كثيرة هي المصادر والكتابات والدراسات والمؤلفات التي تحدثت عن مراسلات «تل العمارنة» المصرية، المحفوظة في متاحف عالمية عديدة مثل، المتحف المصري، ومتحف اللوفر، ومتحف موسكو، ومتحف المتروبوليتان للفن (نيويورك) والمتحف الحكومي (برلين) والمتحف البريطاني (لندن)، والمتحف الملكي (بروكسل) وغيرها والتي تشير إلى أهمية هذه الوثائق المسمارية التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واكتشفت في هذا التل الأثري المهم الواقع جنوبي مدينة المينا المصرية بنحو 50 كم على البر الشرقي لنهر النيل العظيم، ويضم في بقاياه آثار مدينة «آخت آتون» أي: (أفق الإله آتون) التي أمر ببنائها الملك «أمنحتب الرابع» المعروف للناس باسم «أخناتون» (1352 - 1336ق.م) والذي أعلن الدعوة إلى عبادة الإله آتون (الواحد الأحد) وجعله إلهاً رسمياً لبلاد مصر العليا والسفلى.
لقد عثر الأهالي في هذه المدينة القديمة في عام 1887م على بعض الرُقم (الألواح الطينية) واستمروا في حفرياتهم، فاكتشفوا أعداداً كبيرة منها، ووصلت إلى أيدي تجار الآثار الذين هربّوها إلى أوروبا، مما دعا بعض المتاحف إلى التعرف على مضمونها والقيام بعمليات التنقيب والكشف الأثري عن موقع اكتشافها، وتم العثور على ما سمي بـ«مكان رسائل الملك» على مجموعة أخرى من الرُقم قدّر عدد مجموعها كاملة (382) رقيماً وهي (350) رسالة، والباقي نصوص متفرقة مختلفة الموضوعات، مدونة بالكتابة المسمارية، واللغة الأكادية (اللهجة البابلية الوسيطة).
مراسلات أخت آتون
أحدث وأهم الدراسات والأبحاث والترجمات لهذه المراسلات، صدرت حديثاً في كتاب ضخم (688 صفحة من القطع العادي) للباحث الدكتور فاروق إسماعيل، أستاذ اللغات القديمة في جامعة حلب، وأعتقد أن الجهد الذي بذل في دراسة وترجمة هذه المراسلات لا يضاهيه أي جهد آخر (عربياً وعالمياً)، وهنا لابد من الإشارة بأن هذه الرسائل قد تبادلها ملوك مصريون من الأسرة الثامنة عشرة: (أمنحتب الثالث، أمنحتب الرابع، توت غنج آمون) مع ملوك كبرى ممالك الشرق القديم (ميتاني - حثي - بابل) وملوك آشور وآلاشيا، أو حكام كانوا يحكمون مدناً في بلاد الشام خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
لقد نبّه الدكتور إسماعيل في بداية دراسته الضخمة إلى أمور جديرة بالذكر وهي:
1- يعود قسم كبير من النصوص إلى عهد حكم «أمنحوتب الثالث» في طيبة، ويبدو أنها نقلت إلى مدينة «أخت آتون» عند انتقال «أمنتحب الرابع - أخناتون» إليها، ولذلك ليس من المستبعد أن تكون هناك رُقم بقيت في طيبة، أو تلَفت أو ضاعت..
2- وصف الرسائل بأنها «متبادلة» - كما هو شائع - ليس دقيقاً، في الوضع الراهن، وذلك لأننا لا نجد ضمن الـ350 رسالة، سوى عشر رسائل مرسلة من مصر، بينما سائر الرسائل الأخرى مرسلة إلى مصر، إلى الملك، وإلى بعض كبار الموظفين في البلاط الملكي، وإلى المندوبين الملكيين المتنقلين بين مصر وبلاد الشام.
3- يحتمل - من ناحية ثانية - أن تكون الرسائل المكتوبة المرسلة من مصر قليلة، بسبب الاعتماد على الرسائل الشفهية التي كان يرسلها الرُسل والمترجمون، نظراً إلى صعوبة التدوين، إذ لم تكن الكتابة المسمارية، واللغات الأكادية والحورية والحثيّة شائعة في مصر.
من خلال التدقيق والدراسة، يمكن تصنيف وثائق تل العمارنة إلى مجموعات عدة هي:
- رسائل تتحدث عن حدث معين.
- رسائل تتحدث عن أحداث عدة، حصلت بشكل متفرق.
- رسائل يقتصر هدفها على طلب العون من مصر.
- رسائل تبيّن الوفاء والولاء لمصر، وهي كثيرة، وأرسلت معظمها من بلاد كنعان.
أما من حيث الصياغة اللغوية، وأسلوب تحريرها وتوصيلها، فيتمكن تمييز نمطين أساسيين بينها هما:
- المرسل يجيد اللغة الأكادية، لأنها لغته الأم، كملك آشور.. أو لأنها صارت بمنزلة لغته الأم كملوك بابل، ويفترض أن هؤلاء كانوا يطلبون من كتاب القصر الملكي كتابة رسائل إلى مصر، فيملُون عليهم الأفكار الأساسية، ويحرر الكاتب الرسالة وترسل إلى مصر مع رسول ومترجم، وقد يكونان واحداً.
- المرسل لا يجيد اللغة الأكادية، كما هي حال معظم الرسائل، فهي مرسلة من بلاد ميتاني أو بلاد حثّي، أو بلاد كنعان التي كانت تتكلم لغاتها الخاصة، (الحورية، الحثيّة، الكنعانية) أما في سورية الداخلية، فيعتقد أن اللغة الآمورية كانت ما تزال شائعة..
وتعكس رسائل تل العمارنة مجتمعات حضارية مختلفة، بدرجات متفاوتة، في أرجاء الشرق القديم، ولكنها تشترك في مسألة انتشار الكتابة المسمارية واللغة الأكادية فيها، وما يتصل من تراث ثقافي أيضاً، وقد أدى ذلك إلى نشوء ازدواج لغوي في تلك المجتمعات، إذ استخدمت الأكادية في الوثائق الرسمية، وحافظت على لغاتها الخاصة في أمور الحياة اليومية..
أما وجود الأكادية في مصر، فيّمثل حالة خاصة، مؤقتة زمانياً، ومحصورة في إطار البلاط الملكي.. لقد كانت لغة «وافدة» لأغراض دبلوماسية سياسية دولية، يستخدمها كتّاب ومترجمون، قد يكونون رسُلاً في الوقت ذاته، وهي حالة عابرة لم تتكرر في زمن قيام الآشوريين والبابليين باحتلال أجزاء من مصر، خلال القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، ولا في فترة انتشار الوجود العسكري المصري في مناطق وادي الفرات العليا، خلال حكم ملوك السلالة السادسة والعشرين (672 – 525 ق.م)، ولذلك لم يعثر في مصر على أية كتابات مسمارية أكادية أخرى، غير وثائق تل العمارنة.
ربع قرن من الأرشيف الدولي
لقد استطاع علماء اللغات القديمة، تحديد الإطار الزمني للفترة الزمنية التي تعود إليها هذه الرسائل، فقد حددت بدايتها بنحو خمس سنوات قبل التاريخ المذكور في الرسالة (23) الموجهة إلى أمنحوتب الثالث (1390– 1352 ق.م) في سنة حكمه السادسة والثلاثين (1355 ق.م).. أما النهاية فليست واضحة جيداً، فقد مدّها بعض العلماء إلى السنة الأولى من حكم الملك المصري (آي سنة 1327 ق.م)، وهناك من حدد إطارها الزمني بما لا يزيد عن ربع قرن بين (1360 و1336 ق.م)..
ويتضح من هذه المراسلات أن (عصر العمارنة) قد شهد تحالفات وصراعات بين القوى السياسية الكبرى القائمة، وتبدلات في مناطق السيادة والنفوذ، ورافقها تغيّر في طبيعة مواقف الكيانات الصغرى، وكان يحكم مصر خلال هذا العصر ملوك من الأسرة الثامنة عشر وهم: أمنحتب الثالث (1390- 1352ق.م) وأمنحتب الرابع /أخناتون (1352 - 1336ق.م) وتوت غنج آمون (1336ق.م).
وكانت مملكة ميتاني الحورية موجودة في مناطق الجزيرة السورية وطور عابدين منذ القرن السابع عشر قبل الميلاد، وعاصمتها «واشوكاني» عند منابع نهر الخابور، والمملكة الحثية في بلاد الأناضول منذ أواخر القرن السابع عشر قبل الميلاد، وكانت بلاد بابل في هذه الفترة خاضعة لسيادة الكاشيين، كما كانت بلاد آشور تشكل مملكة مستقلة في مطلع عصر العمارنة، وشهدت بلاد الشام وجود ممالك صغيرة أو إمارات في شتى المناطق، نذكر منها الممالك الكنعانية الشمالية والوسطى والداخلية والجنوبية.. مثل: أوغاريت وسيانو وجبيل وصيدونا (صيدا) وصوري (صور) وقطنا (تل المشرفة) وتونيب في سهل العشارنة (وادي نهر العاصي).
مقتطفات من رسائل تل العمارنة
• رسالة من أمنحتب الثالث، ملك مصر إلى كدشمان إنليل، ملك بابل:
إنها جواب على رسالة من الملك البابلي، يسأل فيها عن مصير أخته، زوجة الملك المصري، يعاتبه فيها بشدة على عدم تمكن رُسله من رؤيتها، ويعبر عن سوء ظنه بمصير أخته، كما يستغرب عدم استلامه هدية منها.
ويبدو أن الرسل البابليين لم يلقوا التقدير الذي كانوا يأملون فيه من الملك المصري، فاختلقوا أخباراً، وأثاروا ملكهم، وسعوا إلى إثارة خلاف بين الملكَين، لا يثق أحدهما بالآخر، فالملك المصري في رسالته يعجب ويسخر من الملك البابلي بقوله: هل جميل أن تعطي بناتك للحصول على ثروة جيرانك!، ويرى الملك البابلي أن وضع عرباته بين عربات حكام المدن، وعدم تخصيصها في الموكب الاستعراضي، هو تقليل من مكانته واستهانة به..
ونجد في هذه الرسالة رغبة للملك المصري في زوجة بابلية ثانية (ابنة كدشمان، والملك البابلي يريد صبيّة مصرية أيضاً.
• في رسالة ثانية من (كدشمان) ملك بلاد بابل إلى أمنحتب الثالث ملك مصر:
يعلمه بأن ابنته في انتظار الموكب الذي سينقلها إلى مصر، ثم يعاتبه على تأخير رسوله عنده ست سنوات، وفوجئ بعد عودته أنه يحمل هدية بسيطة من الذهب، كما يعاتبه على عدم دعوته لحضور احتفال كبير أقامه في عاصمته «طيبة» ثم يدعوه إلى احتفال سيقيمه بمناسبة الانتهاء من بناء قصره الجديد.
• رسالة من «بورباش» ملك بلاد بابل إلى أمنحتب الرابع، ملك مصر، في مطلع عهده:
يعتذر فيها عن عدم الالتقاء برسوله مطولاً، بسبب مرضه، ويذكر أنه غضب لعدم اهتمام الملك المصري بأمر مرضه، ولكن الرسول برّر له ذلك ببعد المسافة بين البلدين، وعدم وصول الخبر إلى ملكه.. فزال غضبه.. إنه يأمل باستمرار العلاقات الحسنة الراسخة بين المملكتين، ويعاتب على تأخر رسوله في مصر، ويعتذر عن إرسال هدايا كثيرة بسبب صعوبات السفر والتنقل، ثم يطلب ذهباً كثيراً، ويأمل أن يختاره الملك بنفسه، لأن رسله لا يختارون له ذهباً صافياً، كما في المرّة السابقة.. ويذكّره أخيراً بأن قافلة رسوله نُهبت مرتين في مناطق من بلاد الشام خاضعة لنفوذه، ويرجوه أن يحّل المشكلة، ويعوّض الخسائر.
• رسالة من «تيشرتا» ملك بلاد ميتاني إلى «تي» سيدة بلاد مصر، زوجة أمنحتب الثالث الكبرى:
يرد على طلبها الذي أرسلته مع الرسول الميتاني «كيليا» داعية الملك الميتاني إلى الاستمرار في العلاقة الحسنة بين البلدين، بعد موت زوجها، وانتقال العرش إلى أمنحتب الرابع (ابنها)..
يؤكد لها حرصه على ذلك، وأنه سيضاعف محبته للملك الجديد، ولكنه يعاتبه على التماثيل الخشبية التي أرسلها له، بدلاً من الذهبية، ويستغرب ذلك، كما يقترح عليها أن توثق علاقاتها مع زوجته «يوني».
• رسالة من «أكيزي» ملك قطنا إلى أمنحتب الرابع:
يؤكد له الولاء، ويخبره بأن «إيتكمّا» ملك قادش، حاول كسبه ليتحالف مع الحثيين مثله، ولكنه رفض، ولذلك شّن «إيتكمّا» الحرب عليه، كما هاجم بلاد أُبِ وعاصمتها دمشق، واحتل القصر الملكي ونهبه، وكان يدعمه في ذلك حاكما «لابانا» و«زُخيزي» ثم يؤكد للملك المصري أن الموالين له في سورية كثر، ومن الضروري إرسال قوات محاربة تدعمهم لوضع نهاية لتحالف حكام سوريين آخرين مع الحثيين.
• رسالة من سكان مدينة تونيب إلى أمنحتب الرابع (أخناتون):
يتم فيها التأكيد على ولاء المدينة لمصر منذ القديم، ثم يطلبون العون، وأن يرسل «ابن أكي تشوب» الموجود في مصر، ليتولى قيادة البلاد في مواجهة خطر الحثيين وحلفائهم المستمر، ولاسيما «عزيرو» ملك آمورو الذي تحول إلى جانب الحثيين، وراح يتمادى في احتلال المناطق الواقعة شرقي مملكته، وتختم الرسالة بالتعبير الصريح عن قرب استسلام المدينة.
• رسالة من «رِب» ملك جُبلا إلى الملك المصري أمنحتب الرابع:
يتحدث فيها لأول مرة عن سيطرة «عزيرو» على الحكم في أمورو، وتحالفه مع عدد من المدن الساحلية المهمة (بيروتا، صيدونا، صوري) ويعبّر عن خيبة أمله في استمرار سيطرة القوات المصرية على الوضع في (صُمُر) عاصمة أمورو بعد موت (عبدي أشيره) والد «عزيرو» مما كرّس عزلته، وزاد من معاناته، وبات بحاجة ماسة إلى اهتمام مصري به.
أسماء المدن القديمة في الألف الثاني قبل الميلاد
- بلاد أُب، هي البلاد التي كانت دمشق عاصمة لها، وكانت تشغل مساحة واسعة تمتد تقريباً بين الأطراف الشمالية لجبال لبنان الشرقية في الشمال، وجنوبي جبل العرب حتى شرقي نهر الأردن في الجنوب، وأطراف سهل البقاع في الغرب، وأطراف بادية الشام في الشرق، وقد واجهت حرباً حثيّة، وشن عليها حلفاؤهم هجمات متكررة، ولكنها ظلت وفية موالية للبلاط المصري..
- تونيب، مدينة وعاصمة مملكة في وادي العاصي، ويعتقد أنها كانت تقع في تل العشارنة.
- صُمُر: عاصمة مملكة أمورو، وهي من أكثر المدن ذكراً في مراسلات العمارنة، ويعتقد أنها تقع في موقع تل الكزل على نهر الأبرش في محافظة طرطوس، وقد سميت في العصور الكلاسيكية «سيميرا».
- سيانو: مركز مملكة صغيرة جداً في الساحل السوري، كانت تشكّل فاصلاً بين مملكتي أوغاريت وأمورو، وموقعها معروف حالياً بالاسم نفسه، وتقع على بعد 8كم شرقي مدينة جبلة.
- جزيرة أرواد: مازالت تحتفظ بالاسم نفسه، وتعد وثائق تل العمارنة أقدم الوثائق التي تحدثت عنها، ثم ذكرت في وثائق مصرية وأوغاريتية وآشورية وفينيقية، مما ساعد على تتبع مراحل تاريخها بين القرنين الرابع عشر والسادس قبل الميلاد.
- أمورو: كانت المركز الأساسي للإدارة المصرية، وعاصمتها صُمُر (حالياً تل الكزل- محافظة طرطوس- الساحل السوري).
- جُبلا (جبيل): تعد من أقدم المدن في الساحل الكنعاني، وتعود آثارها إلى الألف السابع قبل الميلاد، وقد برزت في رسائل تل العمارنة من خلال مراسلات ملكَيْها «رب هدّا» و«إيلي رابخ» مع أمنحتب الرابع «أخناتون».
- صيدونا (صيدا): التي كانت مدينة كنعانية مهمة في عصر العمارنة، وتميزت بموقعها المهم على الساحل، وبراعة سكانها في مجالي التجارة البحرية والبرّية.
- صوري (صور): وردت بهذا الاسم من خلال رسائل أرسلها ملكها «أبي ملكي» إلى الفرعون المصري أمنحتب الرابع، كما ورد اسمها بهذا الاسم في نصوص أوغاريتية وآشورية وبابلية.
- نُحَشي: تعدّ من أوسع ممالك بلاد الشام خلال عصر العمارنة، امتدت أراضيها في المناطق السهلية والبادية المتصلة بها شرقاً بين أطراف مدينتي حلب وحماة، وبين نهري الفرات والعاصي، ولا يعرف بالتحديد موقعها - حتى الآن - وقد تحالفت مع مملكتي نيا وموكيش المجاورتين غرباً ضد الحثيين وأعوانهم..
- نيّا: نشأت في منطقة سهل الغاب (وادي العاصي) ويقال أن مركزها كان في موقع قلعة المضيق، ويتضح من مراسلات عصر العمارنة أنها كانت تعادي الحثيين.
- تُونيب: نشأت في منطقة سهل العشارنة، ويتضح أنها كانت في عصر العمارنة موالية ووفيه لمصر.
- قَطنا (تل المشرفة حالياً): كانت مركز مملكة أمورية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ثم خضعت في القرن السادس عشر قبل الميلاد للسيادة الحورية الميتانية، وغدت مقصداً ومعبراً للحملات المصرية المتجهة إلى وادي الفرات، (تقع على بعد 18كم شمال شرق حمص).
- كِنزا: ويرد الاسم (كِزّا) وهو اسم البلاد والمملكة التي كانت «قدشي، قدشا، قادش» عاصمة لها، وهي تل النبي مند، في الجنوب الغربي من مدينة حمص (على نهر العاصي قرب بلدة القصير) وكانت بلاد كنزا حليفة لمملكة ميتاني، ثم خضعت للنفوذ المصري في مطلع عهد الفرعون تحتمس الثالث (1458 - 1428ق.م) وترسخ ذلك بعد عقد معاهدة السلام المصرية - الميتانية في مطلع القرن الرابع عشر قبل الميلاد، أخبارها المذكورة في مراسلات العمارنة أقدم ما نعرفه من المصادر عنها.
- جاري: اسم بلاد ورد ذكرها في مراسلات العمارنة، وهي مناطق الجولان العليا، وتذكر هذه المراسلات أسماء تسع مدن واقعة ضمن إطارها، ولا يوجد معلومات عنها في هذه المراسلات.
- أوغاريت: تذكر هذه المملكة الواقعة على الساحل السوري، في خمس رسائل من مراسلات العمارنة، وكانت عاصمتها أوغاريت (رأس شمرا - حالياً) وهي مملكة مستقلة كانت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد مزدهرة، ولها علاقات متميزة مع مصر، وتجيد التعامل مع الحثيين، وهذه سياسة انعكست ايجابياً على تطور هذه المملكة وسط الصراع المتزايد بين المصريين والحثيين خلال عصر العمارنة.
- بُصرُنا: وفي كتابات مصرية أخرى (ب ذ ر ن) وهي مدينة بصرى في جنوب غرب سورية، التي أصبحت في مطلع القرن الثاني الميلادي، عاصمة الولاية العربية تحت الحكم الروماني.
- عشترت: وهي تل عشترة (بلدة ازرع) جنوب غرب دمشق، وتذكر بهذا الاسم في الكتابات المصرية والآشورية الحديثة والفينيقية.
- طوبو: يطابقها الباحثون مع موقع الطيبة غربي بصرى الشام.
- نصيبا: يطابقها الباحثون مع نصيب الحدودية، جنوب شرق درعا.
المصادر والهوامش:
1- مراسلات العمارنة الدولية، وثائق مسمارية من القرن الرابع عشر قبل الميلاد، تأليف: د. فاروق إسماعيل - الناشر دار إنانا، دمشق 2010م.
2- حضارة مصر القديمة وآثارها، تأليف: عبد العزيز صالح - مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة 1992م.
3- أخبار أوغاريت في مراسلات العمارنة، د. فاروق إسماعيل، مجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق 2008م.
4- معجم آلهة مصر القديمة، تأليف: ماريو توسي- ريو كارلو، ترجمة: ابتسام محمد عبد المجيد، الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 2008م.
5- رسائل عظماء الملوك في الشرق الأدنى القديم، تأليف: تريفور برايس، ترجمة: رفعت السيد علي - القاهرة 2006م.
المصدر : الباحثون العدد 60 حزيران 2012