ عن لا تناهي الكون، أو عن وجود مجموعاتٍ أخرى شبيهةٍ بمجموعتنا الشمسية. لقد حدّد كوبرنيك الكونَ بكرةِ النجوم الثابتة، وآمن بثبوت الشمس، وشَغْلِها مركزَ الكون. ووفق تعاليمه، فإن أفلاك السيارات دائريةٌ تماماً، وليست إهليلجيةً. وبرغم هذه الأخطار، التي استُدرِكَتْ بفضل التقدم العلمي فيما بعد، فما من أحدٍ يملك الانتقاص من قيمة الإسهام الثوري لكوبرنيك في علم الفلك، الذي مازال نظامه، في خطوطه الرئيسية، يكوِّن حجر الزاوية في تصوّرنا المعاصرِ للمنظومة الشمسية.
ويُعزَى الإجماع على أن موسوعة كوبرنيك كانت منعطفاً حاداً في تاريخ علم الفلك، إلى أن هذا المؤلَّفَ يُعَدُّ الخطوةَ الجادةَ الأولى في تحويل علم الفلك من علمٍ هندسيٍّ صرفٍ إلى علمٍ فيزيائيٍّ. فقد عالج بطليموس وأتباعُهُ حركة كلَّ جرمٍ سماوي بمعزل عن غيره، باعتبار الحركة مسألة هندسيةً محضةً؛ وهذا يفسّر لنا ما نراه غريباً اليوم، وهو أن ملاحظة بطليموس لعلاقة حركةِ كلٍّ من السيارات بحركة الشمس، لم تَرْقَ به إلى توحيد النظريات المختلفة لحركات الأجرام السماوية في نظريّةٍ موحَّدة. أما كوبرنيك، فقد أدرك، بنظره الثاقب، أن لا معنىً للتبحُّر في النظرية الرياضية لحركة كلّ سيارة على حدتها، وأن الدراسة المعمَّقة للعلاقات بين الحركات الظاهرة للسيارات وحركة الشمس، تؤكد الدورَ القياديّ الذي تشغله الشمسُ. وهو يقول في هذا الصّدد: " مَثلُ دعاةِ نظرية بطليموس، كَمَثلِ من يريدُ أن يرسم إنساناً من يديْن ورجليْن وأعضاء أخرى، لا تنتمي جميعها إلى شخصٍ واحد، وبمقاييس رسمٍ مختلفة. وحيال هذا، فمن الطبيعي أن نحصل على شكلٍ أقربَ إلى المسخ منه إلى الإنسان." هذا، وإن الدّعم النظريّ لنظام كوبرنيك تطلَّبَ منه مقدرةً رياضية فائقة، والقيامَ بأرصاد مضنية، وحلَّ مسائلَ شديدةِ التعقيد في علم الفيزياء، ذلك العلم الذي لم يكن قد نَدَّ بَعْدُ عن طوق تعاليم الفلسفة السكولاستية. وكان على كوبرنيك، الذي بقي، شكلياً، داخل الأطر العامة لهذه الفلسفة، أن يُدليَ بفكرةٍ تُعَدّ راديكالية جداً في ذلك الوقت، وهي فكرة وحدة الكون، التي تقضي بأن الأجرامَ السماويةَ جميعاً تخضع لقوانينَ واحدةٍ.
وخلافاً لبطليموس، الذي آمن بتعاليم أرسطو طاليس، التي تنصّ على استحالة حركة الأرض لعدم تمكن الإنسان من مشاهدة هذه الحركة، فقد أكد كوبرنيك حركة الأرض، وتوصَّلَ، بغية تسويغ توكيده هذا، إلى مبدأ نسبية الحركة. يقول كوبرنيك:" إن كلّ تغيّرٍ ظاهرٍ في الموضع، يحدثُ نتيجةً لحركة المراقِبِ أو المراقَبِ، أو نتيجةً لحركتيهما معاً. أما إذا سارا معاً في اتجاهٍ واحدٍ، وبسرعتينْ متساويتيْن، فلا يمكن ملاحظةُ الحركة."
وفضلاً على ملاحظة كوبرنيك للسّمة الحركية (الستاتيكية) لمبدأ نسبية الحركة، فقد تعرّض، ولو بمقدار، للجانب التحريكي (الديناميّ) لهذا المبدأ عند انتقاده أتباع بطليموس، الذين سخروا من نظرية دوران الأرض بقولهم: " لو تحركت الأرضُ، لخلّفت وراءها الهواءَ والسّحابَ وكلَّ الأجسام غير الملتحمة بها." إلا أن كوبرنيك فنّد هذه الحجج بافتراضه أن الحركة الطبيعية للأجسام المادية ليست حركتها باتجاه مركز الأرض فحسب، بل، أيضاً، وحركتها المسايرة لحركة الأرض.
مثّل ظهورُ موسوعة كوبرنيك طفرةً ثوريةً في تاريخ العلم. ولا تكمن قيمةُ هذه الموسوعة في أنها أسست نظريةً فلكيةً جديدة فحسب، بل، أيضاً، في أنها قلبت رأساً على عقب النظرةَ القديمةَ إلى الكون. لقد تخلّص العلمُ من القيود الصّدئة، التي أملتْهَا عليه طويلاً الفلسفةُ السكولاستية، وتصدى لأسس هذه الفلسفة التي استند إليها تمثلُ الإنسان الخاطئُ للعالم. لقد كان من تداعيات تعاليم كوبرنيك، أن اضطُرَّ كثيرٌ من الفلاسفة وعلماء الطبيعة إلى إعادة النظر فيما يقولون، وفيما يفعلون. وقد تزعّم حركة الإصلاحِ هذه ثلاثةٌ من الأفذاذ: جوردانو برونو، وغاليلو غاليلي، ويوهان كبلر.
أما برونو، الفيلسوف الإيطالي الكبير، فلم يقف عند حدود الدعوة لنظرية كوبرنيك، إذ إنه تجاوزها بتوكيده وجودَ عددٍ غيرِ منتهٍ من العوالم الشبيهة بمنظومتنا الشمسية، وإن النجوم ليست إلا شموساً نائيةً تدور حولها سياراتٌ قد تكون مأهولةً بكائناتٍ ترقى إلى مستوى الإنسان. وكان أن اتُّهِمَ برونو بالهرطقة، وأُحرق عام 1600 للميلاد.
وأما غاليلي، أحد مؤسسي علم الميكانيك، فقد اكتشف بمنظاره الشهير أربعة توابع للمشتري، تدور حوله كما يدور قمرنا حول كرتنا الأرضية. وكان هذا الفتح ضربةً قاضيةً لتعاليم أتباع أرسطو طاليس، القائلة بأن مركز الحركة لا يملك أن يتحرك. ولتفادي المصير الذي أحاق ببرونو، أُكرِهَ غاليلي، ابنُ السبعين، على إشهار رِدّته على أفكاره، التي وُصمت بالإغراق في الضلالة.
وبرغم عنف موجة الإرهاب الفكري هذه، فإن عجلة التقدم العلمي لم تكفَّ عن الدوران، وظهر كبلر العظيم الذي يُعَدُّ بحقٍّ داعيَ الدعاةِ لنظرية كوبرنيك، الذي غدا اسمُه شعاراً لكل المنادين بفهمٍ علميٍّ جديد للعالَم.
لقد عطف نيكولاي كوبرنيك التاريخَ، فخلّده التاريخُ. فلذكراه نقف اليوم وقفة تجلّةٍ وإكبارِ، تقديراً لإسهامه الفذّ في حل المسألة الأزليةِ الصعبةِ، مسألة البحثِ عن الحقيقة. وما أحرانا اليوم أن نستلهم من وحي كوبرنيك ورفاقه الخالدين، من إغريق وعربٍ وغيرهم، ونسترشد بهداهم، لنرتدَّ على آثارهم، عاملين جاهدين دون الحقيقةِ، والحقيقةِ وحدها.
المصدر : الباحثون العدد 60 حزيران 2012