Tumors of the prostate Gland
(2 – 2)
تعتبر غدة البروستات "الموثة" من أكثر أقسام الجهاز البولي والتناسلي إصابة بالأورام بنوعيها السليم Benign والخبيث Malignant ويشاهد سرطان البروستات بنسبة تعادل تقريباً سرطان الرئة أو سرطانات الأنبوب الهضمي.
ويكمن الخطر في الإصابة بالضخامة الغدية للبروستات (Adenomatous Hypertroph of the Prostste ) بما تحدثه هذه من آثار ضارة للجهاز البولي بسبب موقع غدة البروستات التشريحي الواقع على مخرج المثانة أو عنقها إذ إن الانضغاط- الذي تحدثه هذه الضخامة للإحليل يشكل عائقاً أمام خروج البول من المثانة ويؤدي لتراكمه فيها ومع مرور الزمن إلى ضغط راجع على الحالبين والكليتين وما يتبع ذلك من إنتان يرافق الانسداد ومعروف أن كل من الانسداد والإنتان هما عاملان مخربان للجهاز البولي.
أما سرطان البروستات فإلى حد ما له نفس التأثير الضار على الجهاز البولي المشاهد عند المصابين بالضخامة الغدية السلبية يضاف إلى ذلك حدوث الانتقالات القريبة أو البعيدة في هذا المرض التي تساهم في إحداث الموت هند المريض.
1ـ الضخامة الغدية السليمة للبروستات
Benign Prostatic Hypertophy
إن تعبير الضخامة الغدية السليمة للبروستات هو غير منطبق على الواقع وإن استعمال هذا التعبير خطأ لمدة طويلة من الزمن جعله اسماً دارجاً لهذه الآفة ولو أنه لا يعبر عن حقيقتها من الوجهة التشريحية المرضية إذ إن الضخامة المشاهدة عند المسنّين تحدث على حساب الغدد المحيطة بالإحليل Peri Uerthral Glandes التي تصاب بفرط التصنع.
الأسباب Etiology :
تشاهد ضخامة الموثة عند الرجال في سن الخمسين وأكثر الذكور في سن الستين لديهم ضخامة موثية ولو أنه من غير الضروري أن تترافق هذه الضخامة في الغدة بأعراض انسداد عنق المثانة والإحليل وبالتالي على اتجاه هذه الضخامة فإذا اتجهت نحو المركز أحدث أعراضاً انسدادية، إما إذا حدثت الضخامة باتجاه محيطي ولم تؤثر على لمعة الإحليل فالحالة لا تتظاهر بأعراض رغم أن المس الشرجي يبيّن وجود موثة ضخمة.
أسباب هذا المرض غير واضحة حتى الآن ولو أن اختلال التوازن الاستروجيني والأندروجيني يلعب دوراً في حدوثه.
الإمراضPathogenesis :
تسبب غدة الموثة المتضخمة انسداداً في عنق المثانة إذا لم يعالج ودام فترة طويلة أدى بالتالي إلى توسع الطرق المفرغة العلوية (الحالبين والحويضتين والكؤوس) وظهور استسقاء الكليتين (عدم استطاعة المثانة على تفريغ محتوياتهما وبالتالي تعطيل عمل الكليتين) الذي يسبب فشلهما وقصورهما الوظيفي وتُجمل التبدلات الملاحظة بالجهاز البولي نتيجة هذه الآفة بما يلي:
أ ـ التبدلات في المثانة:
1 ـ التبدلات الباكرة: ضخامة الألياف العضلية وتخلخلها.
وعند إجراء تنظير بولي سفلي في هذه المرحلة يظهر جدار المثانة الداخلي على شكل عمد متصالبة تحت المخاطية (وهذه العمد هي الألياف العضلية المتسمكة) وهذه العمد تحصر بينها تجاويف تسمى الرتوج المثانية .
ـ الرتوج المثانية: Bladder Diverticula تنتج عن انفتاق الغشاء المخاطي المثاني نحو الظاهر بين الحزم العضلية المتخلخلة ويزداد حجم هذه الرتوج مع الزمن ويتراكم فيها البول ويتعفن لأنها غير قادرة على إفراغ نفسها لانعدام النسيج العضلي في جدارها.
2 ـ التبدلات المتأخرة: تتظاهر إما بالأسر الناقص المزمن أو وجود ما يسمى بالثمالة البولية Residual urine وهي بقاء كمية من البول في المثانة بعد التبويل الإرادي وهذا قد يتطور إلى الأسر البولي التام Urinary Retention وهو عدم الاستطاعة المطلقة على التبول.
ب ـ التبدلات في الطرق البولية العلوية:
يحدث الاتساع أولاً ثم الاستسقاء المزدوج الناجم عن زيادة المقاومة أمام انصباب البول من الحالبين للمثانة بالمرحلة الأولى ثم عن حدوث الجذر المثاني الحالبي (وهو عودة البول من المثانة إلى الحالبين ومن ثم إلى الكلية) التالي لتخرب الصماخين الحالبين بسبب استمرار ارتفاع الضغط في المثانة الناجم عن العائق الموثي.
ج) الإنتان: يحدث نتيجة لضخامة الموثة ركود بولي في المثانة وهذا يعرض لظهور الإنتان المثاني أولاً، وإذا كانت العوامل الإنتانية من شاطرات البولة Urea splitting Infection تكونت الحصيات المثانية وفي مرحلة متقدمة يحدث الركود والتوسع بالطرق البولية العلوية ويرافق هذا ظهور الإنتان في هذه الأقسام وهو ما يسمى بالتهاب الحويضة والكلية بالطريق الصاعد وفي مراحل أكثر تقدماً تظهر تقيّحات الكلية الواحدة أو الكليتين وينتج عن ذلك أعراض القصور الكلوي المزمن: Chronic Renal Failure الذي يؤدي للموت.
الموجودات السريرية Clinical Findings : قلما تظهر أعراض ضخامة الموثة قبل سن الخمسين وهي ناتجة عن انسداد عنق المثانة وما ينتج عنه من ركود بول مثاني وإنتان أما في مراحل المرض الأخيرة فيظهر توسع بالطرق البولية العلوية وإنتان مرافق وقصور كلوي ينتهي بالموت.
أ) الأعراض: الأعراض المثانية :
ـ زيادة فترة التردد Hesiteney قبل البدء بالتبول.
ـ استعمال الجهد Startining أثناء التبول.
ـ ضعف قوة رشق البول وصغر قطره وانعدام قوة الرشق في نهاية التبول.
ـ تعدد البيلات الليلي Frequency والنهاري .
ـ الزحير البولي خاصة عند اختلاطها بالإنتان .
ـ حسّ عدم إفراغ المثانة بعد التبول.
ـ البيلة الدموية الابتدائية أو الشاملة وتنتج من تمزق الأوردة المتسعة فوق الفص المتوسط المتضخم.
ـ الأسر البولي التام ويحدث كمرحلة أخيرة أو في سياق هجمة التهابية أو احتقانية للموثة المتضخمة.
وفي هذه الحالة يبول المريض بشكل دائم قطرة قطرة وتكون مثانته ممتلئة وشديدة التمدد وقد أضاعت كل مقوية لها.
الأعراض الكلوية: استسقاء الكلية التالي لضخامة الموثة عادة غير مؤلم إلا إذا اختلط بالإنتان وتظهر في أدوار المرض الأخيرة علامات تبلون الدم أو يوريميا Uremia والقصور الكلوي من نعاس وخبل وإقياء وإسهال وفاقة دموية.
ب) العلامات السريرية:
ـ تجس المثانة في الناحية الخثلية وتبدو ككرة متوترة إذا كان المريض مصاباً بأسر بولي حاد.
ـ قد لا تجس المثانة في حال إصابة المريض بالأسر الناقص بسبب فقدان مقوية جدرها وفي هذه الحالة تكون المثانة مقروعة. ويبحث عن هذه العلامة بإجراء القرع على الخط المتوسط للبطن من السُرة وحتى العانة ويثير ظهور الأصمية إلى الحدود العلوية للمثانة ويعبر عن ذلك بقياس المسافة بين حافة العانة العلوية ومنطقة بدء ظهور الأصمية بعرض الأصابع فيقال مثلاً إن المثانة مقروعة إصبع أو إصبعين أو ثلاثة فوق العانة. إذا كان عرض المنطقة الصماء فوق العانة معادلاً لعرض إصبع إصبعين أو ثلاثة والمثانة مقروعة بعد التبول تدل على الإصابة باحتباس بولي ناقص فيها أو ما يسمى بالثمالة البولية Residual urine .
ـ بالمس الشرجي: إذا كانت الضخامة الموثية يشعر بتبارز الغدة تحت الجدار الأمامي للمستقيم بشكل نصف كرة مؤلف من فصين جانبين يفصلهما ثلم متوسط وتكون حدود الغدة واضحة وقوامها مرن متجانس ومطاطي وهي صفات الضخامة الغدية السليمة وإن عدم الشعور بالضخامة الموثية بالمس الشرجي لا ينفي الإصابة بها لأن الضخامة الموثية في هذه الحالة قد تكون متجهة نحو المركز أو نحو عنق المثانة ومؤلفة ما يسمى بالفص المتوسط Median Lobe .
ولا بأس من التكرار هنا بأن المس الشرجي ليس هو كل شيء بتشخيص انسداد عنق المثانة بتأثير الضخامة الموثية فالأعراض إن وجدت هي الموجه الأساسي للتشخيص حتى في حال عدم وجود الضخامة بالمس الشرجي.
قد تنضم إلى العلامات السابقة علامات الإنتان المرافق من عرواء وحمى والمضض الكلوي (نتيجة للاستسقاء المختلط بالإنتان) والشحوب نتيجة لفقر الدم ( بسبب النزف والإنتان والقصور الكلوي) وتجفف الجلد والأغشية المخاطية لأن المريض يمتنع عن تناول السوائل اعتقاداً منه أن هذه الوسيلة الخاطئة تخفف من عدد مرات تبوله.
ج ) العلامات التنظيرية: تُنَظّر المثانة و الإحليل بعد أن يبول المريض بيلة عفوية ويدل مقدار البول الموجود في المثانة بعد هذه البيلة على الثمالة البولية.
أما تنظير الإحليل فيبيّن الإحليل الموثي ومدى انسداده بالفصوص الموثية المتضخمة المختلفة ويقدر بهذه الواسطة تماماً حجم الغدة وطول الإحليل الموثي. ويشاهد بتنظير المثانة علامات الالتهاب المثاني وآثار انسداد عنق المثانة على جدرها: المثانة ذات العمد والرتوج وضخامة قاعدة المثلث المثاني كما يمكن أن تشاهد الحصيات المثانية.
التشخيص التفريقي : Differential Diagnosis
ـ المثانة العصبية الرخوة Neurogenie Atonic bladder
تسبب المثانة العصبية عسرة بول وضعف في رشق البول نتيجة لشلل في العضلة المثانية وتشاهد هذه الحالة في أذيات النخاع الشوكي العجزي والأعصاب الحوضية المحيطية، والفحص العصبي السريري يبدي علامات إيجابية وبالخاصة ارتخاء في المصرة الشرجية الظاهرة وتخدر منطقة ما حول الشرج Peri- anal anesthesia .
ـ تليف الموثة التالي لالتهابها المزمن: تؤدي هذه الحالة لتضيق في عنق المثانة وتتظاهر أحياناً بأعراض مشابهة للورم الغدي الموثي وفحص الموثة وقوامها الليفي ومفرزاتها المملوءة بالخلايا القيحية يساعد في وضع التشخيص.
ـ سرطان الموثة: أعراضه السريرية مماثلة للورم الغدي الموثي السليم ويشتبه بالسرطان إذا كانت الغدة قاسية غير متجانسة وعلى سطحها عقيدات بالمس الشجري كما أن آلام أسفل الظهر المنتشرة للطرفين السفليين عند المسنين يجب أن تلفت النظر نحو احتمال وجود سرطان موثي منتقل للعمود الفقري السفلي، وتزداد نسبة الفوسفاتاز الحامضة بالدم متى امتد السرطان خارج الغدة الموثية ولابد لإثبات التشخيص من إجراء الخزعة الموثية في الحالات المشبوهة.
ـ التهاب الموثة الحاد: تحدث عادة عند الشباب وتتظاهر عسرة تبول وضعف رشق البول يرافق ذلك عرواءات وحمى، بالمس الشرجي الموثة ضخمة متوترة وملمة بشدة وقد يشعر فيها بخراج وتشاهد بفحص البول كمية كبيرة من الكريات القيحية.
ـ تضيّق الإحليل:Urethral Stricture تسبب هذه الآفة عائقاً لخروج البول من المثانة وتتظاهر بضعف رشق البول وإن سوابق المريض بإصابته برض عجاني أو التهاب إحليل توجه نحو التشخيص الذي يمكن إثباته باستقصاء مجرى الإحليل أو رسمه بعد التظليل.
ـ حصاة المثانة: تؤدي لانقطاع فجائي في رشق البول معاود بحسب وضعية الحصاة وإلى حدوث ألم ينتشر إلى الحشفة والصورة الشعاعية تضع التشخيص.
ـ ورم الموثة العفلي: وهو نادر ويشاهد عند الشبان والأولاد وتبدو الغدة بالمس الشرجي كبيرة وقاسية أو طرية في بعض الأحوال.
الاختلاطات: انسداد عنق المثانة يؤدي لتكون الرتوج المثانية وإلى خراب الدسامين الحالبيين المثانيين واستسقاء الحالب والكلية في جهة أو جهتين.
وسرعان ما ينضم إلى الانسداد الإنتان فيزيد من خطورة الآفات المذكورة سابقاً وتبدو علامات التهاب الموثة والمثانة والحصيات المثانية وتقيحات الطرق البولية المتوسعة كما أن عفونة الموثة والإحليل الموثي تسبب التهاب البربخ Epldidymitis الذي هو من اختلاطات الضخامة الموثية المهملة عند المسنين. ومن الاختلاطات أيضاً البيلة الدموية التي قد تكون شديدة.
المعالجة: تستطب المعالجة الجراحية في الورم الغدي الموثي في الحالات التالية :
ـ الانسداد في عنق المثانة المؤدي لركودة بولية مثانية وخاصة إذا أدت إلى ضغط على الطرق البولية العلوية.
ـ الأعراض الموثية المزعجة لمريض: تعدد البيلات، الزحير المثاني عسرة التبول.
ـ وجود حصيات مثانية أو رتوج مرافقة.
ـ التهابات البربخ المعاودة عند المسنين التي تدل على الإنتان البولي المزمن في المثانة والموثة نتيجة الانسداد.
وتقتصر المعالجة الطبية الملطفة على الحالات التي يكون فيها المريض قليل الانزعاج من أعراضه ولا توجد عنده ثمالة بولية، وقوام هذه المعالجة المغاطس المقعدية الحارة وتنظيم الحياة الجنسية مع مكافحة العفونة البولية إن وجدت بإعطاء مضادات الإنتان إما إعطاء الهرمونات المذكرة فقد يفيد بزيادة مقوية العضلة المثانية ويجب الانتباه قبل إعطائها لعدم وجود أي شك بسرطان في الموثة لأن هذه الهرمونات تزيد من سرعة نمو وانتشار هذا السرطان أما مادة Hydroxy Progesteron فتحتاج لمزيد من التجارب لإثبات أثرها النافع.
ويجب على الطبيب إذا وجد استطباباً لاستئصال الموثة بسبب هذه الآفة ألا يؤجل إجراء العملية حتى يصاب المريض باختلاطات وتهن حالته فطالما وجد الاستطباب وجب الإسراع في إجراء المعالجة الجراحية والمريض مازال بحالة حسنة مما يساعد على الشفاء العاجل وتقليل نسبة الخطورة الجراحية.
وطرق هذه المعالجة عديدة نذكر منها:
استئصال الموثة بالطريق عبر الإحليل
( Transurethral Resection )
استئصال الموثة بالطريق خلف العاني
Retro pubic Prostatectomy))
ـ استئصال الموثة بالطريق عبر المثاني
ـ استئصال الموثة بالطريق العجاني
ـ استئصال الموثة بطريق التجميد
( Cryogenic Prostatectomy )
الإنذار:
إنذار الورم الغدي الموثي جيد بحد ذاته إذا عولج المعالجة المناسبة وقبل أن يؤدي إلى أذيات ثابتة في الجهاز البولي ولقد أصبحت جراحة الموثة تقريباً معدومة الخطر بفضل التخدير الجيد ونقل الدم وطرق الجراحة الحديثة.
2 ـ سرطان الموثة
Carcinoma of the Prostate
تندر مشاهدة سرطان الموثة قبل سن الـ 60 من العمر وتزداد نسبة حدوثه بعد ذلك بصورة طردية مع ازدياد العمر حتى أن بعض الإحصاءات قدرت بأن 25% من الذين أعمارهم بالثمانينات مصابون بهذا المرض ولقد لوحظ حدوث سرطان الموثة عند بعض العائلات مما يشير إلى أن وراثة الاستعداد موجودة فيه. يتميز هذا المرض بانتقاله إلى عظام الحوض وبتسبيبه للقصور الكلوي نتيجة سدّه لعنق المثانة أو لحالب أو للحالبين.
الأسباب: غير معروفة حتى الآن ولو أنه معروف أن الأندروجينات تنشط نمو السرطان الموثي وتزيد من ارتفاع الفوسفاتاز الحامضة في المصل.. (مقدارها الطبيعي 0.5 وحدة بودانسكي %) بينما تثبط الأستروجينات نموه وتخفض مقدار الفوسفاتاز الحامضة في 85% من الحالات وتسمى هذه بالأورام المعتمدة على الهرمونات الجنسية Sex Harmon dependent tumors) ) .
الأمراض والتتابع المرضي: غالباً ما يشاهد السرطان الموثي مع فرط التصنع الموثي السليم دون أن يكون بينهما علاقة بمعنى أن الضخامة الموثية السليمة لا تستحيل لسرطان موثي كما يشاهد السرطان بحالات قليلة ضمن الورم الغدي الموثي ويكون بشكل جزيرات سرطانية تشاهد بالفحص المجهري للأورام الغدية المستأصلة.
تتظاهر الآفة الباكرة في سرطان الموثة بعقيدة صلبة على السطح الخلفي أو الخلفي الجانبي للموثة يشعر بها بالمس الشرجي بحجم العدسة الكبيرة أو الحمصة وكل عقدة صلبة يشعر بها الفاحص على سطح الموثة تستدعي الانتباه والشك بطبيعتها وأخذ خزعة منها إذ إن معالجة المرض بصورة جذرية بمراحله الأولى كفيلة لشفاء المريض وخلاصه من هذا المرض.
تنمو العقيدة السرطانية إذا تُركت وشأنها في جميع الاتجاهات حتى تصبح شاملة لفص موثي كامل حيث يشعر بالمس الشرجي بصلابة حجرية شاملة لكل الفص وإذا استمر نمو الورم انتشر موضعياً وشمل الحويصل المنوي الموافق حيث يشعر بامتداد الصلابة نحو هذا الحويصل ومتى شعر بذلك عرف بأن الإصابة متقدمة جداً، ولا يمتد السرطان الموثي نحو المستقيم عادة. يسير السرطان الموثي بنموه أيضاً نحو الداخل ليصل إلى الإحليل وعنق المثانة وقد يتقرح سطحه المتبارز في عنق المثانة ويسبب نزفاً وهذا يحدث في الأدوار الأخيرة جداً وبالطبع فإن نمو السرطان نحو الإحليل يسبب انسداداً في لمعته وإعاقة لخروج البول من المثانة.
تنتشر الخلايا السرطانية الموثية إلى العقد البلغمية الحوضية وتصاب العقد فوق الترقوة اليسرى أحياناً، وقد بينت دراسة جثث المصابين في 80% من الحالات التي امتد المرض فيها إلى الحويصل المنوي وجود انتقالات عقدية موضعية.
إضافة لما ذكرنا عن الانتقال بالطريق اللنفاوي يمكن للسرطان الموثي أن ينتقل بواسطة الأوردة إلى عظام الحوض ورأس الفخذ والعمود القطني والجمجمة حيث يؤدي إلى انتقالات مصنعة للعظم غالباً وحالّة له أحياناً كما ينتقل إلى الرئتين والكبد ونقي العظام.
يتراجع السرطان الموثي بعد المعالجة بمضادات الإندروجين في أكثر الحالات فيصغر حجم الغدة ويلين قوامها وتتراجع الأعراض البولية الانسدادية.
مجهرياً: تفقد العنبات الموثية شكلها الطبيعي وتبدو صغيرة تبطنها خلايا بدت عليها مظاهر الخبث كما يشاهد ارتشاح الخلايا السرطانية بالنسيج الخلالي الموثي .
.
(Peri neural Lymphatic invasion )
أـ الأعراض: إن ظهور الأعراض البولية في سرطان الموثة غالباً هو ظهور متأخر في سير المرض. لأنه يبدأ في القسم المحيطي للغدة ويشكو المصاب عادة من الأعراض التالية كلها أو بعضها:
1 ـ الأعراض المثانية: وهي أعراض الانسداد البولي السفلي أو الأعراض الإنتانية البولية السفلية أو كلاهما.
2 ـ الأعراض الناجمة عن الانتقالات: قد يتظاهر سرطان الموثة فقط بالأعراض الناجمة عن الانتقالات (نسبة 5% من الحالات) ولكن الأغلب هو ظهور هذه الأعراض مرافقة للأعراض البولية أو في مراحل المرض الأخيرة وهذه الأعراض هي:
ـ آلام في الناحية القطنية العجزية منتشرة إلى الوركين والطرفين السفليين.
ـ فاقة دم (استعمار النقي).
ـ بيلة دموية حين امتداد المرض إلى الإحليل وعنق المثانة وتقرحه.
ـ أعراض القصور الكلوي نتيجة للاستسقاء الناجم عن انضغاط فوهتي الحالبين بالسرطان الموثي الممتد نحوهما أو انضغاط الحالبين بالعقد البلغمية الحوضية المتضخمة بنتيجة انتقال السرطان إليها.
ب) العلامات السريرية: يعد المس الشرجي الواسطة الأساسية لكشف المرض حتى في أدواره الباكرة، تبدو العقيدة السرطانية في بدء تكونها صغيرة غير متبارزة على سطح الموثة قاسية وكل عقيدة بهذه الصفة عند شخص جاوز الخمسين من عمره يجب أن تسترعي النظر ولابد من أخذ خزعة منها لوضع التشخيص الباكر. ولابد هنا من الذكر أن آفات أخرى سليمة كالسل أو التهاب الموثة الحبيبي: ( Granulomatous Proatatitis )
أو الحصيات الموثية يمكن لها أن تسبب ظهور عقيدات مشابهة للعقيدة السرطانية والصورة الشعاعية البسيطة تبيّن الحصيات بينما بقية الحالات تميز بفحص الخزعة الموثية النسيجي.
أما في الأدوار المتقدمة للمرض فيشعر بالمس أن الفص الموثي المصاب أصبح صلباً وأن الغدة بكاملها أصبحت ثابتة ( Fixed ) وقد يشعر بعقيدات عديدة على سطحها كما قد يشعر بامتداد الآفة خارج المحفظة الموثية وباتجاه الحويصل المنوي ونادراً جداً ما يمتد السرطان نحو المستقيم، ومن العلامات المشاهدة أيضاً المثانة المجسوسة (نتيجة للانحباس البولي)، الكليتان المجسوساتان (نتيجة للاستسقاء) والكبد المجسوس والمعقد السطح - الكسور المرضية - العقد فوق الترقوة (نتيجة للانتقالات).
الصورة البسيطة للجهاز البولي: قد تبيّن وجود انتقالات مصورة أو حالة للعظم في عظام الحوض والعمود القطني العجزي ورأسي الفخذين.
الصورة الظليلة للجهاز البولي: I. V. P. : قد تبدي مظاهر الانسداد في عنق المثانة الثمالة البولية واستسقاء الطرق العلوية.
الدراسة بالنظائر المشعة: بعد إعطاء السترنسيوم أوالتكنيسيوم المشع: تظهر النقائل العظمية قبل ظهور علاماتها الشعاعية لذا تفيد هذه الطريقة في كشفها الباكر.
التصوير الطبقي المحوري C. T Scanning: قليل الفائدة بالتشخيص ولو أنه يبيّن الانتقالات العقدية الثانوية أحياناً.
جـ) الاستسقاءات الآلية: تتحرى الثمالة البولية بإجراء القثطرة المثانية بعد التبويل الإرادي. والتنظير الإحليلي المثاني يبين درجة الانسداد ومظاهره المثانية وامتداد الورم لعنق المثانة والإحليل.
د) الخزعة Biopsy : يثبت التشخيص بالخزعة التي يمكن أخذها بواسطة الخازع الكهربائي من خلال الإحليل أو بواسطة إبرة سيلفرمانSilverman Needle أما عبر المستقيم أو عبر العجان ومن وسائط تشخيص الانتقالات الباكرة هو بزل نقي العظام وتحري الخلايا الورمية فيه. وعيار الفوسفاتاز الحامضة في هذه البزالة التي تكون مرتفعة.
التصنيف: تصنف سرطانات الموثة:
1 ـ بالنسبة لدرجة الخبث الملاحظة بالفحص النسيجي إلى أربعة درجات سرطان غدي درجة أولى وثانية وثالثة ورابعة ويطلق البعض على الدرجة الأخيرة السرطان الغدي غير المميز وفيه تكون التبدلات الخلوية الخبيثة على أشدها ومن البديهي أن سير وإنذار الورم يزداد سرعة وخبثاً كلما ازدادت درجته النسجية.
2 ـ بالنسبة لامتداد الآفة: ويقدر ذلك بالفحص السريري (المس الشرجي- المس المشرك بالجس تحت التخدير في بعض الحالات) وهو ما يطلق عليه اسم تعيين مرحلة الورم Staging of the Tumor . ويساعد على ذلك الآن إجراء الدراسة بأمواج فوق الصوت والتصوير المحوري الطبقي وتصوير الأوعية اللمفاوية.
مراحل الإصابة:
تصف سرطانات الموثة إلى المراحل التالية:
ـ الورم ذو المرحلة صفر أو ( O ) هو ورم لا أثر له بالفحص السريري إنما عثر بالفحص النسيجي لورم موثي سليم مستأصل على جزيرات من خلايا ورمية خبيثة وهو لا يحتاج لأي معالجة إضافية إلا مراقبة المحفظة الموثية عند المريض بإجراء المس الشرجي الدوري له.
ـ أما الورم ذو المرحلة (أ) أو A فيتظاهر بعقيدة موثية صغيرة محدودة بأحد الفصين.
ـ أما بالمرحلة (ب) أو B فيكون الورم قد استولى على أحد الفصين الموثيين ولكنه مازال محصوراً ضمن الغدة وضمن محفظتها.
ـ وفي المرحلة (ج) أوC : يجتاز الورم المحفظة الموثية لينتشر في جوار الغدة الموثية ونحو الحويصل المنوي.
وفي المرحلة ( د ) أو D يترافق الورم بانتشارات بعيدة عقدية أو عظمية أو حشوية.
التشخيص التفريقي:
1ـ الورم الغدي الموثي: تفريقه سهل في معظم الحالات عن السرطان الموثي بالمس الشرجي.
2ـ وجود عقيدات على سطح الموثة: قد تنجم هذه عن التهاب مزمن أو حبيبي في الموثة أو حصاة موثية على أنه يجب أخذ خزعة في كل حال يشك فيها بطبيعة العقيدة. وسنعرض فيما يلي أهم الصفات المميزة للعقيدات الموثية في الأمراض المختلفة الآنفة الذكر:
تتميز العقيدات السلية المنشأ بأنها متعددة في الغالب كما يرافقها تسمك في أحد أو كلا الحويصلين المنويين وتصلب غير مؤلم في البربخين ويؤكد التشخيص وجود البيلة القيحية المجهرية وزرع البول السلبي إلى الأوساط العادية ووجود عصية كوخ في البول وقد تكشف الصورة الظليلة للجهاز البولي الآفات السلية الكلوية والمثانة.
ـ أما العقيدة في التهاب الموثة المزمن فإنها تتبارز على سطح الموثة بخلاف العقيدة السرطانية التي تكون متمادية مع هذا السطح، كما أن حدودها غير واضحة تماماً بمعنى أن صلابتها تتلاشى تدريجياً في محيطها لتندمج مع بقية سطح الموثة ( بينما العقيدة السرطانية واضحة الحدود وصلابتها محددة فيها ) كما ينتج عن تمسيد الموثة في حالة الالتهاب سائل موثي مليء بالكريات القيحية وفي حال الالتباس لابد من الخزعة.
ـ التهاب الموثة الحبيبي: يؤدي لتكون عقيدات صلبة في الموثة ولابد من الخزعة لجلاء التشخيص.
ـ الحصيات الموثية: تساعد على تفريقها الصورة الشعاعية حيث تبدو كبقع متكلسة خلف العانة.
3ـ داء باجيت العظمي: قد يلتبس مظهره الشعاعي على صور الحوض بالانتقالات الورمية من منشأ موثي وفي هذه الحالة فإن مس الموثة من جهة وإجراء صورة لعظام القحف والعظام الطويلة يضع التشخيص حيث يتميز هذا الداء بمناظر شعاعية وصفية في هذه العظام.
الاختلاطات: وهي:
ـ الاختلاطات البولية: الانسدادية والانتانية.
ـ اختلاطات الانتقالات: تسبب الانتقالات الورمية للعظام أحياناً كسوراً مرضية في هذه العظام، كما قد تسبب انضغاطاً نخاعياً يؤدي لشلل نصفي سفلي.
المصدر : الباحثون العدد 60 حزيران 2012