التَّعلُّم طريقة تحدث من خلالها تغيرات في السلوك ناتجة عن الخبرة والممارسة. ويعني السلوك لدى علماء النفس أَيَّ استجابة يقوم بها كائن حيّ لبيئته. عليه فإنَّ السلوك يحوي على انفعالات وأفكار كما يحوي على استجابات العضلات والغدد. والتعلُّم مجال مهم في دراسة علم النفس، ويمكن أن يؤدِّي إلى تغيرات في أيٍّ من أشكال أو أنماط ذلك السلوك. وليست كل التغيرات التي تحدث في السلوك ناتجةً عن التعلُّم؛ فبعض التغيرات ناتجة عن النضج (النمو البدني)، أما الأخرى الناتجة عن المرض والإجهاد فتعد مؤقتة ولا يمكن أن نعَزوها إلى التعلّم.
بعد التقدم الذي أحرزه العلم والتقنية في مجال الحاسبات الإلكترونية، طرح العلماء تساؤلاً: هل يمكن للحاسبات أن تتعلم ثم تعلم؟
في جناح لمكاتب صغيرة والتي نُثِرَتْ بالأجهزة الإلكترونية في بناء قديم بقلب مدينة بالو آلتو في كاليفورنيا يوجد دكتور بملامح طفل في العاشرة أنشأ شركة ليكسيوكوس والتي صنعت تاريخ الحاسوب. هذا الدكتور هو روجين هانغ الذي يبلغ من العمر 31 عاماً وهو المدير التنفيذي للشركة تجده يقوم بخربشات بقلم على ما يشبه لوح شاشة كدفتر للملاحظات حاسوبي.
هذه تجربة إيضاحية للكتابة العادية-Longhand الآلة هي بحجم 22×28 سم ولوح الكتابة سماكته 6 سم. يطبع الدكتور كلماته على الشاشة بسرعة وبدقة. ولكي يكون متأكداً، فإن هذا الدكتور والذي هو من مواليد بريطانيا وخريج جامعة كامبريدج يرتب هذا السجل ويترك فراغات بين الكلمات أكثر من المعتاد ويكتبها بطريقة ما وبعناية أكثر مما هو مألوف.
مازال في العالم حيث تكون صناعة الحاسبات تجادل أن الاختصار PAD المساعد الرقمي الشخصي Personal digital assistant هو اسم آخر لبعض المدونات الحاسوبية والتي تعني حقاً "كثرة النقائص الضرورية للإنتاج" والغريب أن ذاك الشيء يؤدي إحدى أكثر المهام تعقيداً على الإطلاق في استعمال الحاسبات دون أدنى شك بشكل جيد جداً. إن عدم القدرة على الكتابة اليدوية قد أبطأت من قبول الحاسبات التي تعتمد أساساً على القلم. بضعة آلات كهذه والمطروحة في السوق يمكنها أن تقرأ أحرفاً مطبوعة وحتى تلك فإنها تقرأ بدرجات متفاوتة من الدقة. أن شركة ليكسيوكوس تقوم بتغيير ذلك.
يمكنك أن تختار مسبقاً برنامج شركة ليكسيوكوس Longhad الكتابة العامة على قرص مرن لتستخدمه كدفتر ملاحظات موجود على الحاسبات مثل:AT&T/EO والشبكة القابلة للتحويل والطي-Grid Convertible وتوشيبا دايناباد-Toshiba Dynapad أو إن إي سي فيرساباد-NEC VersaPad. إن المدونات التي قدمتها شركة كومباك-Compaq في عام 1993 وشركات أخرى استطاعت البدء بإثبات جدارة بعض الإبر الكاتبة والتي أبدت للعين ظهور تقنية تعريف الكتابة اليدوية والمدونات ببرنامج لونغ هاند ستقف منافسة أمام مدونات برنامج Apple Computer والمعروف جداً بنيوتن. يمكن لبرنامج بنيوتن أن يتعرف على الكتابة اليدوية الطبيعية ولكن بنصف سرعة برنامج لونغ هاند. أن في سرعة الآلة AT&T/Eo وبرنامج ليكسيكوس يقدر أن يحدد ثلاث كلمات قصيرة في ثانية واحدة.
حققت شركة بيكسيكوس مكسباً بقفزة نوعية وذلك لسبب جوهري هو أن مطورو برنامج لونغ هاند أخذوا الأفضلية مما اعتادوه من عصب شبكة الاتصالات وذلك بمباشرة عمل للأتمتة وكونها تشبه تقريباً قدرة الدماغ بتعرف لا مثيل له وإدراك وفهم أنماط الوجوه والأصوات وفي هذه الحالة، تُكَون الرموز والأحرف المكتوبة. و"السيالة العصبية" تأتي من العصبون أو من الخلايا الدماغية. شيد علماء ومهندسو الحاسوب شبكة اتصال عصبية تحاكي الدماغ في العقل الإلكتروني أو بنية سيليكونية تشبه خلايا الدماغ ذات أبعاد ثلاثية للتواصل والربط فيما بينها.
صورة:00
يمكن لحاسبات شركة الاتصالات العصبية أن تحاكي القدرة التكيفية لدماغ الإنسان وذلك بالتعرف وفهم الأنماط المعقدة مثل لعبة الشطرنج أو السلع التسويقية أو الكتابة اليدوية.
عمل مدوي
الأخبار السريعة والطازجة هي عن شبكة الاتصال العصبية وهي إنه بعد سنوات من التطور والتجارب المتكررة والمنفصلة، وفي النهاية ومع طول الوقت فإن شبكة الاتصالات هذه ستمنح مستخدميها وبالتدريج إنتاجاتها وخدماتها. تحقق الأتمتة العصبية مكاسب سريعة بين كلا العقل الإلكتروني والمطورين الصغار. في آخر معاينة ومسح؛ كتب الصحفيون في جريدة الهندسة الإلكترونية تايمز أنهم وجدوا 85 بالمئة من المهندسين حين طُرح عليهم سؤالٌ في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان عن الأتمتة العصبية فصنفوها بأنها انبثاق لتقنية الحاسبات الأكثر حداثة وسخونة ورواجاً.
يقول يوشع ألسباكتور مدير دراسات شبكة الاتصال العصبية في بيلكور ومساعد بحث يدعى أجراس الطفل: "سترى رقائق شبكة الاتصالات العصبية في الحاسبات كافة وهذه الرقاقات ستعمل كأدوات تنقية معلومات في حاسوبك الشخصي وستعرف أولوياتك واختياراتك وستحولها وتضبطها وتنظمها وفق احتياجاتك وهي ستصنف بريدك الإلكتروني في تنظيم الأولوية وتختار المواد والمقالات من الصحافة المتحدة (Associated Press-AP) وتنتقي أخبار وكالة أنباء لتخزنها خصيصاً لك. وهي ستوضح وتبسط استخدام الحاسبات.
العثور على تفاح سيء
تتبع الحاسبات العادية التعليمات المكتوبة بشكل تلقائي بدقة شديدة جداً طبقاً للقواعد الموضوعة. إن الشيء الأكثر إذهالاً عن شبكات الاتصال العصبية تلك أنها مثل الأطفال حين يتعلمون بالأمثلة التوضيحية. يتحتم التفكير بشبكة الاتصال العصبية كنظام من أنابيب مياه مجهزة بصمامات تتحكم بتدفق الماء من خزان واحد إلى خزان آخر، وهذا يشبه في هذه الحالة التدفق من عصبون إلى آخر. تتعلم شبكة الاتصالات بضبط هذه الصمامات للرد على حالة تصادفها. وسواء أنت تدرب الشبكة لتتكلم الإنكليزية (مثل تيرينس سيجناوسكي وهو اختصاصي عصبي يدرس في معهد سالك وخريجوه قاموا ببرهان تقليدي منذ بضع سنوات مضت) أم التمييز بين التفاح الجيد والسيء فإن المبدأ واحد.
في الدماغ، يتعلم موضع الأعمال والمهام من خلال التغيرات في الروابط التي تصل بين عصبونين. وإذا كنت تقوم بتعليم شبكة الاتصال العصبية كي تتحدث على سبيل المثال، فأنت تدربها على إعطاء كلمات وجمل كعينات بالإضافة إلى اللفظ المطلوب والمرغوب به. يتغير الاتصال بين العصبونين الإلكترونيين ببطء ليسمح للتيار بأكثر أو أقل بالمرور. العصبونات الإلكترونية هي صور وبيانات لأخريات حقيقية. لكن قد لا تعلم أنها تستمع إلى نسخة شبكة اتصال سيجناوسكي التي تعلمت أن تنطق وتلفظ 20,000 كلمة فجأة بين عشية وضحاها. تبدي شبكة الاتصال فيها غرابة بعض الشيء مثل الطفل في البداية حين يتلمس الألفاظ الأولية الصحيحة ومن ثم وبالتدريج يسيطر ويهيمن على المفردات والجمل.
لتعلِّم حاسوباً كيف يخبرك عن عزل التفاحات الجيدة عن السيئة عليك أن تقوم بتلقينه أمثلة لكل آلة تصوير تلفزيونية ملونة موصولة بشبكة اتصال عصبية وتخبر شبكة الاتصال أي منها السيء وأي منها الجيد. عندما تري النظام بما يكفي من التفاحات الجيدة والسيئة فإن شبكة الاتصالات العصبية يمكنها أن توجه مباشرة أداة آلية كي تعزل التفاحات السيئة الأخرى جانباً.
لا يوجد سحر في العمل وإنما يمكن توظيف شبكة الاتصال بشكل جيد دون بيانات ذات نوعية ممتازة وذلك بتزويدها بالكثير من الأمثلة التي تبدو الأفضل. يبقى تمرين شبكة الاتصال العصبية بشكل أو آخر. بشكل استثنائي يمكن للنتائج غير المتوقعة أن تربك أو تثقل أو حتى تزيل شبكة الاتصال. النظام العصبي متدرب على تسويق المعلومات المختزنة للأسهم المالية فإن لم يكن معروفاً كيف لهذا النظام أن يجيب عن نشوب حرب الخليج ما لم يمكن موضحاً له الأمثلة كيف كانت ردة فعل الأسواق في الحروب التي كانت قبل حرب الخليج. ولهذا فإن تعديل الإنسان على المعلومات مازال ضرورياً لتبقى شبكة الاتصالات تُجاري الأحداث قدر الإمكان. وحتى هذا وبالاستخدام بشكل حكيم فإن شبكة الاتصالات العصبية لديها قدرة رهيبة على اكتشاف ظهور الميول والاتجاهات وغالباً ترسم وتضع الخاتمة والنهاية الصحيحة أفضل مما يفعله الناس.
وهاهو ذا، كم من المستخدمين الأذكياء في عدد من المجالات يكسبون منافسين وذلك بالتطبيق العملي واستعمال شبكة الاتصالات العصبية.
التحري عن البطاقات الائتمانية الاحتيالية
لقد كانت المصارف ومصدرو البطاقات يخسرون المعارك ضد البطاقات المزيفة والمسروقة في بعض السنوات. بحسب تقرير نيلسون في مؤسسة صحفية متخصصة؛ إن انتشار خسائر مصدري بطاقات الائتمان يتوقع زيادة معدلها بشكل مدهش وهو 2,4 بليون دولار في 1993 أي أكبر بثلاث مرات من عام 1989.
حتى عهد قريب، كانت النظرة القياسية إلى مكافحة أنظمة الائتمان هي برامج الحاسوب التي تدمج المعرفة باجتهاد وبشكل جاد وذلك بجمع طلب الاختصاصين في مجالات معينة من الخبرة والمعرفة بكيفية قيامهم بالعمل في كشف الاحتيال. هذه البرامج تبحث عن التغيرات الواضحة المفاجئة عادة في إنفاق الحامل لنماذج بطاقة الائتمان كالملابس الغالية جداً أو شراء المجوهرات أو سحب أموال ضخمة لسوء الحظ، التلميح أو حتى حكم هذه الأنظمة الخبيرة على عدد كبير من مستعملي البطاقة الذي يمكن أن يغيروا عادات إنفاقهم قليلاً فقط. والنتيجة: قيام شركات إصدار البطاقات بدعوة الكثير من حاملي البطاقات الأبرياء وزبائنها الأمناء والأشراف جداً لتحصر الشبكة العصبية بشدة عدد المشتبهين.
تقوم عمليات في مصرف ميلون وماستر كارد في مدينة ويلمينجتون بيدلوير بحيث تتابع 1,2 مليون حساباً لدينها والنظام الخبير ينظر فقط إلى بضعة عوامل مثل حجم الصفقة والتعامل التجاري. حدد الحاسوب بحدود 1000 محتال محتمل في اليوم. المتحرّون عن محتالي ميلون لم يستطيعوا أن يواصلوا الكشف والتقصي. يقول فيليب جيه سامسون والذي كان إلى وقت قريب مستشاراً ونائب رئيس مصرف ميلون: "أصبح النظام تقريباً بلا فائدة ترجى".
منذ أن ركّب مصرف ميلون أول نظام شبكة عصبية في 1993 وهو يتعامل فقط مع عُشر الصفقات المشبوهة. تقول المتحرية عن المحتالين سينيثا شيماريكون: "إن الشبكة العصبية تقوم بنصف عملي". فقد كانت هي وزملاؤها يطبقون حكمهم على حالات وقضايا أقل وقتاً وأكثر وأسرع فعالية. ومع هذا النظام الخبير، فإن المتحرون كانوا عادة غير قادرين على أن يتقدموا بالتدقيق ويتقصون عن الصفقات لمدة يومين. لكنهم أصبحوا فيما بعد قادرين على أن يقوموا بعملهم بأقل من ساعتين. في حالة واحدة سمحت الشبكة العصبية لمصرف ميلون أن ينذر امرأة ويبلغها عن سرقة بطاقة ائتمانها حتى قبل أن تدرك هذه المرأة أن بطاقتها سُرقت وفُقدت. حدثت هذه السرقة فقط قبل ساعات. تقول باربرا دوفان لامب مديرة الكشف عن المحتالين: "هذا يجعل العثور على الإبرة في كومة قش أسهل بكثير".
التعرف على الخاصة البصرية
بالإضافة إلى قراءة الكتابة اليدوية فهي قادرة على أن تعمل إلكترونياً وبأن تستجيب لضغط قلم الكتابة. قد ضمت الشبكة العصبية أنظمة التعرف البصري لتحسين إبصارها.
تلك الأنظمة القديمة مستخدمة لعملية التشغيل الآلي للنماذج والوثائق وهي محددة عادة لقراءة المطبوعات أو الطباعة الواضحة والحروف ذات أشكال معينة ومحددة. تحسّن الشبكة العصبية دقة هذه الأنظمة للتعرف على الكتابة اليدوية التي تصعب قراءتها.
مصرف ساينت هو المصدر الرئيس لبطاقة الائتمان في مدينة جيلن آلان بولاية فيرجينيا حيث إنه يستخدم الشبكة العصبية لتعالج بشكل تلقائي استمارات وطلبات القرض الطلابي وقد ألغى حوالي 35 بالمائة من أصل مليون شيكاً يتعامل معها يومياً. تستطيع الشبكة العصبية أن تعالج وتتعامل مع كل أنواع الأنماط وذلك بقراءة المعلومات مباشرة وتحويلها وإرسالها على شكل بيانات مشتركة للمصارف. يرى ديفيد فوكس المدير التنفيذي لشركة نيستور أن هذه بداية نهاية طباعة البيانات على لوحة المفاتيح وذلك في مناطق كلفة العمل فيها منخفضة مثل أيرلندا والهند. المدير التنفيذي سكوت بلو لشركة داتا كاب المتحدة في تاريتاون بنيويورك يقوم في شركته بربط الشبكات العصبية من أجل معالجة النماذج المتعلقة بالشركات ويقول إن العائدات قد كانت تتضاعف كل سنة وذلك منذ عام 1990. لدى شركة داتا كاب 150 تجهيزاً في مؤسسات مختلفة يقول بلو: "إن الشركة تخطط على العالم بشكل عام ويمكنها أن تؤتمت دخول البيانات بهذه التقنية".
تجارة الأسهم
في بوسطن ماساشوستس يدير برادفورد لويس صندوق الأسهم العادية المنظمة لشركة فيديلتي مع شبكة اتصال عصبية وقد ضرب أسعار أسهم شركة S&P500 وبشكل ثابت عام1995 حوالي 5,4 نقطة كنسبة مئوية. عادة تنتقي شبكة اتصاله أسهماً معروفة للبحث عن أنماط معينة. على سبيل المثال: يمكن لسعر السهم أن يتأثر بتغيير النماذج في مستوى الدين والسيولة النقدية وتقديرات الدخل ومتغيرات أخرى.
أما بالنسبة لشركة ديير وكومباني في إيلينويس فإن الدكتور جيمس هول مدير تحليل الاستثمارات فيها، حيث يشكل 100 مليون دولار الراتب التقاعدي لها وذلك بمعونة شبكة الاتصالات العصبية. مرة أخرى يفوق هذا الإنجاز المؤشرات العمومية. وقد قال هول، ذات مرة، إن رئيسه تحكم بالشبكة العصبية عندما اقترحت هذه الشبكة الصندوق النقدي ينبغي أن يستثمر بقدر 40 بالمائة من رصيدها في الأوراق المالية المصرفية، وعلى ما يبدو أن الرئيس ظاهرياً كان مخطئاً.
بإدارة LBS الكبيرة يوجد شركة سريعة النمو على ميناء الأمان بفلوريدا ويديرها ديان أس بار باعتمادين ماليين للشركة يقدران 300 مليون مع إدخال برنامج شبكة أنظمة عصبية خبيرة. هو أيضاً ضرب أسعار أسهم S&P بشكل ثابت في 1992 وذلك بنسبة نقاط 2 و5 بالمائة وعلى التوالي. يقول بار: "إن الشبكة هي صانعة القرار النهائي إنها تعمل أفضل من عمل أكثر المحللين فهي أكثر ثباتاً لأنها لا تعطي قراراتها مستندة على العاطفة".
يمكن أن تحاول تجارة الأسهم على حاسوبك الشخصي مثلاً برامج السهم المتنبئ-Prophet Stock S1/259 وذلك من برامج شركة الموجة المستقبلية على شاطئ زيدوندد بكاليفورنيا. طوّر المهندس اختصاصي الأسهم المتنبئ ذلك لأنه لم يكن راضياً عن الوسطاء والسماسرة. بينما تتطلب التطبيقات التي تمارسها شبكة اتصال عصبية أخرى وتجارة الأسهم بيانات جيدة والكثير من البيانات الحسنة. في برنامج السهم المتنبئ، يستخدم أوغرين 15 تنوعاً ليتوقع اتجاه سعر السهم الواحد. هذه التنوعات تتضمّن سعر السهم وحجم البيع والشراء بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل عقود المستقبل وسعر الذهب وقصر وطول مدة معدل الفائدة.
صنع نقليات أكثر فعالية
السرعة على طول الطرق العادية هي88 كم في الساعة بدون سائق وهذه فكرة مروعة وغريبة. المركبة آلفين هي مستقلة وتلقائية ومجهزة بشبكة عصبية. عجلة القيادة يمكن أن تدير العجلات بذاتها. العلماء بجامعة كارنيج ميلون في بيتسبورغ وبنسلفانيا صنعوا سيارة إسعاف مدربة لتقود في الطرقات الموحلة بالإضافة إلى التقاطعات الريفية متجنبة للعوائق بينما هي تسير قدماً. التطبيقات العملية الممكنة: هي صنع مركبات جيش مكشوفة لنيران العدو وشاحنات مرئية تتقصى وتجوب حول موقع مجهول محفوف بالمخاطر. إن هذه التطبيقات تنطبق على التحكم برحلة ذكية من أجل سيارتك التي تستطيع أن تدرك المسار حين تغفو فهذا النظام يوقظ السائق بلطف بالغ ويقود موجهاً السيارة عائداً بها إلى الطريق. يقول كارلس ثورب الذي أسس هذا البرنامج: "قد تجاوزنا مرحلة المشروع العادي في الجامعة وذلك فقط من توليد وتداول الأفكار إلى إحداث نماذج أولية تعمل فعلاً".
بدأت الخطوط الجوية في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا باستخدام شبكة اتصالات عصبية لتنبأ عن ظروف الشحن والدخل الإجمالي وذلك بتوقع الركاب الذين سيكونون على متن الطائرة. تستبق شبكة الاتصالات موعد الحجز المطلوب المستند على الموعد اليومي أو يوم في الأسبوع أو الموسمي، وقد برهنت شبكة الاتصالات ما يفوق 20 بالمائة من الدقة أكثر من التوقعات الموجهة من صيغ مشوشة كثيراً. إن شركة USAir الجوية وهي الخطوط الجوية المحلية الأكبر، تستخدم الشبكات العصبية وقد حصلت على نظامها هذا من شركة BehavHeuristics وهي شركة صغيرة تقع في كوليغ بارك بميري لاند.
مستقبل شبكة الاتصال العصبية
إلى أين هي ماضية الشبكة العصبية؟ تعدّ الشبكة العصبية في بداياتها ومتناهية في الصغر إلى أبعد حد مقارنة بالدماغ البشري. هناك حوالي 100 بليون خلية عصبية تمدّ الدماغ بالطاقة. حتى شبكة الاتصالات العصبية الأكثر كثافة والتي تحوي على أفضل العصبونات الخام فهي تشكل بضعة منه بشكل تقريبي من حياة خلايا دماغية حيّة. الدماغ هو عبارة عن كتلة فقط فيها 20,000 خلية عصبية. لدى العصبونات الحقيقية أيضاً اتصالات أكثر بكثير من الاتصالات الداخلية المرتبطة ببعضها بعضاً إلى كل عصبون مجاور وفي أيّ مكان من 1000 إلى 50,000 عصبون. لا تستخدم العصبونات فقط الكهرباء للاتصال بل أيضاً المواد الكيميائية.
شيء واحد فقط، أن الشبكة العصبية ستبدأ العمل بسرعة فائقة والتي يمكن أن تساعد بالتعويض عن مسافة هذه الشبكات. اليوم، تأخذ معظم الشبكات العصبية شكل محاكاة للعمليات الرياضياتية وجعلها جزءاً لا يتجزأ في العقل الإلكتروني الذي يستمر عادة بالمعالجات الدقيقة. وبحلول رقائق شبكة الاتصال العصبية وهي عبارة عن خلايا عصبية فيزيولوجية منسوخة ومصنوعة من السيليكون استطاعت أن تسرِّع عملية الاتصال بقدر 10,000 لفة. وتدير "جواشا ألسبكتور" ورشتي عمل في شركة "صن ميكروسيستم المتحدة" في ولاية نيوجيرسي بجامعة بيلكور. إحدى هاتين الورشتين يشغلها برنامج للعقل الإلكتروني بينما الآخر تشغله أربع رقاقات من شبكة عصبية. ويظهر رسم هندسي يدور على كلا الشاشتين حيث أن أحد هذين الرسمين على شاشة ورشة العمل الموصولة بشبكة عصبية والتي يدور فيها هذا الرسم أسرع بمئة مرة.
وهذه إشارة أخرى إلى ما يمكن أن تفعله رقائق الشبكة العصبية، صمّم العلماء في جامعة كاليفورنيا في بيركيلي رقاقة وهم يقولون عنها إنها تستطيع أن تقلد خصائص وصفات الحيوان كالرؤية الليلية للقطط أو حساسية جهاز استكشاف مثل حساسية الخفاش للموجات فوق صوتية. يستعمل سلاح البحرية الأمريكية شبكة اتصال عصبية ليحدد موقع الغواصات تحت الماء. وذلك بالإنصات للأصوات التي تصدرها محركاتها، استطاعت رقاقة بيركيلي أن تسمح لآلات تصوير الفيديو أن تحرر صورة آلياً لتحسّن من تباينها وألوانها، وتحول هذه الصورة مباشرة إلى نصف درجة اللون للطباعة. صفان من الرقاقات بالتتابع قد عملت مثل عينين روبوت معطية عمقاً بالفهم والإدراك الحسي وهكذا فإن هذه القدرة يمكنها أن تقيس المسافات. وقد تكون هذه العين المتكونة من أجزاء إلكترونية في النهاية أن تستبدل عيني إنسان مفقودتين.
مازالت الشبكات العصبية في طفولتها لكن البعض منها هي أعجوبة حقاً. فمثلاً التدريب الذاتي للإنسان الآلي والذي يتأرجح من قضيب إلى قضيب في المختبر شديد الشبه بالقرد أو الغيبون الذي يتأرجح من غصن إلى غصن في الأدغال. وهذه الشبكة يمكن أن تأخذ بحدود 200 محاولة للإنسان الآلي ليتعلم أموراً اعتيادية جديدة. ويمكن لهذا الآلي أن يسقط بشكل فظيع لكن عندما هو يسيطر على الحركات المعقدة للذراع كي تتجه للأسفل أو الأعلى فإنه يتعلم من خلال التجربة والمحاولة والخطأ ويقضي على هذه الأخطاء بالمهارة. توشيو فوكودا مطور الإنسان الآلي في جامعة فاغويا في اليابان، يقول إن التعليم الذاتي للإنسانيين الآليين قد يجعلهم ذات يوم يعملون كالعمّال بتشييد وبناء ناطحات السحاب وداخل نباتات خطرة وفي أية أماكن هي صعبة.
المصدر : الباحثون العدد 60 - حزيران 2012